الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي يكتب: المنهج التجريبي في العلوم النفسية والتربوية

صدى البلد

تشير كلمة تجريبي إلي المعرفة المستمدة ابتداء من عملية الملاحظة ولكي نحصل علي معرفة مفيدة عن الظروف التي تؤثر في السلوك البشري يجب أن يكون لدينا فكرة عما نلاحظه؛ وتعتبر الملاحظات العشوائية لا تفيد الا قليلا في معرفة الظواهر النوعية التي نسعي إلي معرفتها، ومع ذلك يعتبر الملاحظ حاد الإدراك فإنه يبدأ ترتيب الأشياء التي لاحظها أو تصنيفها بطريقة توجه الانتباه لظواهر معينة وإهمال ظواهر معينة أخري. وعلاوة علي ذلك فإن منهج البحث هو فرع من فروع علم المنطق، وموضوع دراسته طرق البحث العلمي. أي أنه علم طرق البحث كما تدل علي ذلك تسميته بالإنجليزية Methodology. ويدل المقطع الأول من المصطلح علي الطريقة ويدل المقطع الثاني علي العلم.

تعطي الدول في عصرنا الحاضر اهتماما متزايدا للبحث العلمي ويبدو هذا الاهتمام واضحا علي الوجه الأخص في الدول المتقدمة وقد أدركت الدول النامية أهمية البحث العلمي في دراسة مشكلاتها الاحتماعية والاقتصادية والتربوية، وفي التخطيط للتنمية القومية في شتي المجالات.

ومن مظاهر هذا الاهتمام الزيادة المطردة فيما يخصص للبحث العلمي من أموال في الميزانيات القومية وميزانيات المؤسسات العلمية والإنتاجية، ومنه أيضا إنشاء وزارات ومعاهد ومراكز ومجالس قومية متخصصة للبحث العلمي، وتشجيع العلماء والباحثين وتوفير أدوات وأجهزة البحث الحديثة والمناخ العام المساعد علي البحث.

وعلي الرغم من ذلك فإن البحث العلمي يحتاج إلي أكثر من هذا كله فهو يحتاج إلي الكوادر العلمية والفنية الممتازة من الباحثين في المجالات التخصصية المختلفة وتقع علي الجامعات وعلي الأخص في فروع وأقسام الدراسات العليا مسئولية تربية هذه الكوادر، ومن هنا أصبحت دراسة مناهج البحث جزءا لا يتجزأ من تربيتهم وبرامج دراستهم.

رغم اتجاه اللا مبالاة الذي يتخذه عامة الناس إزاء البحوث التربوية، إلا أن بعض القادة داخل التعليم وخارجه نجحوا في إنشاء بعض الهيئات والمنظمات التي تعمل علي تطوير البحوث التربوية . وكان تقدمهم بطيئا ومرهقا، نظرا لأن كسب تأييد الرأي العام يستغرق وقتا طويلا. ولكن سوف يشعر المجتمع يوما ما بأن دينه للرجال الذين وضعوا أسس البحوث التربوية يماثل الدين الذي يشعر به الآن لرواد البحوث في العلوم الطبيعية.

أسس القادة البارزون في حركة البحث العلمي أيضا كثيرا من المنظمات والمطبوعات لنشر المعلومات والمساعدة علي تقدم علمهم. فظهرت أول مجلة لعلم النفس العقل ( Mind)، في إنجلترا سنة 1876. وأنشأ أيضا ج. ستانلي هول "المجلة الأمريكية لعلم النفس" ((The American Journal of Psychology سنة 1891. وظهرت أعمال بينيه عن الذكاء في " حوليه علم النفس" (L'Anne Pyschologique) التي أنشأها سنة 1984، كما قدمت مجلة سجل كلية المعلمين (Teachers Coollege Record) بعد إنشائها سنة 1900. وكذلك من المطبوعات الهامة للعاملين في ذلك الميدان مجلة علم النفس التربوي (The Journal of Educational Pyschology) التي أنشئت سنة 1910، وجمعية "فاي دلتا كابا" (Phi Delt: Cappa) وهي جمعية للخريجين المهتمين بالتربية والبحث فيها مما يزيد عن اثنين وتسعين ألف عضو.