الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ينكر أبشع مذبحة ضد المسلمين.. غضب بعد منح بيتر هاندكه نوبل للآداب

بيتر هاندكه الحاصل
بيتر هاندكه الحاصل على نوبل للآداب 2019

كان حصول الكاتب والشاعر النمساوي بيتر هاندكه، على جائزة نوبل للآداب 2019 صدمة بالنسبة لكثيرين خاصة في كل من البوسنة وكوسوفو وألبانيا ودول البلقان بشكل عام.

ووصف البعض حصول الأديب النمساوي على الجائزة بـ"الفضيحة" نظرا لأنه من الداعمين للتيار اليميني الصربي والنظام اليوغوسلافي، وتاييده للتطهير العرقي للمسلمين في دول البلقان.

تضم دول البلقان بشكل رئيسي كلًّا من ألبانيا، وبلغاريا، والبوسنة والهرسك، وكوسوفو، ومقدونيا، والجبل الأسود، لكن موقف الأديب من "مذبحة سربرنيتسا" في البوسنة والهرسك في 1995 والتي راح ضحيتها 8 آلاف مسلم أغضب الكثيرين، حيث ارتكبت المجزرة من قبل الجيش الصربي الذي ارتكب مذبحة بشعة بحق المسلمين في البلاد وقام بدفنهم في مقابر جماعية.

كما إقليم كوسوفو في 1998 صراعًا مسلحًا، تزامنا مع عودة سياسات التطهير العرقي التي تبناها الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوسيفيتش، الذي بدأها من البوسنة، وتسبب الصراع في تدخل عسكري من حلف الناتو وهجرة آلاف من مسلمي كوسوفو الألبان.

وفي تغريدة على تويتر تعليقا على منح الجائزة للأديب هاندكه، يقول وزير خارجية كوسوفو السابق بيتريت سليمي "مرحبًا جائزة نوبل. هل تعلمون أن هاندكه كان يدعم حصار سراييفو، واحتسى الخمر مع الجنود الذين كانوا يقنصون الأطفال وقال إن "المسلمين يقتلون أنفسهم"؟ مقزز.. هذا هو أكثر قرار عدائي ممكن، ماذا بعد؟ جائزة السلام للأسد؟".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الألباني إدي راما، في تغريدة على تويتر، "لم أفكر يوما أنه بسبب جائزة نوبل سأشعر بالرغبة في القيء"، وتابع "بالنظر إلى الخيار المخزي الذي اتخذته السلطة الأخلاقية مثل أكاديمية نوبل، فقد تم ختم العار كقيمة جديدة، فلا يمكننا أن نكون بلا إحساس تجاه العنصرية والإبادة الجماعية".

وتسبب موقف هاندكه من الحروب اليوغوسلافية ابتداء من حرب البوسنة والهرسك وانتقاده لتدخل الناتو بعد مذبحة البوسنة 1995 التي راح ضحيتها الآلاف في انتقادات حادة للأديب النمساوي.

وطالب الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش أثناء محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بالاستعانو بهاندكه كشاهد دفاع.

وكان السياسي اليوغوسلافي الصربي يحاكم بسبب جرائم ضد الإنسانية أثناء حروب البوسنة وكرواتيا وكوسوفو، وعقب وفاته 2006 قام هاندكه بتأبينه في خطاب باللغة الصربية أمام آلاف من مشيعيه، واصفا نفسه بأنه "قريب من يوغوسلافيا، قريب من صربيا وعلى مقربة من سلوبودان ميلوسوفيتش".

من جانبها قالت البوسنية عايدة شهوفيتش، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك "استيقظت هذا الصباح على خبر فوز بيتر هاندكه بجائزة نوبل في الأدب لهذا العام !! عار على جوائز نوبل مكافأة أحد أتباع جرائم الحرب الذي نفى بالعلن مذبحة سربرنيتسا وادعى أن المسلمين قد ارتكبوا مذابحهم في سراييفو خلال 1425 يومًا من الحصار".

وتابعت "تحدث هاندكه في تشييع جنازة الصربي "مجرم الحرب" سلوبودان ميلوشيفيتش في بلجراد عام 2006 قائلا "أنا لا أعرف الحقيقة. لكنني أنظر. انا أسمع أشعر. أنا أتذكر. هذا هو السبب في أنني هنا اليوم، بالقرب من يوغوسلافيا، بالقرب من صربيا، بالقرب من سلوبودان ميلوشيفيتش".

وأضافت "حسنا المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة تعرف الحقائق ولديها الوثائق التي تثبت كيف أن 8372 مسلمًا قتلوا بشكل منهجي خلال الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا. تعرف اللجنة الدولية لشؤون المفقودين الحقيقة لأنها عملت بلا كلل منذ العام 1996 للعثور على الرفات والتعرف عليها، والتي كانت في كثير من الأحيان تنقل إلى مقابر جماعية ثانوية في محاولة من قبل الجناة لإخفاء جرائمهم، يعرف الناجون، الذين ما زال بعضهم ينتظرون العثور على أحبائهم ودفنهم بعد سنوات عديدة، الحقيقة".

ووصفت سفيرة كوسوفو في الولايات المتحدة فلورا سيتاكو قرار الأكاديمية السويدية بأنه "أخرق ومخز".

كما تم إطلاق عريضة في ألبانيا تستنكر قرار منحه جائزة نوبل، ويعتبر هاندكه والذي عرف بتأييده التيار اليميني الصربي المتطرف منذ التسعينيات، من أبرز الكتاب والشعراء الأوروبيين بعد الحرب العالمية الثانية، ويملك تجربة واسعة في الأعمال التجريبية، الروائية، والشعر أيضًا".

أما وزير خارجية كوسوفو الحالي جنت كاكاج، غرد على تويتر قائلا "باعتباري شغوفا بالجمال الأبدي للأدب لإثراء التجربة الإنسانية، وكضحية للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، فقد شعرت بالفزع لقرار منح جائزة نوبل في الأدب لمنكر للإبادة الجماعية. يا له من عمل مشين ومخز نشهده في عام 2019!"

وبحسب بيان صادر عن الأكاديمية، فاز هاندكه بجائزة هذا العام بسبب أعماله المؤثرة، التي تستكشف، عبر نص استثنائي، أبعاد الحدود الإنسانية والخصوصيات الإنسانية".