الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرجال الزرق.. من هم الطوارق الذين يجهزهم أردوغان للحرب بالوكالة في ليبيا؟

الطوارق في الصحراء
الطوارق في الصحراء الأفريقية

كشف مركز أبحاث «نورديك نتورك ريسيرش» الأوروبي، المتخصص في مكافحة التطرف والإرهاب، عن مساع تركية نشطة لاستمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق في ليبيا، لاستخدامهم كوكلاء في الحرب التي التي تعمل تركيا على إشعالها في منطقة الساحل والصحراء إنطلاقا من ليبيا.

ووفقا للتقرير الذي نشره المركز المتخصص في مكافحة التطرف، ومقره العاصمة السويدية ستوكهولم، فإن خطة أردوغان لدعم الطوارق في ليبيا للاعتماد عليهم كوكلاء حرب، يشبه إلى حد كبير دعم تركيا للمجموعات المسلحة المتطرفة التابعة للقاعدة في سوريا ومن بينها جبهة النصرة، غير أن دعم أردوغان للعناصر المتطرفة من أبناء الطوارق في ليبيا قد يكون أشد خطرا من دعم المتطرفين في سوريا.

دعم تركي لحروب الوكالة

السبب الرئيسي الذي يجعل الدعم التركي للعناصر المتطرفة من الطوارق لتسخيرهم لدخول الحرب في منطقة الساحل والصحراء بداية من ليبيا بالوكالة عن تركيا، أشد خطورة مما حدث في سوريا نظرا لامتدادات شعب الطوارق عرقيا وقبليا إلى خارج ليبيا وتحالفاتهم على امتداد دول منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يمكن أنقرة من زعزعة استقرار الاقليم وأمنه بالكامل وبسط نفوذها فيه.

ورغم الدور الكبير الذي توليه تركيا في تلك الفترة للطوارق للاعتماد عليهم في الحرب بالوكالة عن تركيا في منطقة الساحل والصحراء، وفقا لتقرير مركز الأبحاث الأوروبي، إلا أنه لا يعمل كثيرون من هم الطوارق، والخطورة التي يمكن أن يمثلونها في منطقة الساحل والصحراء حال استمرار مشروع تركيا في تجهيزهم كـ وكلاء حرب.

من هم الطوارق؟

يعرف الطوارق من الأمازيغ أو البربر بأنهم شعب من الرحل الذين يقطنون مساحة شاسعة من الصحراء الأفريقية والتي تمتد من موريتانيا في المغرب إلى تشاد شرقا، وجنوب الجزائر وشمال مالي وجنوب غرب ليبيا، وشمال بوركينا فاسو، والذين تعودوا على الترحال بقوافلهم في سائر مناطق الصحراء الإفريقية الكبرى ودول الساحل الإفريقي دون احترام حدود تلك الدول أو الالتزام بها.

الرجال الزرق

اشتهر الطوارق باسم «الرجال الزرق»، نظرا لارتدائهم الدائم لثاما مصبوغا باللون الأزرق، والذي يغطون به لحاهم، والذي سار زيهم المعروف، إذ يفرض مجتمع الطوارق اللثام على الطوارق الرجال عند بلوغهم الخامسة عشر من عمرهم والتي لا يرفعونها عن وجوهم إلا أثناء النوم، حيث يعتبرونه شيئا مقدسا داخل وخارج البيت.

اقرأ أيضا:

عراب الخراب.. ماذا يريد أردوغان من ليبيا؟

أربكان وجولن وأوغلو | الغادر الماكر.. كيف ضحى أردوغان بأصدقائه لتحقيق أطماعه الشخصية

عرف عن الطوارق تاريخيا بحبهم للقتال، ورغبتهم المستمرة في التسليح، فقد سبق لهم أن انتفضوا على حكومات مالي وتشاد والنيجر، إذا أنهم أشعلوا صراعا في مالي اختلف عن عمليات العصيان السابقة التي شهدتها تلك الدولة الأفريقية، نظرا لمستوى التسليح الذي يتمتع به عناصر الطوارق.

دورهم السابق في ليبيا


لم يكن الطوارق في معزل عن الأوضاع في ليبيا، نظرا لاستيطان بعضهم في جنوب غرب ليبيا، والذين كان لهم دور في إشعال الأزمة الليبية بسبب الاعتماد عليهم في الحرب الليبية بالوكالة، وشنهم العديد من العمليات التخريبية ضد الجيش الوطني الليبي من قبل.

بداية تعاون الطوارق مع تركيا

ووفقا لتقرير المركز الأوروبي المتخصص في مكافحة التطرف فإن مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستمالة وتجنيد طوارق شمال أفريقيا، بدأت مبكرة، ففى العام الماضى فتحت أنقرة قنوات اتصال مع عملائها فى ليبيا للتواصل مع قيادات معروف عنها تطرفها من قبائل الطوارق، وفى أبريل 2019 نجحت أنقرة فى جر عدد من تلك القيادات الطوارقية المتطرفة الى أراضيها.

وردا على تلك المساعي التركية توافدت العديد العناصر القيادية في الطوارق على أنقرة تباعا أنقرة لإجراء مقابلات منسقة ومتتابعة مع مسؤولين فى نظام أردوغان من أبرزهم إبراهيم قالين الذى يشغل منصب المتحدث الرسمى بلسان أردوغان، والمعروف عنه توجهاته المتشددة ويتردد أنه فى حقيقة الأمر الرجل الثانى فى جهاز الاستخبارات التركي.