الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيناريو 79 يتكرر في 2019.. ما بين اقتحام سفارة أمريكا في إيران والعراق

صدى البلد

اقتحم الآلاف من عناصر وداعمي المليشيات العراقية الموالية لإيران السفارة الأمريكية في بغداد، على خلفية الضربات التي شنتها القوات الأمريكية على مقرات كتائب حزب الله العراقية والحشد الشعبي.

وأعلن أنصار ميليشيات الحشد الشعبي بعد اختراقهم للسفارة الأمريكية في بغداد، أنهم باقون في محيط السفارة الأمريكية، رغم دعوات الجيش لهم بالمغادرة.

وقالت ميليشيات الحشد، إنه قد سقط حول السفارة نحو 58 شخصًا، مضيفة أنه بعد ذلك بسقوط 20 مصابًا آخرين بقنابل صوتية.

ما أشبه الليلة بالبارحة

أعاد اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد إلى الأذهان ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في العاصمة الإيرانية طهران في الرابع من نوفمبر عام 1979.

وعلى الرغم من التشابهات والتباينات الكثيرة بين الواقعتين إلى أن "المانشيت العريض" يبقى العداء الأمريكي الإيراني على مدار أكثر من 40 عاما، منذ اندلاع الثورة التي جاءت بنظام الخميني. النظام الذي أحرق سفارة بغداد أيضا ولكن بالوكالة هذه المرة وليس بالطلاب.

يأتي اقتحام السفارة اليوم كذلك وسط ثورة الشعب العراقي على الأوضاع المأساوية التي تعانيها البلاد نتيجة تفشي الفساد وتوغل النفوذ الإيراني، فيما كان اقتحام السفارة في طهران خلال ثورة على فساد نظام الشاه وتبعيته للولايات المتحدة التي كانت تحاول بشتى الطرق إجهاض ثورة الإيرانيين للحفاظ على امتيازاتها الاقتصادية والسياسية في البلد الذي كان يعيش بين براثن نفوذ 3 قوى عالمية، بريطانيا وروسيا وأمريكا.

لكن لا يجب أن يغيب عن المشهد عدد القنصليات الإيرانية التي أحرقها المتظاهرون العراقيون في النجف وكربلاء، حيث تقف إيران وأمريكا على مسافة واحدة من العراق، كل منهما كان سببا رئيسيا في الخراب الذي آلت إليه بلاد الرافدين.

يكاد من يطالع إلى صور ومقاطع فيديو اقتحام سفارة طهران وبغداد أن يختلط عليه الامر، فالمشهد هو نفسه، لولا فوارق اختلاف العصر التي تظهرها الصور.

كان اقتحام السفارة في 1979 حدثا محوريا نقل العلاقات الإيرانية الأمريكية إلى خانة الأعداء، كذلك يمكن أيضا أن يكون اقتحام 2019، بداية مواجهة اوسع مع إيران ومليشياتها سواء في العراق أو غيره، وانطلاقة لمعاناة أكثر وحشية للشعب العراقي. على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت متحسبة هذه المرة وأخلت موظفي السفارة، بعكس واقعة 1979، حيث وجد الطلبة الإيرانيون 52 موظفا يصلحوا لان يكونوا رهائن لمدة 444.