ومن أبرز هذه المظاهر فى الاحتفال بشهر رمضان كان خروج الخليفة في مهرجان إعلان حلول
رمضان من باب الذهب "أحد أبواب القصر الفاطمي"، متحليًا بملابسه الفخمة
وحوله الوزراء بملابسهم المزركشة وخيولهم بسروجها المذهبة، وفي أيديهم الرماح
والأسلحة المطعمة بالذهب والفضة والأعلام الحريرية الملونة، وأمامهم الجنود
تتقدمهم الموسيقى، ويسير في هذا الاحتفال التجار صانعو المعادن والصاغة، وغيرهم
الذين كانوا يتسابقون في إقامة مختلف أنواع الزينة على حوانيتهم فتبدو الشوارع
والطرقات في أبهى زينة.
كان موكب الخليفة يبدأ من "بين
القصرين"، شارع المعز حاليا، يسير في منطقة الجمالية حتى يخرج من باب الفتوح
"أحد أبواب سور القاهرة الشمالي"، ثم يدخل من باب النصر عائدًا إلى باب
الذهب بالقصر، وفي أثناء الطريق توزع الصدقات على الفقراء، وحينما يعود إلى القصر
يستقبله المقرئون بتلاوة القرآن في مدخل القصر ودهاليزه، حتى يصل إلى خزانة الكسوة
الخاصة، فيغير ملابسه ويرسل إلى كل أمير في دولته طبق من الفضة الخالصة مملوء
بجميع انواع الحلوى، تتوسطه صرة من الدنانير الذهبية، وتوزع الكسوة والصدقات
والبخور وأعواد المسك على الموظفين والفقراء، ثم يتوجه لزيارة قبور آبائه حسب
عاداته، وعقب انتهائه من ذلك يأمر بأن يكتب إلى الولاة والنواب بحلول شهر رمضان.