الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمر عاقيل يكتب .. ثقافة الاحتراف‎

صدى البلد

تراجع مستوى أغلب الأندية الوطنية، وتواضع نتائجها خلال كل موسم كروي، أمور تتحمل مسؤوليتها غياب هيئات إدارية قوية محترفة تفتقر إلى الإستقرار في كثير من أمورها الإدارية والفنية والمالية، وجهلها كيفية تدبير شؤون النادي الداخلية مما يؤكد غياب القدرة لديها على إحداث تغييرات من شأنها انتشال مستوى فرقها من هذا التدهور الذي تتخبط فيه مع انطلاقة صافرة كل موسم كروي من خلال غياب نظرة شمولية ترتكز بالأساس داخل النادي على الإستقرار للمدى البعيد على المدرب واللاعبين.

تسيير اﻷندية يرتكز باﻷساس على نظام داخلي وتخطيط محكم وبرنامج ومنهجية عمل مشروع متواصل بالشكل السليم، مهمة وجب تطبيقها بالشكل السليم الذي يتلاءم والإحتراف الذي تسعى إليه الكرة الوطنية، فضلا على أن تكون هذه الإدارة تحترم واجباتها بالشكل الصحيح ولا يمكن لها بتاتا أن تخضع للأهواء والإرتجالية والتفرد باتخاد القرارات كما هو معمول به حاليا لدى أغلب الأندية الوطنية، لذلك بدت إدارات هذه الأندية عاجزة تماما عن إيجاد مكامن الخلل الذي يسري في عروقها مما يؤدي إلى تكرار هذه النتائج السلبية كل موسم كروي، ومن سلبياتها عدم التمسك والرضوخ لمطالب الجماهير المتكررة فيما يخص استمرار المدرب من عدمه، وكذلك عدم الإعتماد على تشكيلة قارة من اللاعبين لمواسم أطول، لأنه لا يمكن بتاتا في ظل الإستمرار في هذا العمل الهاوي أن تأتي النتائج المرجوة بين عشية وضحاها، ما سمح ﻹدارات الأندية السقوط في هامش كبير من التخبط والوقوع في نفس الخطأ.

ليس من الصعب والمستحيل أن يستعيد أي ناد عافيته الفنية من جديد إذا ما كانت هيئته الإدارية تنظر إلى الخسارة مثلما ينظر لها المشجع، كلما في الأمر أن تستعين هذه الإدارات بمدربين وتتعاقد معهم لمدة لا تقل عن ثلاثة مواسم، وتفعل نفس الأمر مع اللاعبين مع ضرورة وضع شرط جزائي عبارة عن مبلغ مالي كبير في حالة الإنتقال إلى فريق أخر، فهل سيكون أمرا مستحيلا على هذه الإدارات العمل بهذه الطريقة الصحيحة؟

الذي يجب أن نسعى للوصول إليه هو احتراف رجال مؤسسات ولجان وإدارات أندية كرة الدولة لممارسات الدول المتحضرة، واحتراف الأخلاق والتفكير والممارسات اليومية السوية لكل واحد منهم في موقعه، لأن الذين يطالبون باﻹحتراف الكروي يفعلون ذلك بعقلية هاوية، وبتفكير أحادي أناني لا يستند إلى نفس مبادئ اﻹحتراف في الكرة، ومن يحترفون السياسة ودخلوا الكرة يعتقدون أن كرة الوطن بدونهم لا تساوي شيئا، ولولاهم لن تتقدم وتحترف.

ثماني سنوات من اﻹحتراف، كان يجب على كرة القدم المغربية أن تكون قد وصلت إلى احتراف شامل وحقيقي وفعلي، احتراف يرقى فعليا إلى مستوى قدراتنا وتطلعاتنا، أفضل من ممارساتنا الهاوية التي ستؤدي بنا إلى الهاوية بالنمط الذي تسير عليه الأمور حاليا، والتخبط في مشاكل هامشية، واﻹبتعاد عن المعايير العالمية، وفشل القائمين عليها في احتراف التسيير داخل منظومة الكرة، كل ذلك وجامعة الكرة تتعامل مع الأحداث ومع الفرق كمؤسسة قائمة الذات، تمسك بجميع خيوط اللعبة، وتمضي بخارطة طريق واضحة، بل إنها تصر على احتراف الهواية.