الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. نجلاء نصير تكتب: المرأة والمساواة

صدى البلد

مما لا شك فيه أن صيحات المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة قد قتلت بحثا، وإذا كانت المرأة نصف المجتمع كما يقال، فهي التي تنجب وتربي الرجل، لذلك يقع على عاتق المرأة العبء الأكبر في ما آل إليه الوضع في المجتمع، فالمرأة المتعلمة المثقفة الواعية تساعد المجتمع من خلال تربيتها لأولادها تربية راقية، ولكن المفارقة تكمن في طريقة التربية، فالجدات لم يكن معظمهن يجدن القراءة والكتابة، لكنهن أنتجن أجيالا تتحمل المسئولية، وتتحدى الصعاب وتحتفظ بأواصر المحبة ووصل الرحم ، فمن علمهن كل ذلك ، باختصار شديد حين تعرف المرأة أن دورها الحقيقي هو الحفاظ على أسرتها ، وتختفي المشاحنات من البيوت ، وتتعلم المرأة الاحتواء ، فتحتوي زوجها ، وأولادها لأنها شاهدت والدتها تقدس هذا الميثاق الغليظ ، لن نجد إنحرافا في مطلب ، أو تسطيح للأفكار المتشابكة التي تضع المرأة في مكانة دونية كما يروج لذلك ، ومن ثم يتصدر الرجل المشهد ويتهم بقهر المرأة.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ..

إذا كان الرجل يقهر المرأة فمن أين تغذى عقله بهذه الفكرة ؟!

ألا تربي الرجل امرأة ؟!

هل الموروث الفكري والعرف والعادات والتقاليد حولت المرأة لسلاح يقهر المرأة ؟!

وعلى الصعيد الآخر نجد الرجل يطرح سؤالا منطقيا ،

ماذا تريد المرأة من الرجل لتشعر بالمساواة في المجتمع ؟!

فإلى متى نظل ندور في فلك الدائرة المغلقة ؟!

وهل تحيا المرأة في صراع مع الرجل ؟!

الحقيقة أن النساء شقائق الرجال ، فهناك نماذج مشرقة لرجال ساندوا المرأة ، وقدموا إليها يد المساعدة لتنجح وتتصدر المشهد فهل تتمكن امرأة من النجاح دون دعم والدها أو أخيها أو زوجها أو ابنها ، وهل ينجح الرجل دون مساندة المرأة ؟!

لم يخلقنا الله لنتصارع على المساواة فلكل منا طبيعة خاصة ، فضلا عن ذلك رب العالمين ساوى بين الذكر والأنثى في الأجر، فهل هناك قضية سوى في عقولنا ؟

وهل هناك أسعد من الرجل حين تتكرر المطالبة بالمساواة معه ؟!

عزيزتي المرأة ..

المطالبة بالمساواة اعترافا ضمنيا بأنك مخلوق من الدرجة الثانية ، فالحياة الهادئة لا تقوم على الصراع ، وإذا كنا نحلم بمجتمع سوي فعلينا أن نقوم ونثقف المرأة لنحمي الأجيال القادمة من الرجال والنساء من الجاهلية ، فالجاهلية مضمون فكري وليست فترة زمنية ، فالوأد المعنوي الذي تتعرض له المرأة يبدأ من البيت .