الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى النصر.. قصة خلاف الفريق سعد الدين الشاذلي مع السادات

الفريق سعد الدين
الفريق سعد الدين الشاذلي

قائد عسكري فذ، والعقل المدبر لحرب السادس من أكتوبر، دائما ما يتم الإشارة إليه حين يتجدد الحديث عن نصر أكتوبر المجيد، هو الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة في الفترة ما بين 1971، 1973.

فمن هو؟

الفريق سعد الدين الشاذلي مواليد 1 أبريل 1922، وهو مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال.

التحق الشاذلي بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان أصغر طالب في دفعته، وتخرج من الكلية الحربية في يوليو 1940 برتبة ملازم في سلاح المشاة.

شارك في حرب فلسطين، وفي الحرب العالمية الثانية، وكان قائد الكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956.

علاقته بالزعيم جمال عبد الناصر

بدأت علاقته بجمال عبد الناصر حين كان يسكن في نفس العمارة التي يسكنها جمال عبد الناصر بالعباسية قبل ثورة 23 يوليو.
وكانت بينهم علاقات أسرية، وبالاضافة كونهم ضباط مدرسين في مدرسة الشؤون الإدارية وكانا يلتقيان بشكل يومي، وقد فاتحه جمال عبد الناصر عن الضباط الأحرار في 1951، ورحب الشاذلي بالفكرة وانضم إليهم ولكنه لم يشارك في ليلة 23 يوليو 1952 بشكل مباشر كونه كان في دورة في كلية أركان الحرب.

خلافه مع السادات

في عام 1978 أصدر الرئيس أنور السادات مذكراته البحث عن الذات واتهم فيها الفريق الشاذلي بالتخاذل وحمله مسؤولية التسبب بالثغرة ووصفه بأنه عاد منهارًا من الجبهة يوم 19 أكتوبر وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق، هذا ما دفع بالفريق الشاذلي للرد على الرئيس أنور السادات بنشر مذكراته (حرب أكتوبر)، والذي يعتبر من أدق الكتب إلى تحدثت عن حرب أكتوبر.

اتهم الفريق الشاذلي في كتابه الرئيس أنور السادات بإتخاذ قرارات خاطئة رغمًا عن جميع النصائح من المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر للخطط العسكرية أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.

السجن الحربي

في 14 مارس 1992، عاد الفريق الشاذلي إلى مصر بعد أن قضى 14 سنة منفيًا في الجزائر منها سنتان في عهد الرئيس أنور السادات، و12 سنة في عهد الرئيس حسني مبارك، قبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن الحربي التابع للجيش الثالث الميداني ووجهت إليه تهمتان، نشر كتاب بدون إذن مسبق، وإفشاء أسرار عسكرية في كتابه، وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.

في بداية أكتوبر 1993، تم الإفراج عن الفريق الشاذلي عن طريق عفو عام، وبعد خروجه عاش منعزلًا بعيدًا عن الناس. وعاد لقريته وخصص أرضا كوقف للإنفاق على مسجد، وعاش كخبير إستراتيجي يكتب ويحلل كل ما يدور على الساحة.

وفاته

توفي الفريق سعد محمد الحسيني الشاذلي أثناء ثورة 25 يناير، في 10 فبراير2011 م، بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا، بعد معاناة مع المرض.

وبعد وفاته وتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم، أعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة نجمة سيناء إلى أسرة الفريق الشاذلي بعد أن جرده مبارك منها.