الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: غابات الأمازون .. إحدى رئات الكوكب التي احترقت

صدى البلد

أشرنا من قبل إلى أهمية غابات الأمازون الاستوائية وأنه من أهم ما يميز تلك الغابات عن غيرها أنها تشكل ما يشبه الاسفنجة الضخمة التي تمتص وتختزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه أشجارها لتنتج عبر عملية التمثيل الضوئي نحو 20 في المئة من الأكسجين ( أى خمس كميته ) على الكوكب .

لذا اعتاد العلماء على وصفها بأنها "إحدى رئات الأرض" لأنها تلعب دورا جوهريا في دورة الكربون في الأرض والتي تؤثر في مناخها.

وبحكم مساحتها الشاسعة، فإن احتراق جزء من هذه الغابة الاستوائية المطيرة التي تبعث بخار الماء في الفضاء، يعني انخفاض مساهمتها الحيوية في التوازن المناخي للأرض, وهذا بدوره سيفضي إلى المزيد من ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف والاضطرابات المناخية حول العالم.

وبالرغم من ذلك فلا تعتبر غابات الأمازون هى الغابات الأكبر فى العالم ولكنها تأتى فى المرتبة الثانية بعد غابات تايغا الشمالية أو غابات الصنوبريات فى روسيا كما يطلق عليها والتى تُغطي ما يقارب من 17% من مساحة اليابسة في نصف الكرة الأرضية الشمالي.

ويأتى هنا السؤال الاهم وهو ما هى الرئة الكبرى والاكثر أهمية لكوكب الأرض ؟؟

وتأتى الإجابة بكل بساطة إنها المحيطات فهى الرئة الأكبر التى لا يستطيع الإنسان العبث بها أو إزالتها أو حرقها مثل الغابات، وهى تمتص نحو 30% من ثانى أكسيد الكربون وتتيح نصف حجم الأكسجين على الأرض، ومؤخرا بدأت معاناة الكوكب من تحمض مياه المحيطات بسبب الكميات الكبيرة التى امتصتها من ثانى أكسيد الكربون مما تسبب فى ارتفاع نسبة الحموضة للمحيطات و تدمير الحياة البحرية من حدوث عملية تسلخ لجلود الأسماك ثم موتها وانخفض إنتاج الصيد المفتوح إلى الثلث فقط كما تسبب فى ضياع الألوان الزاهية للشعاب المرجانية وتحولها إلى اللون الأبيض الطباشيري.

أيضا يعتبر القطبان المتجمدان إحدى الرئات المهمة للأرض فهما يمتصان 30% من ثانى أكسيد الكربون ، وتم ملاحظة هطول الأمطار الحمضية على دول شمال اوروبا وروسيا وأمريكا الشمالية بسبب إنبعاث غازات مثل الكبريت والكلوريد والنتروجين بجانب الكربون بسبب الانبعاثات الغازية الصناعية مما تسبب بشكل كبير فى ارتفاع درجة حرارة الكوكب وإذابة القطبين .

ومن المعروف جدا أن العالم وضع حدا بألا تزيد الحرارة حتى عام 2050 عن درجة ونصف فقط ولكننا وصلنا إلى درجتين كمتوسط عالمى وخمس درجات فى مصر وإسبانيا وإيطاليا ودول البحر المتوسط، وما زالت الانبعاثات الغازية فى تزايد من الدول الصناعية الكبرى مثل الصين و الهند و الولايات المتحدة الأمريكية ِ .

فى نفس الوقت الذى تحاول فيه بعض دول أوروبا واليابان التحول إلى الطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية والمولدة من الشمس والرياح وموجات المد والجذر من البحار والسدود المائية.

وفى تقديرى أنه حان الوقت لان يدرك العالم الخطر المحدق به من ارتفاع درجات الحرارة للكوكب والمتسبب الرئيسي به من الدول الكبرى والذى يعانى منه بلا ذنب دول العالم الفقيرة وتدفع ثمنه من حياة شعوبها الفقيرة وينظر نظرة جادة الى الحد من ذلك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو بالأحرى ما تبقى لإنقاذه .