قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبد الرحمن الشرقاوي.. قصة مفكر دافع عن الفلاح بـ الأرض والإسلام بكتاباته

مشهد من فيلم الأرض للمؤلف عبدالرحمن الشرقاوي
مشهد من فيلم الأرض للمؤلف عبدالرحمن الشرقاوي

«كانت أيام ما تتعوضش كان عندنا قوة وقلب عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة وآخرتها دي النتيجة اللي وصلنالها قاعدين بنشكي ونولول زي النسوان».. واحد من بين عشرات المشاهد التي خلدتها الذاكرة السينمائية المصرية على لسان محمد أبو سويلم الذي جسد شخصيته الفنان محمود المليجي، في فيلم الأرض للمخرج العالمي يوسف شاهين، عام 1970، ليصبح الفيلم النموذج الأبرز الذي جسد الرأسمالية في أبشع صورها.

ففي إحدى القرى المصرية، يبلغ العمدة الفلاحين بأنه تم تقليل نوبة الري لـ 5 أيام بدل 10، وأنه سيتم تقسيمها مناصفة بينهم وبين محمود بك الإقطاعي، دارت قصة فيلم الأرضالذي جسد معاناة الفلاح المصري وما كان يعيشه من استغلال الرأسمالية.


الفيلم الذي ارتبط عند كثيرين بالمخرج يوسف شاهين، في حقيقته هو رواية إبداعية للكاتب والأديب عبد الرحمن الشرقاوي، مؤلف رواية الأرض، والتي تم تحويلها إلى عمل سينمائي، اعتبره العديد من النقاد النموذج الأبرز للواقعية، والذي قدم فيه الشرقاوي القرية المصرية ــ ولأول مرة ــ بعيدا عن النظرة الرومانسية التي صورتها جنة زاهية.

ولد عبد الرحمن الشرقاوي، في 10 نوفمبر 1920م، بقرية الدلاتون بمحافظة المنوفية، والذي بدأ تعليمه في كتاب القرية ثم انتقل إلى المدارس الحكومية حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام 1943م، ليبدأ بعدها حياته في المحاماة قبل أن يهجرها لتحقيق حلمه بالكتابة في الالتحاق بالعمل الصحفي.

بدأ عبد الرحمن الشرقاوي حياته الصحفية في مجلة "الطليعة" في البداية ثم مجلة "الفجر"، حتى عمل بعد ثورة 23 يوليو في صحيفة "الشعب" ثم صحيفة "الجمهورية"، ثم شغل منصب رئيس تحرير "روزاليوسف"، لينتقل بعدها للعمل في جريدة "الأهرام".

وبحكم نشأته الريفية، تأثر عبد الرحمن الشرقاوي بالحياة الريفية، حتى كانت القرية المصرية هي مصدر إلهامه في الكثير من كتاباته، وانعكس ذلك على أولى رواياته "الأرض" عام 1954 والتي اعتبرت بمثابة علامة فارقة في الرواية المصرية لما قدمته من واقعية ولمس لمشاكل الواقع.

وللنجاح الذي حققته روايته الأرض والتي تم تحويلها إلى ملحمة سينمائية تحمل الاسم ذاته، عُدَّت من أفضل الأعمال السينمائية المصرية، كونها اعتبرت أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث.

وبجانب رواية الأرض، قدم عبد الرحمن الشرقاوي عددا من الأعمال الروائية من بينها؛ "قلوب خالية" 1956، و"الشوارع الخلفية" 1958، و"الفلاح" 1967، بجانب ما قدمه من إبداع مسرحي، من بينه: "الحسين ثائرًا"، ومسرحية "الحسين شهيدًا"، ومسرحية "مأساة جميلة" عن الجزائرية جميلة بو حريد، ومسرحية "الفتى مهران".

وقدم خلال مسيرته الإبداعية في الكتابة العديد من المؤلفات والتراجم الإسلامية التي جعلته يحظى بلقب «المفكر الإسلامي»، والتي من بينها كتابه المترجم محمد رسول الحرية وعلى إمام المتقين، والفاروق عمر، حتى أبدع كل فنون الكتابة قبل وفاته عام 1987.