الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

#حملة_احموا_مصر


ليس إبداعا منى، ولكن تطويرا لاستفادة من تجارب المواجهة الناجحة للكورونا ، وهى حالتان فقط، الصين طبعا وكوريا الجنوبية في الطريق .. يجب استثمار القوى الشبابية الوطنية المحترفة بالنزول في الشارع لتوعية الناس وتبصيرهم وتوزيع الكمامات والمطهرات المجانية عليهم، كإهداء من الدولة ومنظمات المجتمع المدنى والأهلى والخيري والتطوعى ، بالإضافة لإجبار كبار رجال الأعمال على رعاية هذه المبادرة أو الحملة التى أقترح لها إسم " احموا مصر " ، التى تقدر ميزانيتها مبدئيا بحوالى خمسين مليون جنيه ، تقريبا مليون جنيه لكل محافظة ، بخلاف التجهيزات اللوجستية ، تنتشر في كل المحافظات ، ونبدأ بالتى ظهرت فيها حالات، والأكثر فقرا.

الحملة تبدأ سريعا بفتح باب التطوع لمن يريد المشاركة ، من كل الفئات ، حتى يكون الشباب شريكا في المسئولية ، فالمتطوعون كانوا جيشا إضافيا للصين في حربها ضد الكورونا ، بخلاف الجيش الرسمى وجيش الأطباء والممرضين .. وتجرى دورات تدريبية لمدة يوم أو يومين بالكثير تحت إشراف جمعية الهلال الأحمر حتى لا ينقل هؤلاء العدوى ، وتكون كارثة بدلا من الفائدة ، ومن أهم الإجراءات الوقائية تجهيزهم بالبدل الواقية .. والصينيون غطوا فجوة نقص الكمامات والبدل الواقية بتحويل خطوط الإنتاج في مختلف مصانع الملابس لصناعة البدل والكمامات .. وهذا أمر سهل بالتأكيد .

والتدريبات تكون في أماكن مفتوحة ومشمسة ونحافظ فيها على إجراءات الوقاية ، المسافات ولبس الكمامات ، ولا يشارك فيها أحد إلا بعد التأكد من سلامته ، وبعدها ينطلقون لمهماهم الوطنية بالتبصير والتوعية ومحاربة الشائعات في الشارع والتطهير بمكينة الضخ المملؤة بالمواد المطهرة ، مرتدين البدلة الواقية ، بالإضافة إلى توزيع الكمامات والمطهرات على معدومى الدخل في البداية ثم المتوسطين ، وتشمل التوعية القواعد الأساسية من البعد عن التجمعات وعدم النزول من المنزل إلا للضرورات وتوفير الحماية الكافية لكبار وصغار السن لضعف مناعتهم ، ومتابعة وتنفيذ التوعيات من التلفزيون والراديو والمواقع ، وعدم الاستماع إلا للأخبار الرسمية لمواجهة الشائعات .

أم الفئات المشاركة من الشباب بخلاف المتطوعين الذين سيتم تدريبهم ، اقترح أن تكون الفئات المشاركة ، من شباب الكشافة ، الذي يتجاوز عدد المناسب منهم حوالى اثنان مليون شاب وصبي وفتاة مصريين ، بالإضافة لشباب الأحزاب ، وتنسيقية شباب الأحزاب ، وشباب جمعيات المجتمع المدنى والأهلى وشباب الجامعات والمدارس الثانوية ، وشباب الفرق الرياضية المختلفة من كل الأندية ومراكز الشباب ، وشباب الموظفين الذين حصلوا على أجازات ال٥٠% تخفيف تجمعات المؤسسات والمصالح .

