«كانت أيام ما تتعوضش كان عندنا قوة وقلب عشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة وآخرتها دي النتيجة اللي وصلنالها قاعدين بنشكي ونولول زي النسوان».. واحد من بين عشرات المشاهد التي خلدتها الذاكرة السينمائية المصرية على لسان محمد أبو سويلم الذي جسد شخصيته الفنان محمود المليجي، في فيلم الأرض للمخرج العالمي يوسف شاهين، عام 1970، ليصبح الفيلم النموذج الأبرز الذي جسد الرأسمالية في أبشع صورها.
ففي إحدى القرى المصرية، يبلغ العمدة الفلاحين بأنه تم تقليل نوبة الري لـ 5
أيام بدل 10، وأنه سيتم تقسيمها مناصفة بينهم وبين محمود بك الإقطاعي، دارت قصة
فيلم الأرضالذي جسد معاناة الفلاح
المصري وما كان يعيشه من استغلال الرأسمالية.
الفيلم الذي ارتبط عند كثيرين بالمخرج يوسف شاهين، في حقيقته هو رواية إبداعية للكاتب والأديب عبد الرحمن الشرقاوي، مؤلف رواية الأرض، والتي تم تحويلها إلى عمل سينمائي، اعتبره العديد من النقاد النموذج الأبرز للواقعية، والذي قدم فيه الشرقاوي القرية المصرية ــ ولأول مرة ــ بعيدا عن النظرة الرومانسية التي صورتها جنة زاهية.

بدأ عبد الرحمن الشرقاوي حياته الصحفية في مجلة "الطليعة" في البداية ثم مجلة "الفجر"، حتى عمل بعد ثورة 23 يوليو في صحيفة "الشعب" ثم صحيفة "الجمهورية"، ثم شغل منصب رئيس تحرير "روزاليوسف"، لينتقل بعدها للعمل في جريدة "الأهرام".

وللنجاح الذي حققته روايته الأرض والتي تم تحويلها إلى ملحمة سينمائية تحمل الاسم ذاته، عُدَّت من أفضل الأعمال السينمائية المصرية، كونها اعتبرت أول تجسيد واقعي في الإبداع الأدبي العربي الحديث.

وقدم خلال مسيرته الإبداعية في الكتابة العديد من المؤلفات والتراجم الإسلامية التي جعلته يحظى بلقب «المفكر الإسلامي»، والتي من بينها كتابه المترجم محمد رسول الحرية وعلى إمام المتقين، والفاروق عمر، حتى أبدع كل فنون الكتابة قبل وفاته عام 1987.