الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين آمال حل الأزمة ومخاوف استغلالها.. ماذا يحمل مؤتمر برلين لـ ليبيا وشعبها؟

المشير خليفة حفتر
المشير خليفة حفتر وفايز السراج في أحد الاجتماعات لحل الازمة

يترقب كثيرون –خاصة في منطقة الشرق الأوسط- ما ستسفر عنه اجتماعات مؤتمر برلين، المقرر انعقاده الأحد المقبل، بالعاصمة الألمانية برلين، والذي يهدف للدفع من أجل تحقيق تقدم ملموس في محادثات السلام الليبية، لإنهاء الأزمة الليبية التي تلقي بظلالها على توتر الأوضاع في الشرق الأوسط.

مؤتمر برلين الذي تعقد عليه آمال الكثيرين، في تحقيق تقدم ملوس يخدم التوصل لاتفاق لإنهاء الأزمة الليبية، ترى برلين أنه أوسع وأعم من مؤتمر موسكو الذي انعقد الأسبوع الماضي، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الألمانية راينر برويل، من أن الهدف من مؤتمر برلين أوسع من مؤتمر موسكو الذي كان يهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ولتحقيق ألمانيا لهدفها في وضع حل لـ الأزمة الليبية الليبية، في مؤتمر برلين، أعلنت أنها ستعمل على الاستفادة من كل اللاعبين الدوليين لاستخدام نفوذهم للدفع من أجل إحراز تقدم ملموس في تلك المحادثات.

رغبة برلين في انجاح مؤتمرها جعلها توجه الدعوة للعديد من اللاعبين الدوليين في الأزمة الليبية، في مقدمتهم طرفي الأزمة حكومة الوفاق الليبية التي يترأسها فايز السراج، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والدول الـ 5 أصحاب العضوية الدائمة في الأمم المتحدة (الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، ومصر وتركيا، والإمارات، إيطاليا، والجزائر، وعدد من المنظمات الدولية في مقدمتها الأمم المتحدة.

زعماء أعلنوا المشاركة

وحتى اليوم فقد أعلن الجيش الوطني الليبي عزم قائده المشير خليفة حفتر على المشاركة في مؤتمر برلين، وكذلك أعلن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق عن مشاركته، بجانب إعلان العديد من الرؤساء مشاركتهم في مؤتمر برلين في مقدمتهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريوس جونسون، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

ووفقا للآمال التي تعقدها حكومة برلين على مؤتمرها في إنهاء الأزمة الليبية، والذي يأتي تتويجا للاتصالات المكثفة التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال الفترة الماضية لإنجاح المؤتمر، وتحقيق أهدافه والتي في مقدمتها، تأمل برلين إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار غير المشروط، وتوحيد المواقف الإقليمية والدولية تجاه نقاط الخلاف في الأزمة الليبية وحسمها لتحقيق الاستقرار.

الموقف على الأرض

وبالنسبة للأوضاع على الأراضي الليبية، ستكون مشاركة المشير خليفة حفتر في مؤتمر برلين من موقع القوة خاصة وأن قواته ممثلة في الجيش الوطني الليبي تسيطر على معظم الأراضي الليبية، بجانب الاستفادة من شركاء أقوياء لديهم القدرة على دعم الجيش الوطني لعودة واستقرار الأراضي الليبية والقضاء على المليشيات المسلحة الموالية لتركيا.

مؤتمر برلين الذي يأتي بمثابة مظلة دولية لدفع الجهات الفاعلة على المضي قدما في تحقيق تقدم ملموس في سبيل حل الأزمة الليبية، إلا أنه بمثابة مظلة مثقوبة على حد وصف المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، خاصة في ظل وجود تركيا التي لم تلتزم بقرارات حظر تصدير الأسلحة ولم تتوقف عن مد حكومة الوفاق بالسلاح، مع تهديداتها المستمرة بالتدخل العسكري في ليبيا.

ورغم الآمال التي عقدها البعض على المؤتمر في سبيل تحقيق تقدم ملموس لحل الأزمة الليبية، شكك كثيرون في إمكانية وصول المؤتمر إلى نتائج مرضية، بسبب استمرار الدعم التركي لحكومة الوفاق، خاصة وأن تركيا لا تخفي دعمها لميليشيات طرابلس وجماعات الإسلام السياسي ومدها بالأسلحة والطائرات المسيرة والخبراء.

وأكثر ما يصعب احتمال التوصل إلى حل في سبيل إنهاء تلك الأزمة، عدم الالتزام بما نتجت عنه العديد من المؤتمرات السابقة بخصوص تلك الأزمة، والتي صدرت عنها العديد العديد من المقررات والتوصيات بدءًا من مؤتمر الصخيرات مرورًا بمؤتمر باليرمو الأول والثاني وانتهاء بمؤتمر باريس، بيد أن كل تلك التوصيات والمقررات ذهبت أدراج الريح وحتى اتفاق الصخيرات الذي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني لم يعد مجلس النواب الشرعي يعترف به وقد أعلن مرارًا وتكرارًا أن «الصخيرات» لم يعد له أي وجود.

التخوف الأكبر لدى كثيرون هو أن يصبح مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية أشبه بمؤتمرات الأستانة التي عقدت من قبل لحل الأزمة السورية، في أن تكون محصلتها جميعا إطالة أمد الأزمة دون التوصل إلى حل حقيقي على أرض الواقع ينهي معاناة الليبيين، ويحل واحدة من أكثر المشكلات التي تؤجج الصراع في منطقة الساحل والشرق الأوسط.