الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: مستقبل ماسبيرو رهن الحاضر ومجد الماضى

صدى البلد

الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد القادر على خلق الأشياء من لا شئ ، ولا يمكن لأى إنسان مهما رزق من العلم و الفطانة والحكمة أن يصنع شيئ من لا شيئ  ، ويؤكد السياسي "فيليب بيرو" أنه لا يمكن لأى نظام سياسي أو إجتماعى أن يلغى السياسات القائمة وإنما يتخذها نقطة إنطلاق جديدة ، ويقول عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين أننا لا نريد و لا نستطيع أن نقطع ما بيننا و بين ماضينا وحاضرنا من صلة ، وبمقدار ما نقيم حياتنا المستقبلية على حياتنا الماضية و الحاضرة نجنب أنفسنا كثيرًا من الأخطار التى تنشأ عن الشطط  وسوء التقدير و الإستسلام  للأوهام ، والإسترسال مع الأحلام ، من هذا كله نؤكد أن ماسبيرو الجديد لن يبتكر إبتكارًا ، ولن يخترع إختراعًا ولن يقوم إلا على ماسبيرو القديم الخالد ولن يكون مستقبل ماسبيرو سوى إمتدادًا راقيًا ممتازًا لحاضره الذى يراه البعض متواضع المنافسة مقارنة بالقنوات الفضائية بالداخل والخارج و تناسي أنها تعتمد فى الأساس على قيادات تخرجوا من ماضى ماسبيرو الزاخر بقائمة من البرامج التى ساهمت فى بناء الشخصية المصرية الحازمة التى لا تعرف الإستكانة والخضوع ، ماسبيرو زمان الذى شحذ الهمم و حشد الشعب إعلاميًا و فكريًا لتخطى أصعب الفترات قتامة فى حياة الوطن وقت الأزمات و نشر الأمل وقت الإنتصارات والفرح ، فكان صوت الشعب الذى جعل من حب الوطن جملة فعلية لا أسمية .


ماسبيرو زمان وماسبيرو اليوم وماسبيرو الغد ( المنبر الإعلامى ) الذى يتجه إليه المواطن فى إنسيابية وتلقائية لتقصى الأخبار و توثيقها ، فالمصدر يحمل صك مصداقية  الخبر و لا تمتلك أى قناة مهما ذاع صيتها و عليت مكانتها مثل ما يمتلك ماسبيرو من مصداقية وشرعية وطنية نابعة من تاريخ وحضارة هذا الشعب العريق الذى شيد هذا المبنى الراسخ ، ليتولى نشر الثقافة و الفكر ليساهم فى إستقرار الوطن ، و سنجد أن ماسبيرو وفقط لم ينشر يومًا و لو لدقائق الأعمال الفنية التى هبطت بمنسوب الذوق العام إلى درجة دفعت الجماهير إلى الدعوة لمقاطعة هذه الفنون الهابطة ، ودفعت المؤسسات الفنية إلى مواجهة هذه الظاهرة الملقاه بفعل فاعل على قيمنا وتاريخنا وفنوننا  المصرية لتشوييها ، عكس الأخرين ممن ساهموا فى إنتشار هذه الفنون بدعوى السبق دون النظر إلى الآثار .


أهمس فى أذن  كل عامل  فى ماسبيرو محب لعمله مؤمن برسالته حريص على كرامته وكرامة ماسبيرو عندما تلتقى بالأخرين لا تشعر بان بينك وبين زملائك فى المنابر الأخرى فوارق تتيح لهم الإستعلاء عليك أو الإستخفاف بك ولا تعترف بأنه لا يظلمك فيما يظهر لك من الإستعلاء فأنت تنتمى لتاريخ لا يمكن لأحد أن يسلبه أو يستنسخه فأنت التليفزيون المصرى ، و المصرى الذى ولد من رحم هذه الأرض الطيبة و نبت من نيلها شهد له العالم بالكفاءة ، و عليك أن تتذكر دائمًا أن الفكر المتكرر لا يضمن البقاء و لا يؤهل للصعود لأعلى ولا بديل عن الإبداع و الإبتكار ، وعلينا جميعًا  أن نعلم أنه لا يمكن أن نفكر فى مستقبل ماسبيرو إلا فى ضوء ماضيه البعيد و حاضره القريب ليحيا ماسبيرو زمان وتحيا مصر .

Attachments area