وتخرج هذه المجموعات الشبابية في تجمعات محسوبة محترفة محمية أمنية لمواجهة أى فوضي متوقعة في حالات توزيع المطهرات والكمامات ، وتستهدف كما قلنا المناطق الأكثر فقرا بالقرى والنجوع ، وتنتشر في الغيطان والحقول الطينية والصحراوية , بالذات المحافظات التى ظهرت بها حالات ، ثم مناطق تجمعات المصريين المقلقة ، ومنها مترو الأنفاق ومواقف الميكروباصات والأتوبيسات ، وبعدها الميادين الرئيسية في القاهرة والمحافظات ، والمناطق الصناعية ونقاط العمل .

تدار هذه المجموعات من غرفة عمليات خاصة ، تابعة لغرفة عمليات إدارة الأزمة في مجلس الوزراء وبالتنسيق مع غرفة عمليات الجيش ، ومن الممكن أن تكون القيادة التنفيذية لوزارة الشباب أو جهة أكثر احترافا وتنظيما وجدية ، بأن تكون تابعة للرئاسة مباشرة مثلا ، لجدية والتأثير المباشر لهذه المجموعات ، على أن تكون هناك غرف عمليات فرعية في كل محافظة ، للمراجعة والتنفيذ ، وتغيير الأولويات وفق طبيعة كل بيئة ، وحسب المستجدات التى يكون شريكا في تحديدها المجموعات الشبابية الموجودة على الأرض .

أدرك أن العمل صعب ، والمبادرة كبيرة ومهلكة ، لكنها ستكون حاسمة ومصيرية في معركتنا ضد تفشي الوباء ، وستخرج منها طاقات وطنية لشباب وفتيان مصريين ، لن يدركوا حجم المسئولية وحب الوطن إلا بالمشاركة حتى ولو المجتمعية والكشفية والتطوعية في المسئولية .

وأتوقع أن يكون التفاعل معها ، هائل وإيجابي جدا ، فهم أبناؤنا جميعا ، وكل هدفهم التوعية والتبصير والمساعدة والتدريب ، ليس إلا ، ولا يحملون أخطاء البعض أو حسابات أخرين ، لا يهمهم سوى مصرهم وحماية أهاليهم من الوباء .

بالتأكيد ، ستكون هناك سلبيات متوقعة وكلها معد لمواجهتها ، من نوعية بعض الفوضى والارتباك في البداية ، بل ومن الممكن أن تظهر حالات بسبب النزول للبؤر ، لكن كل هذا معد له ،ومضاره لا تقارن أساسا ، في حالة غياب المبادرة .

من أهم زاويا المبادرة هى التغطية الإعلامية في وسائل الإعلام والصحافة المختلفة ، على أن تكون أذرع سوشيالية لها تنقل أحيانا على الهواء ما يتم في فعاليات المبادرة في كل ربوع مصر ، وهناك مختصون بهذه التغطيات بين المتطوعين يتم تدريبهم على ذلك ، ومن الطبيعى أن يواجهوا بمواقف صعبة ، يجب أن يدربوا عليها ، لكن مهما كان التدريب ستكون المواجهة على الارض مختلفة .

أتوقع أن تكشف المبادرة عن كثير من السلبيات المتعلقة بكل الملفات ، ومنها الإجتماعية ، وستكون فرصة لتغطية هذه الثغرات التى يلعب عليها أعداء الوطن ، بخلاف محاربة الشائعات ، وعلينا في هذا الإطار أن نتوقع عمليات تفخيخ لشباب المبادرين من هؤلاء الإرهابيين الخونة وحلفائهم ، حتى نكون مستعدين لمواجهتها .

واثق من نجاح هذه المجموعات الشبابية الوطنية المحترفة. التى ستكون بمثابة جيش احتياطى نرتكن إليه في كل أزماتنا ، وحتى يدرب الشباب على تحمل المسئولية ، فليس الأمر بالتدريب في القاعات المكيفة بالبدل الأنيقة فقط ، لكن عليهم أن ينزلوا ويعايشوا معاناة المصريين ليكونوا شركاء في صناعة غد أفضل لهم ولنا ، وهذه والخبرات الميدانية ستصقلهم أكيد ، حبا ووطنية وانتماء وعملية وإنسانية وعلمية .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط