الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قرارات إدارة ترامب غير المدروسة وغير الفعالة ستكون السبب في عزله.. الولايات المتحدة عالقة في خط الانهيار.. هل سيؤثر عزل الرئيس على أهمية أمريكا في العالم؟

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يضع أهدافه السياسية الشخصية قبل مصلحة الأمة
الإدارة الأمريكية الحالية لم تنجز أي شيء مهم في الشؤون الخارجية
فورين بوليسي: لا أحد يجبر ترامب على قراراته 
مجلة أمريكية: قد يكون لعزل الرئيس الأمريكي آثار ضارة إذا كانت الإدارة تتبع سياسة خارجية طموحة وناجحة


نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا مطولا حول وجوب عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه أظهر مرارا أنه لا يمكن الوثوق به إذ أنه يضع أهدافه السياسية الشخصية قبل مصلحة الأمة. 

وأكد ترامب علانية على صحة هذه المخاوف، وكان آخرها دعوته للصين للتحقيق مع عائلة بايدن الأمر الذي أثار التكهنات في أنه إذا اتيحت له الفرصة لبيع البلد مقابل تحقيق استفادة شخصية فإنه لن يتردد.

وأوضحت المجلة الأمريكية أنه ترامب يفعل كل شيء من من أجل نفسه فقط فلا أحد أجبره على حجب المساعدات عن أوكرانيا والضغط على رئيسها لمواصلة التحقيق مع عائلة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن( وهي قضية كانت أوكرانيا قد أجرت تحقيقاتها فيها ولم تعثر على أي دليل على ارتكاب أي مخالفات). لقد كان ترامب صاحب فكرة إخبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالعمل مع المدعي العام الأمريكي وليام بار في هذا التحقيق الزائف. باختصار، لقد فعل الرئيس الأمريكي كل هذا بمبادرة منه.

وقالت "فورين بوليسي"، إن هذا الاستنتاج الواضح يطرح سؤالا وهو كيف سيؤثر هذا الموقف على السياسة الخارجية للولايات المتحدة؟ سواء كنت تحب ترامب أم لا، من المهم أن تنظر فيما إذا كان عزله سيكون له آثار أخرى على أهمية أمريكا في العالم والسياسات التي يمكنه اتباعها خلال الأشهر القليلة القادمة.

كما أثارت المجلة تساؤلا حول ما إذا كان لعملية العزل تأثير كبير على السياسة؟ مشيرة إلى أنه من الواجب التمييز بين الآثار قصيرة المدى على قدرة ترامب على إدارة السياسة الخارجية بفعالية والآثار طويلة الأجل على القوة النسبية للولايات المتحدة.

وأوضحت المجلة أنه قد يكون لعزل الرئيس ترامب آثار ضارة إذا كانت الإدارة تتبع حاليا سياسة خارجية طموحة ونشطة ومختصة وناجحة عموما. إذا كان الأمر كذلك، فحتى الديمقراطيين الذين عارضوا ترامب لأسباب أخرى قد يزعجهم احتمال أن يؤدي عزله إلى عرقلة جهد ناجح بطريقة أخرى لحل المشاكل الدولية الكبيرة أو النهوض بالمصالح الوطنية الأمريكية على نطاق أوسع.

وأشارت إلى أن هذا ليس هو الحال اليوم. في الواقع، لم تنجز إدارة ترامب بعد أي شيء مهم في الشؤون الخارجية، ومبادراتها المضللة المتعددة تركتها عالقة في خط الانهيار. وبالنظر إلى سجل قرارات الإدارة نجد أن: كوريا الشمالية تبني المزيد من الأسلحة النووية وتختبر صواريخ أكثر خطورة، وإيران تتحدى ما يسمى بحملة الضغط القصوى التي أطلقها ترامب، وتستأنف تدريجيًا برنامجها النووي. 

وعلاوة على ذلك، العلاقات مع روسيا لا تزال في حالة تجمد عميق؛ وخطة السلام التي يفترض أن يقوم بها الدبلوماسي جاريد كوشنر في الشرق الأوسط لن تسفر عن أي شيء؛ وخلافا لتأكيدات ترامب المروعة، أثبتت الحرب التجارية التي أسيء التعامل معها مع الصين أنها ليست 'جيدة' ولا 'سهلة الفوز'. كما هو الحال مع أزمة أوكرانيا، فإن هذا السجل المؤسف هو كل ما يفعله الرئيس.

و بالإضافة إلى عدم وجود رؤية استراتيجية واضحة، واتباع نهج خاطئ لاتخاذ القرارات، والكثير من الأفكار غير المستنيرة بشأن القضايا الرئيسية ونفاد صبرها فكلها أمور غير مناسبة للدبلوماسية الجادة، إذ يرأس ترامب آليةفوضوية وغير كفء للسياسة الخارجية.

وبعد أن وعد ترامب بتعيين "أفضل الأشخاص"، اختار بدلا من ذلك المرؤوسين الذين أجبروا إما على الاستقالة وسط فضائح إجرامية (على سبيل المثال، مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين) أو فصله الرئيس نفسه (على سبيل المثال، مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، وعدد لا يحصى من الآخرين). لا تزال المناصب الرئيسية شاغرة في خطوة تثبت أن الرئيس نفسه مهتم أكثر بالمؤامرات المفلسة من اهتمامه بتطوير ومتابعة سياسة خارجية متماسكة وناجحة.

وعن المدى الطويل، السؤال هنا هو ما إذا كان يمكن للرئيس ترامب أن يقدم أجندة محلية من شأنها أن تبقي الولايات المتحدة في ذروة السلطة لأطول فترة ممكنة وتتيح لأكبر عدد ممكن من الأمرييين أن يعيشوا حياة أكثر وفرة وآمنة. إن السياسات الذكية للتصدي لوباء الأفيونيات، والحد من عنف السلاح، والحماية من تغير المناخ والأحداث المناخية القاسية، وإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة في الولايات المتحدة، وتحسين المعايير التعليمية، ومجموعة من القضايا الأخرى ستفيد الكثير من الأمرييين على المدى القصير والحفاظ على القدرة التنافسية العالمية للولايات المتحدة على المدى الطويل. وعلى النقيض من ذلك، فإن الفشل في معالجة هذه القضايا سوف يسهل على الآخرين تقليل هامش التفوق الأمريكي وتشويه صورتها العالمية.

وأكدت المجلة أنه إذا كان ترامب يحرز تقدما سريعا وإيجابيا في الشأن الداخلي وهدد العزل بإحباط جهوده، فقد يكون ذلك سببا لمعارضته. لكن في هذه المرحلة، ماتت أجندة ترامب المحلية. 

لقد تولى ترامب منصبه ووعد بدفع كبير للبنية التحتية ولم يكلف نفسه عناء تقديم خطة ملموسة. ولم يذهب جهده المضلل لإلغاء قانون الرعاية بأسعار معقولة إلى أي مكان، حتى عندما كان الجمهوريون يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ. لن يكون هناك جدار حقيقي على الحدود المكسيكية، وبالتأكيد المكسيك لا تدفع ثمن ذلك، كما أن هذا الحاجز الذي لاقى دعما من الاموال المخصصة لوزارة الدفاع لإقامته لن يقلل الهجرة غير الشرعية على الإطلاق.

واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها بالقول بأن هذه الأخطاء ستظل مسؤولية ترامب إذ دفعته أفعاله إلى إحداث الفوضى في الولايات المتحدة. وسيكون أيضا هو الشخص الذي يتحمل المسؤولية إذا أدت محاولاته اليائسة للتهرب من المساءلة في النهاية إلى تفاقم الوضع السيئ.