الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الجندي يكتب .. براثن الخديعة

صدى البلد


ما اكثر ما أفرزته 25 يناير2011 من فوضي ترتب عليها نتائج خطيرة اجتماعية واقتصادية و سياسيه و يمكن ان نطلق عليها حرفيا انها كوارث واذا كان الجانب الاخلاقي واضح للجميع و نعاني منه يوميا فى الشوارع والتعاملات الحياتية فدعونا نركز على الجانب الاقتصادي والسياسي .

اولا: فتحت الطريق أمام التنظيمات الإرهابية لتتغلغل في أحشاء الوطن كالأورام السرطانية القاتلة.

ثانيا: اوجدت مناخ ملائم امام أقزام العالم (قطر و تركيا) لتتطاول على قيمة وقامة مصر ورموزها، ومنحتهما الفرصة للتخطيط والتآمر لتمزيق البلاد وضرب النسيج المجتمعي، وإسقاط مصرفى بحور الفوضى العارمة،

ثالثا: دمرت الاقتصاد المصرى، فهربت رؤوس الاموال المصرية والاستثمارات الاجنبية و اغلقت المصانع وقلت فرص العمل و توقفت السياحه وهبط التصدير وانخفض معدل النمو الاقتصادي لاقل مستوي فى السنوات الثلاثين الماضيه ورسخت للانتهازية الاقتصادية والفهلوة فى الحصول على مكاسب دون عمل أو بذل أى جهد، واستباحت الممتلكات العامة والخاصة و التعدي على الاراضي الزراعيه و مخالفة قوانين البناء .. الخ ورغم كل هذا استمر معدل النمو السكاني الفظيع على حاله وهذا امر ننفرد به نحن الشعب المصري.

رابعا : أعطت للحكومة الإثيوبية الفرصة الذهبية لبناء سدودها، وأبرزها سد النهضة، فى إعلان صريح وواضح، لتعطيش مصر و شعبها.

وعلية نعيش الآن مهددين الموت عطشا وجوعا، ونقولها بصوت جهورى، إنه لولا فوضي 25 يناير 2011 ما استطاعت إثيوبيا أن تبنى قالب طوب واحدا فى نهر النيل والا كانت قد فعلتها قبل ذلك ، فلقد وجدت ضالتها فى ضعف مصر نتيجة الحراك الفوضوى، وعبث المراهقة الثورية والمطالب الفئوية والاستغراق فى المحلية التى كانت عليها مصر، وبدأت خطوات بناء سد النهضة، وابتُليت مصر فى 2011 بسد «النهضة» وفى 2012 بالاخوان و برنامج الخراب المسمي (النهضه).



وياليت الأمر اقتصر عند حد استغراق مصر فى الفوضى الداخلية بفعل ما حدث فى 25 يناير 2011 ولكن قرر الثورجية التجويد، لمنح الطمأنينة، والدعم الكامل لإثيوبيا لبناء السد، فشَكّلَ حمدين صباحى وفدا مكونا من 48 ناشطا وثوريا، فى إبريل 2011، وأطلق عليه وفد الدبلوماسية الشعبية، لزيارة إثيوبيا وأوغندا والسودان، لبحث أزمة مياه النيل، وعلى الأخص بناء سد النهضة!!

وتدثر حمدين صباحى فى هذه الزيارة عباءة رئيس مصر الفعلى، وقدم نفسه للقيادات الرسمية فى الدول الثلاث، على أنه رئيس مصر القادم لا محالة، وأنه سيخوض الانتخابات الرئاسية 2012، وبالطبع كال كل الاتهامات والشتائم والسباب لنظام مبارك، واعتبره نظاما خائنا، وأنه جاء على رأس وفد يمثل رموز ثوار ونشطاء يناير، لزيارة إثيوبيا لإصلاح ما أفسده النظام القديم!!

وبالطبع أشاد حينها الرئيس الإثيوبي(مليس زيناوي) بالثورة المصرية التى استمرت 18 يوما وكانت حاسمة فى إسقاط مبارك ونظامه، وعَبّر عن إعجابه بالثورة، وقال: «نجحت ثورتكم وهو ما يؤكد أن لمصر حضارة ورقيّا»، مطالبا بتجديد العلاقة بين مصر وإثيوبيا فى إطار الشراكة والصداقة ودون عدوانية!!

وانتاب الوفد الثورى حالة من الأنا والغرور، فى حضرة الرئيس الإثيوبى ميليس زيناوي الذى أشاد بدورهم العبقرى والعظيم فى إزاحة مبارك ونظامه، دون أن يدروا بأن تلك الاشادة بثورة يناير، وفرحته ميليس زيناوي الشديدة بإزاحة مبارك، انها تصب فى مصلحة إثيوبيا بالدرجة الأولى، وأن 25 يناير، تعتبر هدية وغنيمة كبرى قدمها أدعياء الثورية و الاخوان ونشطاء السبوبة، وخونة الاوطان، لإثيوبيا لتنفذ مخططها بإقامة عدد من السدود على نهر النيل، والتى كان مبارك يرفض إقامتها ويقف جيش مصر كصخرة مانعة لبناء سلسلة هذه السدود ومن بينها بالطبع «سد النهضة».



