الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية المكوجي الذي أصبح أشهر شاعر في الأربعينيات

سيد مرسي
سيد مرسي

في منتصف أربعينيات القرن الماضي، وبينما كان الشاعر مأمون الشناوي يستعد لارتداء ملابسه تلك البدلة التي جاء لتوها من "المكوجي"، وبينما كان يضع يديه في جيبه استوقفته ورقة وجدها، وقرأ ما بداخلها ليجدها كلمات تصلح لأن تكون أغنية مميزة.

تلك القصة التي رواها الشاعر عنتر هلال في تصريحات تليفزيونية سابقة أكد فيها أن الشناوي اندهش لأن الأغنية التي وجدها لم يقم هو بكتابتها، ولم يستمع إليها من قبل، فكيف وصلت إلى ملابسه.

فما كان منه إلا أن سأل خادمته عن كيفية وصول الورقة إلى ملابسه، وهنا اعترفت الخادمة أنها تعيش قصة حب مع المكوجي، الذي اعتاد إرسال خطابات غرامية إليها في الملابس، وهذه المرة كان هناك خلاف بين الثنائي، فأرسل إليها هذه الكلمات من أجل الصلح.

على الفور طالبها مأمون الشناوي بإحضار المكوجي إليه، ثم اتصل بصديقه الملحن محمود الشريف، ليعرض عليه كلمات الأغنية ليعبر عن إعجابه بها، فطلب منه الحضور إلى منزله.

وبعدما اجتمع الثلاثي مأمون الشناوي ومحمود الشريف و"المكوجي"، سأل الشناوي المكوجي عن صاحب الكلمات، فأكد له أنه من قام بكتابتها ولديه العديد من الكلمات، فأخبره الشناوي أنه سيأخذ هذه الأغنية من أجل تنفيذها على أن تبث في الإذاعة.

شهرة عبد الغني السيد:
بعدها اتصل الشناوي بالمطرب عبد الغني السيد، ليخبره أن هناك أغنية مناسبة له، وبالفعل حضر عبد الغني وأعجب بالكلمات وكذلك اللحن الذي نفذه محمود الشريف، ليقوم بعدها بتسجيل الأغنية في الإذاعة، وحينما أذيعت حققت نجاحًا كبيرًا.

وأصبحت الأغنية واحدة من أهم أغنيات عبد الغني السيد في تاريخه، ولا يزال الجميع يذكرها و يغنيها حتى الآن، وهي أغنية "ع الحلوة والمرة مش كنا متواعدين، التي كتب كلماتها المكوجي الذي أصبح أشهر شعراء الأغنية في مصر الشاعر الغنائي سيد مرسي.

شهرة سيد مرسي:
وأصبحت تلك الأغنية بداية لشهرة سيد مرسي الذي كتب عددا كبيرا من الأغاني لـ أشهر مطربي تلك الفترة ومنهم عبد الغني السيد ونجاة ومحرم فؤاد وهدى سلطان وعفاف راضي وشادية وفايزة أحمد وليلى مراد.

سيد مرسي الذي ولد عام 1887 وتوفى عام 1995، حيث عاش مائة و7 أعوام، لم يكن يتوقع أن واقع كلماته الغرامية سيغير مصير حياته للأبد بعد أن اكتشفها مأمون الشناوي الذي ساعده عندما آمن بموهبته.

مأمون الشناوي:
ويحكي الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات صحفية سابقة عن كواليس ما جرى بين عمه الراحل مأمون الشناوي، والشاعر سيد مرسي الذي كان معروفًا في الوسط الفني باسم سيد مُرّة نسبة إلى الأغنية التي قدمها لعبد الغني السيد، وكان الغريب في هذه القصة أن سيد مرسي لم يتزوج من الخادمة في نهاية المطاف، وهو النبأ الذي لم تحمله القصة، رغم ما تسببت فيه من نجاحات.

وأشار الناقد الفني إلى كون مأمون الشناوي حريصا على مساعدة سيد مرسي، حيث كان يصطحبه من أجل لقاء الموسيقار محمد عبد الوهاب وعدد كبير من نجوم الوسط الغنائي، مؤكدًا أن مأمون الشناوي عرف عنه دائما مساعدة الجميع وهو ما جعل اسمه الشائع مديون الشناوي، خاصة أنه لم يكن يفكر سوى في مساعدة غيره.