الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منذ عهد يوسف.. داعية إماراتي: مصر لها الأمان إلى يوم القيامة

الدكتور وسيم يوسف،
الدكتور وسيم يوسف، الداعية الإماراتي

أكد الدكتور وسيم يوسف، الداعية الإماراتي، أن الذى يأمنه الله لا يفزعه أحد، والله كتب منذ يوسف إلى الآن الأمان لمصر، كما جاء ذلك فى كتابه الكريم فى قوله تعالى {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، مشيرا إلى أن من كتب له الأمان فلا يفزع أبدًا.

وقال "يوسف"، خلال فيديو بثته قناة الإمارات، إن لمصر ثقلا قبل الإسلام، فتاريخ الأمة الإسلامية يقوم على ثلاث إما ان يقوم على العراق أو على بلاد الشام وإما ان يقوم على مصر، فلو كسر أحدهم جبرأاحدهم الآخر، فلما كسرت العراق والشام فى التتار فالذى نصرهم هى مصر، مُشيرًا إلى أن مصر لها الأمان فإذا رأيت الأمة الإسلامية تنحدر فاعلم أن الدواء يأتى من مصر، لهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم جنود مصر بقوله ((إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم في رباط إلى يوم القيامة)).   

وأضاف: "يقول أهل التاريخ ذات يوم دخل رجل واحد دمشق وكان ملثمًا فأخرج الرجال من بيوتهم وقام بوضعهم فى السوق ورفع السيف وأمرهم بقطع الأعناق، فكان صبيا يرى أباه الذي سيقطع رأسه فأخذته الحمية بأن يدافع عن أبيه فأخذ سهمًا فرمى ذلك الراجل فوقع ميتًا فإجتمع عليه الرجال فكشفوا اللثام وإذا بها إمرأة، وإن دل على شيء فيدل على ضعف الشام والعراق حتى فزعت مصر مما حدث، فكان عمر بن الخطاب دائمًا يستوصى بمصر".

وأشار إلى أن عمرو بن العاص كان يجلس على عرشه متكئا ويخاطب الناس، فبعث إليه عمر بن الخطاب رسالة قائلًا: "بلغني أنك تجلس مع أهل مصر متكئا، اعتدل وإلا عزلتك احترامًا"، وذلك لمصر وأهلها.    

ماذا قال عمر بن الخطاب في فضل جند مصر؟
يتساءل الناس: "ما مدى صحة حديث سيدنا عمر في خطبته أن جنود مصر خير أجناد الأرض؟"، ووللإجابة عنه أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن حديث سيدنا عمر رضي الله عنه في خطبته أنَّ جنود مصر خير أجناد الأرض حديثٌ صحيحُ المعنى مرفوعٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثابتٌ برواياتٍ كثيرةٍ يُقَوِّي بعضُها بعضًا، وقد تلقته علماء الأمة بالقبول على مَرِّ العصور.

وقال مفتي الجمهورية، إن الأحاديث المذكورة في هذا الشأن صحيحة المعاني عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه؛ لأن الأمة تلقت روايتها بالقبول ولم تردها، ولأنها واردة في الفضائل والأخبار، والمحدثون على أن أحاديث الفضائل يكتفى فيها بأقل شروط القبول في الرواية، وتكون عندهم مقبولةً حسنة؛ لأنها لا يترتب عليها شيء من الأحكام، قال الإمام النووي في "الأذكار" (1/ 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدِّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبُّ العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف]، مستدلًا بقول الإمام ابن قدامة في "المغني" (2/ 98، ط. مكتبة القاهرة): [الفضائل لا يشترط لها صحة الخبر] اهـ بتصرف يسير.

وأضاف أنه وردت هذه الأحاديث بأكثر ألفاظها في خطبة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهي خطبةٌ ثابتةٌ مقبولةٌ صحيحةٌ بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحدٌ يُنسَب إلى العلم في قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها هوًى أو جهلًا.

خطبة عمر بن الخطاب في فضل جند مصر
وأكمل: "ونصها كما ذكره سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه في رواية الخطبة التي فيها وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر خيرًا، عن سيدنا عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا؛ فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّةً»، وفي روايةٍ أخرى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». انظر ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (1/ 167)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/ 163)، كما عزاها المقريزي لابن يونس في "إمتاع الأسماع" (14/ 185)، وغيرهم".