الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترك الغيبة والنميمة.. تعرف على العلاج والوسائل المعينة

ترك الغيبة والنميمة
ترك الغيبة والنميمة

الغيبة والنميمة من العادات السيئة المنتشرة بين الناس منذ زمن بعيد، وجاء الدين الإسلامي ليحرّمها منذ بدء انتشاره، لما لها من أثر سلبي على المجتمع؛ فنزلت آيات كريمة دلّت على حرمها، كما جاءت أحاديث نبوية شريفة صحيحة تحرّم ذلك أيضًا، وحث الدين الحنيف المسلمين على الابتعاد عن هذه العادات التي تنشر البغضاء بين الناس، امتثالًا لأوامر الله تعالى ونبيه محمد - صلى الله عليه وسلّم-، ولم يحرّم الله تعالى أمرًا إلا وكان فيه تهلكة للأمة.

علاج الغيبة

يمكن علاج الغيبة بعدة وسائل، وهي:

- تذكر المغتاب غضب الله – تعالى-، وأنّ الغيبة من عظائم الذنوب، حيث نفّرمنها بقوله - سبحانه-: «وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ»؛ فشبّه الله تعالى المغتب بمن يأكل لحم أخيه جيفة أي وهو ميّت.

- نظر المغتاب إلى عيوب نفسه، فيدرك أنّها ليست سليمة من الأخطاء والعيوب، ثمّ يضع نفسه مكان الطرف المقابل ويرى هل يرضى على نفسه أن يغتابه غيره؛ إذًا سيتوقف المغتاب عن هذا الفعل بعد أن يعرف أن هذا الشعور يترتب عليه عدم راحة.

- الصحبة الصالحة ومجالسة أهل الخير، فهم يتجنبون الحديث عن عرض أحد أو عيوبه، فيكون الحديث فقط بما يرضى الله تعالى.

- معالجة النفس من الغيبة من خلال التصدق عن كل غيبة بمقدار محدد من المال، أو صيام يوم مقابلها.

- التذكر بأنّ الغيبة تحبط الحسنات وتمحوها.

علاج النميمة

يكون علاج النميمة باتباع الأمور التالية:

- أن يحذر المحيطون بالنمام صاحبهم بخطورة النميمة، وذلك بتذكيره بالأحاديث التي تبيّن خطورة النميمة وعقوبتها، ومنها: «تجِدُ مِن شِرار النَّاسِ يومَ القيامَةِ عندَ اللهِ ذا الوجهينِ، الَّذي يأتي هؤلاءِ بوجهٍ، وَهؤلاءِ بوجهٍ».

- وتذكيره أيضًا أنّ النميمة كانت صفة لامرأة لوط التي كانت تدل الفاسقين من قومها على فعل الفاحشة والفجور، ثمّ فإنّ الناس المحيطين بالنّمام عيلهم أن يصدوه فلا يصدقوه إذا حدّث بالنميمة، لأنّ النمام فاسق وبالتالي فإنّ الفاسق ترد شهادته، لقوله - تعالى-: «يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، وعليهم أن ينصحوه بترك هذا الفعل.

- وعلى النمام أن يعلم أنّ نميمته هي سبب في غضب الله تعالى، وأنّها سبب في إفساد القلوت وتفريق الناس وهدم البيوت، ويُبدل نميمته بإشاعة الحب والإحسان بين الناس، ويجاهد نفسه في حفظ لسانه والاعتياد على الذكر والقول الحسن، ويوقن أنّ من قام بالنميمة بينهم هم خصومه أمام الله يوم القيامة، ويتذكر الموت وعذاب القبر والآخرة.

- وأخيرًا فإنّ الصحبة الصالحة ومجالستها تخفف من حدة هذه الصفة.

تعريف الغيبة والنميمة
أولًا الغيبة هي: الغيبة هي إحدى الكبائر التي حرمها الله عز وجل ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ذكر ما يكره المسلم في أخيه من عيوب به، فهي الضغينة بين أفراد المجتمع أو العائلة أو المجموعة الواحدة التي ينضم إليها المغتاب والمغتاب به، ويندرج في قائمة الغيبة كل من الهمز واللمز، حيث توّعد الله تعالى في كتابه العزيز كل هماّز لماّز، قال - تعالى-: "ويل لكل همزة لمزة"، وهي تشمل الفعل، والقول، والإيماء، والغمز على أحد الأشخاص، أو الكتابة أو أي حركة أو إشارة تدّل على الهمز أو اللمز.