وبذلك قدم حمدين صباحى رسالة طمأنة جوهرية للاستمرار فى بناء سد النهضة وبسرعة، استغلالا لانهماك جيش مصر فى الشأن الداخلى للحفاظ على البلاد من السقوط فى مستنقع الفوضى والخراب و التفتت .


وحينها اعتبرعدد كبير من كبار الديبلوماسسين فى مصر، أن الوفود الشعبية قد أساءت إلى صورة مصر، وقدمت تنازلات غير مبررة لإثيوبيا،وما كان يجب على الوفود الشعبية أن تذهب دون تنسيق مع الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الخارجية، ولا يمكن للشارع أن يدير الدول، وهل هناك دولة واحدة فى هذا الكوكب يديرها الشارع؟!



زيارة الوفد الشعبى لإثيوبيا أعطت صورة مذلة ومهينة لمصر، تستوجب ان يحاسب عليها كل أعضاء الوفد، بجانب كل من شارك فى مؤتمر الفضيحة والعارللتآمر على إثيوبيا، بقيادة مندوب مكتب الارشاد محمد مرسى العياط، وأيمن نور ومحمود حسين وعمرو خالد و رامي لكح و ممثلي حزب النور ، وآخرين وأذيع على الهواء مباشرة وكان مثار للسخريه حيث تم الحديث على استخدام اوراق ضغط مضحكه كاقتراح توسيط ابو تريكه للحل و شراء طائرات لتخويفهم واستخدام مخابراتنا لعمل فتن بين القبائل والعرقيات ولم تفوت اثيوبيا الفرصة و استغلته على اكمل وجه لفضح وجه مصرواظهارها على ان وجهها قبيحا لكسب الدعم الدولى لاستكمال البناء فى السد!! والمضحك المبكي فى الامر ان مرسي رغم ما يقال عن علمه اخطأ فى هذا الاجتماع بين الجيجا وات والميجا وات وركز على ان اثر بناء سد النهضه على مصر سيكون فى الكهرباء و هذا يدل على ضحالة علم و افق هذا الرجل

والان نجد من يقلب الحقائق و يشوهها من جانب الإخوان وكهنة يناير غير المجيدة، ليوجهوا سهام اتهاماتهم للرئيس عبدالفتاح السيسى، بأنه وراء بناء سد النهضة، وهى مغالطة فجة و وقحة وحقيرة، فالرئيس السيسى تولى رئاسة مصر فى منتصف 2014، أى بعد مرور 3 سنوات كاملة من زيارة حمدين صباحى ودراويشه لإثيوبيا، وتقديمه اعتذارا مذلا، كان بمثابة الضوء الأخضر لبناء سد النهضة و بعد المؤتمر السرى المذاع( الفضيحه و العار ) و بعد زيارة محمد مرسي ذاته لاثيوبيا و مباركته لهم على تلك الخطوه والاستمرار بها!!

أين العدل والانصاف بأن توجه اتهامات لمسؤول جاء بعد وقوع الكارثة بثلاث سنوات كاملة؟! فى ذات الوقت لا يتم محاسبة كل من تسببوا فى انغماس البلاد فى فوضي داخلية ، وتركوا إثيوبيا تنفذ مخططاتها، وتستغل الظرف التاريخى الذى تمر به مصر وتنتهز اعتذار حمدين صباحى، ومؤتمر الفضيحة للمعزول مندوب مكتب الارشاد فى الاتحادية محمد مرسى ورفاقه و حوار عمر اديب مع وزير الري الاخواني بحكومه قنديل الذى ادهشنا بهذيانه وردوده المتناقضه لتمضى اثيويبا وبسرعة فى بناء السد؟!

الهذه الدرجه جماعة الإخوان الإرهابية، وكهنة يناير يستخفون بعقول المصريين أم انهم يعتقدون ان المصريين معاقين ذهنيا يمكن استغلال ذاكرة السمك لديهم وخداعهم أكثر من مرة بذات السيناريو؟!

لقد اصقلت المصريين تجربة الثورات الفوضوية وما أحدثتها من تقلبات أمنية واقتصادية وسياسية، فاقت كل توقعاتهم وسقف خيالهم الخصب فزادت من قريحتهم ووعيهم فى التقييم، وعدم الوقوع فى براثن الخديعة من جديد!!

فى النهاية انا لست بصدد الدفاع عن الرئيس السيسى ولا اظنه بحاجه لذلك، ولا توجية اتهامات لأى شخص بالباطل كما يفعل البعض ، ولكن من الانصاف و الامانة أن نعلى من شأن الحقيقة المدعومة بالمعلومات والوقائع والأرقام والتواريخ، ودون تزويق أو تجميل!!

تحيا مصر .... تحيا مصر .... تحيا مصر ......