الوقت أصل النِّعم، بل أغلاها، وهو عُمْرُ الحياة، وميدان وجود الإنسان، وساحة ظلِّه وبقائه، ونفعه وانتفاعه، أَقسَم اللهُ به في مختلف أطواره؛ بليله ونهاره، وفجره وصباحه، وعصره وضَحَائه، وما ذلك إلاَّ لبيان أهميته وعِظَم مكانه؛ فهو ميدان العاملين، وساحة النَّاجحين والخاسرين،قال تعالى: «وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ» [العصر: 1 - 3].
فالعصر في الآية السابقة هو الزَّمان الذي تَقع فيه حركات الإنسان، من خيرٍ أو شرٍّ، وقد أقسَم الله تعالى به ليؤكِّد أنَّ الإنسان في خسارة وهلاك، إلاَّ أولئك الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصَّالحات بجوارحهم، وتواصَوا بفِعل الطاعات وتَرك المنكرات فيما بينهم، وبالصَّبر على ما أصابهم
الاستهتار بالوقت مُخالف للسنة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف، إن الاستهتار بالوقت مُخالف للسنة النبوية التي وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وأضاف «الجندي»، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع عبر فضائية «dmc»، اليوم السبت: «عمرك يساوي وقت، أخرتك تساوي وقت، حياتك تساوي وقت»، مشيرًا إلى أن الوقت المُحدد للطالب لإتمام الامتحان لا يوجد به هزار، وهو الذي يفرق ما بين القمة والقاع».
ونبه على أننا نستهتر من الوقت، وهو مشكلة كبيرة جدًا يقوم به الإنسان، موضحًا أن قرار رقم واحد في بداية العمل هو إضافة وقت زيادة علي الوقت المحدد.
المحافظة على الوقت في الإسلام
حثَّنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على اغتنام الأوقات وعدم إضاعَتها، فقال صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسًا قبل خمسٍ: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلِك، وغِناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك، وصحَّتك قبل سقمك»، وأخبرَنا بأنَّ القليل من النَّاس هم من يدركون قيمةَ الوقت ويستفيدون منه كلَّ الفائدة، وهؤلاء هم الموفَّقُون الأفذاذ، الفائزون الرَّابحُون، وأمَّا الأكثرون فهم المضيِّعون لأعمارهم وأوقاتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نِعمتان مغبُونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاس: الصحَّةُ، والفراغُ».
إنَّ الأوقات والأعمار هي أعظم وأعزُّ ما يملكه الإنسان، فلا يَنبغي للعاقل أن يهدِر وقته من غير عمل نافعٍ، يَنفع به نفسه أو أمَّته، وقد قيل قديمًا: «الوقت كالسَّيف إن لم تقطعه قطعك»، وقيل كذلك: الواجبات أكثر من الأوقات، وقد كان الصحابيُّ الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: «ما ندمتُ على شيء ندَمي على يومٍ غربَت شمسُه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي».
كيف تحافظ على وقتك
نصائح للحفاظ على الوقت يوجد بعض النصائح التي يمكن عملها بهدف تنظيم الوقت والحفاظ عليه ومنها:
أولًا: تفويض المهام: حيث يمكن أن يفوض الإنسان الآخرين ببعض المهمات لتحقيق المزيد من الإنجازات بهدف الحفاظ على الوقت.
ثانيًا: تحديد أولويات العمل: يجب أن يحدد الشخص ما هي المهام التي تحتاج إلى الاهتمام الفوري، وعليه أيضًا أن يترك الأمور غير المهمة للأوقات الأخرى.
ثالثًا: تجنب التسويف: حيث يؤدي تسويف الواجبات إلى إضاعة الوقت وهدر الطاقة.
رابعًا: تجنب تعدد المهام: يفضل أن يقوم الشخص بتجنب القيام بعدة مهام في ذات الوقت حيث إن ذلك يقلل من التركيز ويؤثر على الإنتاجية وبالتالي يعمل على تضييع الوقت.
خامسًا: البدء في وقت مبكر: يفضل أن يقوم الشخص بالبدء بأعماله بوقت مبكر حيث أن الإنسان غالبًا ما يكون أكثر هدوءًا ووضوحًا وراحةً عند الاستيقاظ، وهذا يساعده في الحفاظ على وقته وتحقيق أقصى استفادة منه.
سادسًا: الحصول على فترات من الراحة: يتوجب على الشخص أخذ استراحة بين الحين والآخر حيث يساعد ذلك كثيرًا في زيادة الإنتاجية، والاسترخاء للعودة إلى العمل بكل طاقة.