ثانيًا النميمة وهي: واحدة من الكبائر التي حرّمها الله تعالى، ولا تختلف عن الغيبة في حرمتها، ولكن الفرق بأنّ النميمة هي السعي لنقل الكلام بين شخصين، وذلك سعيًا لإيقاع التفرقة بين الأشخاص، وقد حرّمه الإسلام كتابًا وسنة، حتى فيما لو كان الكلام المنقول صحيحًا أو باطلًا، لما يؤدي له من إفساد في العلاقات بين المسلمين.

آثار الغيبة على الفرد والمجتمع
يذكر في أضرار الغيبة في الدنيا والآخرة أنها:

- تزيد رصيد السيئات، وتحبط الحسنات، وهي من أربى الربا، لكونها تجاوزت حد القبح، وهي أن يستطيل المرء في عرض أخيه.

- كما أنَّها تفلس صاحبها يوم القيامة، وتسبب في هجر الناس إيّاه، وتجرح الصوم، وهي سبب في وقوع العقوبة على صاحبها، وحاجته إلى عفو الذي وقعت عليه الغيبة ليغفر له الله.

- تنشر الكراهية والحقد بين المسلمين.

- يعاقب الله تعالى المغتاب يوم القيامة عقابًا من جنس ذنبه في الدنيا.

أثر النميمة

- انتشار الفاحشة والفتنة.
- توّتر العلاقات بين الأشخاص.
- إفساد ذات البين.

أسباب الغيبة والنميمة
الغيبة والنميمة لهما العديد من الأسباب، ومنها:
- الكراهية والحقد.

-الحسد؛ فعندما يتوّلد الحسد لدى الأشخاص فإنّه يصبح عدو نفسه أولًا حين يقوم بتصرفات عشوائية بغية الانتقام أو إيذاء الآخرين وما يضّر إلا نفسه أولًا بعقاب من الله تعالى وكراهية الآخرين له.

- حب إيذاء الناس.

- مرافقة أصحاب السوء، حيث المجالس والتجمعات التي تكثر بها القيل والقال وليس هناك من يردع أو يذكّر بالله تعالى.

- الرغبة في رفع النفس على حساب الآخرين بالتقليل من قيمة الآخرين، وهي ذكر مساوئ الآخرين لتذكير الآخرين بها لمحو حسناتهم الظاهرة.

- الرغبة في إضحاك الآخرين، وهي وسيلة يعتبرها الأشخاص من باب المزاح، بل هي باب إلى جهنم أولًا وأخيرًا.

طرق التخلص من عادتي الغيبة والنميمة
- الإكثار من ذكر الله.
- حافظ على صلواتك الخمس.
-استشعر رقابة الله تعالى لك فيما تقول وفيما تفعل.
-احرص على تغيير المنكر بيدك أو بلسانك، إذا رأيت مغتابًا انصحه وردّه إلى الصواب.
- احرص على مصلحة المسلمين، كالتحذير من الشر، بالنصح والإرشاد.
- ابتعد عن التنابز بالألقاب، كالأعشى والأعمى وغيرها، حيث يحرم ذكر هذه الصفات بأي شخص للتنقيص .
- ردع المغتاب والنمّام عن فعله.
- تذكير المغتاب بعقاب الله تعالى.
- إقناع المغتاب بالحسنى بالرجوع عن الغيبة والنميمة.

كفّارة الغيبة والنميمة

من الأولى للمسلم أن يبتعد عمّا هو محرّم شرعًا وما نهى عنه الإسلام حتى لا يضطّر للبحث عن كفارة لما فعل، واجتناب ما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلّم- ومن بينها "الغيبة والنميمة" والتي تؤدي إلى التهلكة، ومن وقع في المحظور فيجب عليه ما يلي:

- التوبة النصوحة: وهي عدم العودة إلى الخطيئة مرة أخرى.

- الاستغفار: فإنّ الاستغفار وسيلة لطلب المغفرة والرحمة من الله تعالى والاستغفار للمغتاب به.

- أن يتذكّر عقوبة الغيبة والنميمة عند الله تعالى وما فيها من حرمان من جنّات النعيم والخلود في نار جهنم.

- طلب العفو، فإذا علم بأنّ كلامه قد وصل إلى المتكلّم عليه فليذهب إليه ويطلب منه العفو والصفح.

عقوبة الغيبة والنميمة عند الله تعالى

الغيبة والنميمة صفتان مذمومتان، دينيًا ودنيويًا، فإنّ المغتاب والنمّام مبغوضان لدى الناس ولدى رب العالمين، إذ توّعد الله تعالى المغتاب والنمّام بالعقاب العسير، حيث إنّ كلمة واحدة من الممكن أن تهوي بالمسلم سبعين خريفًا في نار جهنم، فيكون من الخاسرين، أمّا في الدنيا فيصبح مكروهًا لدى الآخرين ويتجنّب الناس الجلوس إليه ومحادثته لما يتصّف به من صفات سيئة.