الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان صلاح تكتب: «سلطان».. المعنى أم «سلطان» الحروف

صدى البلد

بعد " نمبر وان" و"مافيا" و" اللهو الخفي " و" الملك " و" فيروس " وغيرها من الأعمال التي دمرت جيلا بالكامل، هَل علينا محمد رمضان في شكل جديد يرد علي خصومه بالكبر والتعالي يلقب نفسه بـــ " السلطان " في فيديو كليب طرحه على قناته الخاصة على يوتيوب، كالعادة سجل الفيديو كليب العديد من المشاهدات خلال الساعات الأولى من طرحه، وهو عبارة عن كلمات موجهة إلى مُنافسيِه ومُنتقديِه تحمل مظاهر القوة والتفوق والغرور معتمدًا على إظهار نفسه البطل الأسطوري كعادتهٌ مستخدمًا الإيقاعات المُحببة لدى الشباب.

هذا النرجسي الذي هَل على المجتمع بأعماله السوداء سواء بالمستوي الرأسي في التمثيل أو بالمستوي الأفقي في الغناء استطاع أن يستقطب الشباب ويسيطر على عقولهم بأعمال البلطجة والإجرام وكأنها أعمال بطولية حفزت الشباب للإقتداء به ومن ثمّ متابعته وحفظ أدواره وتعليقاته الثابتة التي ذاعت من صيته وأعطت له أهمية بين كبار النجوم حتي اعتقد أنه منافسًا لهم خاصة بعد أن أصبحت أعماله تسجل أعلى إيرادات في التليفزيون والسينما.

ولكن هل من الطبيعي أن يعد التفاخر والتعالي في كليباته المصورة واستعراضه لعضلاته وأسوده المروضة والفتيات التي تحيط به من كل جانب بطولة شعبية؟! ، هل توجد معجزة في قصة حياته جعلت منه بطلا خارقا؟! ليمدح في نفسه كل الوقت معتقدًا أنه حقق ما عجز عنه اكبر النجوم.

ربما حالفه الحظ عندما تعرض لإنتقادات كثيرة من النقاد وغيرهم الذين اعتبروا ما يقدمه من أعمال سواء في التمثيل او الغناء فيروس حقيقيا سمم عقول الشباب وشكل إساءة غير مسبوقة للفن ولرسالته ، والدليل علي ذلك أن انتقاده ومهاجمته المستمرة قدمت له خدمة كبيرة فجعلته حاضرًا دومًا في الإعلام وجعلت لأعماله قيمة فنية خضعت للنقاش، وبالتالي الانتقاد أمن له انتشارًا واسعًا في الإعلام ومواقع التواصل، بجانب إستخدامه للحيل ففكرة الغناء والرقص عاريًا في الحفلات لم تكن فرطا حماسيا ولكنه يتعمد ذلك ليصبح حديث الشباب على مواقع التواصل.

من زاوية أخرى بعيدة عن الضوء أتساءل مَن المستفيد من تفشي هذه الظواهر في المجتمع ؟، هذه النماذج أساءت للفن وأساءت للمجتمع وقيمه وعاداته، ومنحت رخصة مجانية للشباب بالتقليد الذي صور لهم الإجرام والبلطجة بطولة شعبية دون وعي بالإنهيار الفني الذي دمر المجتمع وغير ثقافته.

فالفن الذي يخدش الحياء سواء بالكلمات أو بالأداء والشكل ليس فنًا ، الفن رساله وقضية وليس مصالح ومشاكل شخصية، الاستعراض بالعري ليست بطولة فنية وإنما شعور بالنقص يدفع للبحث عن الإختلاف ووهم النفس بالتميز ولكن لا يعد كل إختلاف تميزا قد يكون الجهل بعينه في بعض الاوقات.

في الوقت الحالي مصر تحتاج لفنان وكاتب ومخرج وكل فرد داخل الطاقم الفني يعمل على دراسة وتقديم المادة التي يحتاجها المجتمع بالفعل ، المادة التي تعالج قضاياه ومشكلاته ، المادة التي تدفع للأمام وتُخرج جيلا نشأ على فن حقيقي يعرض صورة عن ثقافة مجتمعه ويشيد بها أمام دول العالم، لسنا بحاجة لأعمال العنف والبلطجة والإرهاب ، إننا بحاجة لمضامين تجعلنا نحافظ على النظام القيمي للمجتمع وترفع من الذوق العام وتعالج الإنهيار الثقافي ، بعيدًا عن العنف الذي أصبح سمة مجتمعية.