منذ بداية تفشي فيروس كورونا حول العالم ومن ثم تحوله إلى وباء وجائحة، يتساءل الملايين حول العالم بشأن إمكانية انحسار أو تراجع أو تباطؤ انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في فصل الربيع أو الصيف.
وبحسب تقرير مجلة "فوربس" الأمريكية، فإنه إذا انخفض معدل انتشار فيروس كورنا في أواخر مايو، فلن يكون ذلك بسبب ارتفاع الحرارة فقط، بل إن الرطوبة أيضا يمكن أن تحدث فرقا. وقد لا يشمل ذلك الرطوبة في الهواء الطلق وحسب، بل أيضا الرطوبة في الأماكن الداخلية مثل محال البقالة والمستشفيات والمنازل.
وأضافت أن هذا كله تحت افتراض أن الفيروسات التاجية تتصرف كمجموعة من الفيروسات التنفسية التي يطلق عليها "فيروسات الشتاء"، لأنها تميل إلى أن تكون أكثر نشاطا خلال أشهر الشتاء، وأقل نشاطا بين شهري مايو وأكتوبر في المناطق المعتدلة من العالم. تشمل هذه المجموعة فيروس الإنفلونزا، و"RSV"، والفيروسات التاجية، لكن الفيروس الجديد لا يزال جديدا جدا، بحيث لا يعرف أحد ما فعله في الصيف الماضي أو المقبل.
وأشارت المجلة إلى أن الرطوبة هي السبب الأكبر لمسألة موسمية الفيروسات التي تنتشر في فصل الشتاء، وأنه إذا كان كوفيد 19 سيتصرف مثل تلك الفيروسات فسيقل معدل انتشاره خلال عدة أشهر، لكنه على الأرجح سيعود من جديد مع الشتاء.
ويبدو أن الجهاز التنفسي يحب الرطوبة، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن استنشاق الهواء الجاف قد يتلف الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي ويعطل عملية إعادة إصلاحها، مما يسهل على الفيروسات التنفسية غزو الخلايا من هذه البطانة، بالإضافة إلى ذلك، قد يجفف الهواء الجاف المخاط الواقي الذي من المفترض أن يغطي الجهاز التنفسي، قد يضعف الهواء الجاف أيضًا عمل الشعيرات الصغيرة جدًا التي تسمى الأهداب التي تبطن الجهاز التنفسي السفلي.
خلال فصل الشتاء ، لا يكون الهواء أكثر جفافًا فحسب، بل أيضًا أكثر برودة كما يعرف أنفك. يمكن أن يتسبب التنفس في الهواء البارد في انقباض الأوعية الدموية في أنفك للحفاظ على الحرارة. نظرًا لأن خلايا الدم البيضاء تستخدم الأوعية الدموية كطرق سريعة صغيرة للوصول إلى المواقع المختلفة في بلاد العجائب المعروفة باسم جسمك، فإن إغلاق الأوعية الدموية داخل أنفك قد يعني أن عددًا أقل من خلايا الدم البيضاء سيكون متاحًا في أنفك للقبض على أو محاربة أي الفيروسات الغازية.