الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول تعريب وتنقيط المصحف وذهب البرامكة.. العسال يكشف حقائق تاريخية عن اللغة العربية

صدى البلد

كشف الدكتور إبراهيم العسال، أستاذ مساعد الآثار الإسلامية، عضو اللجنة العلمية للتراث الثقافي بجامعة قرطبة في إسبانيا، عن عدد من الحقائق التاريخية عن اللغة العربية، وهي لغة القرآن وإحدى لغات الحضارة الإسلامية وعلومها. 

جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، حيث قال لـ"صدى البلد"، إن أول من ساهم في التعريب الجزئي للدواوين كان عمر بن الخطاب في ديواني الجيش وبيت المال، وبقيت الدواوين غير معربة حتى العقد الثامن من قرن الهجرة الأول.

أما التعريب للدواوين وغيرها فقد بدأه عمر بن الخطاب، لما قام بصك اول دراهم عربية وتبعه في ذلك عثمان ولم يأمر على بذلك، وكان لمعاوية دراهم عربية باسمه، كذلك عبد الله بن الزبير خليفة الحجاز وحتى أخوه مصعب والي العراق صك دراهم عربية.

وقال إن الفضل الأموي في التعريب فضلين، فضل البدء في تعريب العلوم كالطب والكيمياء وكان بأمر الخليفة العالم خالد بن يزيد بن معاوية، والتعريب الكلي للدواوين واعمال العربية لغة رسمية للولايات والذي كان عملا مروانيا قاده عبد الملك بن مروان برأي حجاجه الثقفي.

أما عن تنقيط المصحف وتجزأته فقد كان قرار فتى ثقيف المثير للجدل الحجاج عامل الأمويين في العراق بمساعدة الفقيه المخضرم نصر بن عاصم.

ولقد كان عباسيو بغداد على موعد مع نهضة العربية في عهد الرشيد الذي أطلق العنان لتعريب العلوم، وخلفه ابنه المأمون صاحب أكبر عمليه تعريب للعلوم شهدها التاريخ الإسلامي، وفي عهده ترجمت كتب اليونان الكبرى مثل كتب أفلاطون وأرسطو في الفلسفة وابقراط وجالينوس في الطب واقليدس وأرخميدس وبطليموس

كما ساهم البرامكة وزراء الرشيد بنهضة التعريب وتشجيعه فكانوا يقولون، أن البرامكة كانت تعطي المعرب زنة الكتاب المعرب ذهبًا وخاصة في صحف الأعاجم

ومن الطريف أن أكثر شخصيتين ساهما في عملية التعريب عبر التاريخ هما من أكثر من لهم مساوئ في التاريخ، سواء كانت دموية الحجاج أو جدلية المأمون في قوله بخلق القرأن،تلك المساوئ التي جعلت الإنصاف غائب عن هذين الرجلين في ذكر ما لهما بقدر ذكر ما عليهما.

أما الأندلس فكانت جامعتا قرطبة وطليطلة محط رحال باحثي أوروبا، الذين كان شرط تعلمهم في أكبر جامعات الدنيا هو دراستهم اللغة العربية أولا كشرط اجتياز الدراسة في كاليفورنيا في زماننا.