الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب.. خارج السرب..!!

صدى البلد

أثارت حادثة انتحار الشاب ( نادر ) من فوق برج القاهرة حالة من الفزع المبالغ فيه لدى جميع الأوساط بل واعتبرها البعض ظاهرة يجب التعامل معها بشكل سريع وسقط الجميع على مواقع التواصل فى ( فخ التشاؤم ) غير المبرر . فهل نحن حقًا من الدول المتقدمة فى ترتيب جدول نسب وأعداد حالات الانتحار حول العالم ..؟؟

وفقًا الاحصائيات والتقارير الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تحتل مصر المركز (150 من بين 183) دولة فى نسبة الانتحار وهو ما ينفى تمامًا مقولة ان لدينا ظاهره حقيقة وإنما هى حالات ضئيلة بالمقارنة بعدد السكان ( 100 مليون نسمة ) ولكن تسليط الأضواء بقوة على تلك الحالات وآخرها حالة الشاب نادر هو ما يضخم من الإحساس بالأمر على أنه ظاهرة ففى كل عام ينتحر قرابة ال ( 800 ألف شخص حول العالم )لأسباب مختلفة وإن كانت النسب الأعلى دائمًا فى دول أوروبا المتقدمة وأمريكا فى حين تحتل دول شمال افريقيا والشرق الاوسط والمنطقة العربية مركز متأخر جدًا من حيث عدد الحالات ... فلماذا القلق ..!!

إنها مواقع التواصل من جديد وذلك الأستخدام الخاطىء لها وإدمان هذا المرض الخبيث الذى أصابنا جميعا مؤخرًا فى بلدان الشرق وهو مرض ( التريند ) حيث ننشط بهمه عاليه وباجماع غريب خلف خبر او حادثه لمدة يوم أو أسبوع ثم يتلاشى اهتمامنا بهذا الأمر تمامًا حين نبدأ فى رحلة البحث عن ( تريند جديد ) وقصة اخرى لننسى ما كنا نتحدث فيه منذ ايام .. انها مأساة تصوير اى حدث فردى أو واقعة عابره على انها ظاهره دون الاستناد او الرجوع الى اي من المصادر الموثوقة حول العالم فلسنا بالفعل من الدول التى تزداد فيها معدلات الانتحار وفقًا لكل الدراسات الدولية فلماذا القلق ..!!

ظاهره مرضيه اصبحنا نسقط فيها كثيرًا حين نعيد نشر مثل تلك الأخبار بغزارة فنخلق حالة من المزاج السيء والإحباط وننشر ( الطاقات السلبية ) داخل المجتمع وفى عقول الصغار وكأننا نقول لهم ( انتحروا ) بكل بساطه وننسى تمامًا ان المرض النفسي مثل أى مرض يمكن أن يصيب أي شخص مهما كانت ظروفه الاجتماعية او الاقتصادية او حتى مستواه الفكري والتعليمي وأن بعض الحالات تصل احيانًا بالفعل الى الانتحار مثلما يحدث فى كل العالم ولكن تسليط الأضواء على تلك الأمور بكثافة مثلما نفعل نحن يخلق مناخًا سلبيًا ويزيد من انتشار تلك الأمراض النفسية ونتائجها الخطيرة ومنها الوصول إلى الانتحار وإنهاء الحياة .

رفقًا بأنفسكم وبالصغار فما زالت الأمور تحت السيطرة بقليل من الوعى وحسن التنشئة وغرس القيم والوازع الدينى فى وجدان هؤلاء الصغار فلسنا من الذين يعيشون بلا إيمان او قضية او هدف وانما نحن شعوب لديها من الرصيد والمخزون التاريخى والقيمى ما يحميها من ان تحتل مراتب عالية فى مثل تلك الظواهر السلبية. ينقصنا فقط الوعى فى تداول مثل تلك الأخبار ونشرها بحذر والتأكيد على انها حوادث فردية لا تمثل اى نسبه تذكر من جموع السكان ولا تستحق هذا الهلع الغير مبرر .. كثيرًا من الوعى والهدوء والبعد عن التداول الغير منطقى لمثل تلك الحوادث افضل كثيرًا فما زالت الأمور بخير . حفظ الله شباب مصر من كل سوء . حفظ الله الوطن.