قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الكنيسة و الكورونا


"ليس لنا سواك يارب القادر أن ترفع الضيقة عن العالم كله" بهذه الكلمات الممزوجة بحرارة وألمعبر البابا تواضروس الثانى (بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية) عن مشاعره حول أزمة انتشارcovid-19 أو وباء كورونا حول العالم .. المعادن الحقيقية و النوايا البيضاء تظهر وقت الكوارث وتتجلى فى صورة مساندة على أرض الواقع وليس مجرد شعارات رنانة أو عبارات فض مجالس كما يسمونها بلغة السوق وهو ما يتضح فى موقف الكنيسة الوطنية المصرية التى تلعب أدوارا فاعلة خلال الأزمات، حيث تم إغلاق جميع الكنائس فى إطار الحد من التجمعاتوانتشارالفيروس وهو القرار الذى اتخذه البابا تواضروس بشجاعة مغلبا المصلحة العامة على الخاصة رغم علمه المسبق بإمكانيةاحتجاج المحتجين ومعارضة المعارضين ممن خصصوا أنفسهمللهجوم من أجل الهجوم فقط دون عقل أو وعى تنفيذا لأجندات مجهولة الأهداف ولم لا يفعلها وهو صاحب مقولة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن؟".

واجتمع المجمع المقدس الخميس برئاسة البابا تواضروس وخرج بعدة توصيات هامة وهى إستمرار تعليق القداسات والصلوات بالكنائس على مستوى جميع المحافظات بما فيها أسبوع الآلامالذى يسبق عيد القيامة المجيد بشهر إبريل إلى أجل غير مسمى أو حتى إنتهاء الوباء ، تأجيل طقس إعداد زيت الميرون، قصر أى صلوات للجنازات على أسر المتوفين فقط ، إيقاف طقس الزيجات والخطوبات ،تكليف الكهنة بمتابعة وافتقادالأسر عبر وسائل التواصل الاجتماعيالحديثة، تكليف مشاغل الأقمشة التابعة للكنيسة بصنع المستلزمات الطبية مثل الكمامات بجانب توفير الكنيسة المطهرات وأدوات التعقيم للأماكن المحتاجة لذلك كما تبرع البابا تواضروس بمبلغ ٣ مليون جنيه لصندوق تحيا مصر مساهمة منه لشراء أجهزة تنفس إصطناعيصحيح أن بقية الكنائس تبرعت أيضا مثل الطنيسة الكاثوليكية فى مصر التى تبرعت بمبلغ ٢ مليون جنيه والإنجيلية تبرعت بمليون جنيه للدولة مساهمة منهم فى الحرب على الكورونا الا أن الريادةوبداية التحرك إحقاقا للحق ووفقا لما هو ثابت كانت للكنيسة الأرثوذكسية .
ولعل مبادرة بعض الكنائس الكاثوليكية المصرية مثل الكلدان الكاثوليك والموارنةفى مصر الجديدة و بعض الكنائس الإنجيلية أيضا حققت نجاح واضح وملموس بعد أن وضعت حلا لأزمة التجمهرات التى يمكن أن تكون سببا لنشر الفيروس ، فصلى القساوسة مع عدد محدود من الخدام أو الشمامسة القداسات الأسبوعية دون شعب وبثوها على مواقع التواصل الاجتماعيليتمكن الجميع من مشاهدتها ونوال البركة كحلا بديلا لعدم الحضور وهو حلا مستحدثا وله وجاهته فى ظل ما نعانيهمن أزمة لا ترحم ولا تستثنى أحدا غنى أو فقير ، مشهور أو مغمور، خاصة أننا نقترب بعقارب الساعة من أسبوع الآلامالمقدس وعيد القيامة المجيد الذى يعتبر العيد الكبير وينتظره المسيحيين من العام للآخرللإحتفال به ومعايشة طقوسهبكل جوانبها والتى تسترجع مشاهد فداء السيد المسيح و تعرضه الآلاموالعذابات.

يوجد ثلاثة سيناريوهات لعيد القيامة فى شهر إبريل وتحديدا الصلاة فى كنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة هذا العام نظرا للظروف المحيطة والدقيقة فى نفس الوقت ، السيناريو الأول قسر القداس على قساوسة الكنيسة والبابا والشمامسة وعرضه على الفضائيات التابعة للكنيسة للحد من إنتشار الوباء.

السيناريو الثانى دعوة عدد محدود يشمل كبار رجال الدولة والوزراء والجهات السيادية مع وضع ضوابط صارمة مثل توزيع كمامات ومطهرات على جميع الوافدين والمصلين الذين سيتم إختصار عددهم الى أبعد حد فى ذلك اليوم وإمكانية توفير أجهزة تعقيم فورية حديثة مثلما حدث فى جمهورية ماليزيا للمترددين على المساجد .

السيناريو الثالث
السماح لعدد محدود من الشعب والمهنئين للحضور فى القداس الرئيسي الاحتفالى بالعاصمة الجديدة و زيادة اعداد قداسات الكنائس الفرعية بمختلف الأيبارشيات لضمان الحفاظ على النظام ومنع التكدث والزحام بشكل أو اخر .


وقد لعب بعض رجال الأكليروس دورا كبيرا خلال الفترة الماضية فى التواصل عبر وسائل التواصل الأجتماعى مع الشعب للرد على إستفساراتهم الروحية والعقائدية طيلة فترة الصوم للحد من تفشي الوباء الذى ينتعش وسط التجمعات كما خرج بابا الفاتيكان (البابا فرانسيس ) فى روما على شاشة التليفزيون ليصلي صلاة جامعة بثتها الكنيسة الأرثوذكسية على صفحتها الرسمية من أجل مباركة العالم والدعاء الى الله لرفع الوباء ومنح الغفران للمؤمنين .

رأينا أيضا نماذج تدعو للامتنانوالتقدير لقساوسة تضرب أمثلة رائعة فى الوطنية من خلال عمل حملات نظافة والتطهير لبعض المساجد والعكس أيضا لبعض الشيوخ الأزهريين ينظفون الكنائس ..فى الحقيقة دوما يبهر المصريين العالم بأمثلة وأيقونات وطنية تتعلم منها الأجيال وتدهش الشعوب عبر الأميال .