EN 
نجدهم في الطرق و كأنهم يلومون الزمن الذي حولهم من مخلوقات بريئة إلى وحوش مفترسة تسكن الشوارع والأزقة، يعاملهم الجميع بقسوة شديدة زادت بداخلهم إحساس الرهبة والخوف من البشر.
في بيت كبير يأوي حوالي 90 كلبا تعيش "ميرا جمال" التي وجدت فيهم صحبة جميلة و علاقة وفية و ترابط أكثر من بعض البشر ، و هم يحبونها و يبادلوها نفس الحنان و الوفاء.
للوهلة الأولى ينقبض قلبك خوفا و رهبة من عدد الكلاب التي تجري من حولك ، إلا أنهم يمثلون المعنى الحقيقي للحيوانات الأليفة، فور دخولك بيت "ميرا" تجد كلابا صغيرة تجري تجاهك ترحب بك ، لا ترتعب فهم يجيدون الترحاب و لن يصيبوك بمكروه إذا عاملتهم بلطف.
تروي "ميرا" التي بدأت في إنقاذ كلاب الشوارع و تأويها في منزل العائلة منذ حوالي 3 سنوات ، هي في الأساس تهوى تربية الكلاب فقد كانت تمتلك كلبة عاشت مع العائلة طيلة 12 عام لذلك فهي تمتلك خبرة كبيرة في تربية الكلاب ، و في البداية كان عدد الكلاب التي استضافتهم 4 تقريبا واستمر العدد في زيادة حتى وصل إلى 90 كلبا منهم من تعرض للعنف في الشوارع و منهم من أحضره الأصدقاء بحجة أنهم لا يريدونه في المنزل و استغنوا عنه.
انفعلت "ميرا " خلال حديثها بسبب المواطنين الذي يلقون بكلابهم في الشارع بعد أن يشيخوا ويصابوا بالعمى بسبب الإنجاب بشكل سريع بغرض التجارة ، مؤكدة أن تلك الطريقة تؤثر على صحتهم و تصيبهم بالأمراض كالإنسان ، كما أنها شددت على المواطنين الذين يعاملون الكلاب بقسوة، فبحسب كلامها " لقينا كلاب في الشارع مسلوخة و مدلوق عليها ماية مغلية و تعرضت للعنف في الشارع و تقطيع جسمهم بآلات حادة و آثار ضربهم بعصى".
أكدت ميرا أنها تقوم برعاية الكلاب على نفقتها الخاصة فإن الاعتناء بإنسان قادر على الكلام و التعبير عن أوجاعه من الأمور الصعبة ، تخيل أنك تعتني بروح غير قادرة على الكلام و لا تعرف التعبير ، مشيرة إلى أنها لن تستطيع تحمل تلك النفقات لاحقا لأنها لا تملك القدرة المالية لتغطية كل هذه النفقات التي تصل شهريا إلى 20 ألف جنيه.
طلبت "ميرا" من المواطنين أن ترعى تلك الأرواح ولا تتركهم في الشارع دون رعاية بسبب تقدم سنهم وعدم قدرتهم على الإنجاب، فهي تطلب الرحمة لتلك الأرواح وتقول "لو علمت ابنك يرمي الكلب لما يكبر، لما هتكبر انت مش هيسأل فيك .. علموا أولادكم الرحمة".
