الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عميد إعلام الأزهرلـ صدى البلد: العمالة غير المنظمة الأولى بالزكاة.. ورامز جلال غير ملتزم بمبادئ المجتمع.. كورونا رسالة إصلاح للنفس.. وأدعو للاهتمام بالبحث العلمي لننتصر على الوباء.. حوار

الدكتور غانم السعيد،
الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر

غانم السعيد: 

-شهر رمضان من منح الله وعطاياه لـ أمة محمد

-أؤيد بشدة التبرع بمال العمرة أو بجزء منه للمحتاجين

-الإسلام حريص على حفظ النفس قبل أداء العبادات في المساجد.

-بيوت المسلمين كلها مساجد وفتحها في هذا الوقت جريمة كبرى. 

-ينبغي علينا إتباع الإجراءات الوقائية لتمر علينا هذه الأزمة بسلام.

أيامًا معدودات.. وصف رباني من كلمتين ينبهنا إلى ضرورة اغتنام رمضان، خاصة وأننا في النصف الثاني من الشهر الكريم، ولكن ما زالت الفرصة موجودة للتقرب إلى الله ونيل بركاته ورحماته، لذا تحرص « صدى البلد» على اللقاء بأصحاب العلم والمعرفة لإستخلاص أبرز الرسائل التي يستفاد منها المسلم على مدار الشهر.

ويأتى هذا اللقاء مع الدكتورغانم السعيد، عميد كلية الإعلام، والمشرف على المركز الإعلامي لجامعة الأزهر، الذي تحدث خلال حواره لـ « صدى البلد» عن فضل الشهر الكريم وأفضل العبادات التي يمكن القيام بها هذا العام، وكيف يرأى فيروس كورونا وتعامل الناس معه، ويوجه هذه الرسالة لمن يحزن على إغلاق المساجد.. 

وإلى نص الحوار. 

ما فضل شهر رمضان على وجه العموم؟

رمضان شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أنه الشهر الوحيد الذي ذكر باسمه في القرآن الكريم، ويجب على المسلم أن يصومه إيمانا واحتسابا لله رب العالمين، لقومه - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر»، « رواه البخاري ومسلم»، كما أنه من منح الله – تعالى- وعطاياه لأمة محمد، قال – صلى الله عليه سلم- في الحديث الذي رواه الطبراني: « إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بها أبدا». 

وماذا عن خصوصية ليلة القدر؟

في شهر رمضان يزاد الأجر على الأعمال الصالحة خاصة في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ومعني ذلك أنها تعدل ٨٣ سنة من العمل الصالح، وكانت مكافأة ربانية لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- حين خشي على أمته قلة العمل الصالح نظرًا لقصر أعمار أمته، والتي تتراوح ما بين 60 إلى٧٠ عامًا.

أفضل العبادات والأعمال الصالحة في رمضان؟

أفضل العبادات في رمضان المحافظة على صلاة التراويح وقيام الليل والتهجد والتصدق، فكان رسول الله أجود ما يكون في رمضان، خاصة على من فرض عليهم هذا الوباء أن يظلوا في منازلهم من أصحاب العمالة غير المنتظمة، فينبغي لأهل العطايا أن يكثروا في هذا الشهر الفضيل من إخراج الصدقات ويمكنهم تعجيل الزكاة، فهذا كله من باب التكافل الاجتماعي، كما أؤيد بشدة من لم يتكمن من أداء العمرة هذا العام أن يتبرع بمالها أو بجزء منه للمحتاجين في هذه الظروف الصعبة؛ لأن العمرة سنة وليست بفرض، فيُعطي على هذا أجر العمرة كاملًا والصدقة مضاعفًا. 

كيف ترى قرار غلق المساجد احترازًا من انتشار فيروس كورونا؟ 

من الطبيعي أن يتأثر المسلمون بغلق المساجد ومنع أداء الشعائر الدينية في هذا الوقت العصيب احترازًا من التجمعات وبالتالي انتشار الفيروس، ولكن الأديان لا تستقيم إلا بصلاح الأبدان، والإسلام يقدم سلامة النفس على كل شيء، و باب العبادات لم يُغلق، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: « جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل»، فهذا دين يسر لا عسر إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندما ادركه المطر وخاف على صحة اصحابه قال لهم: "صلوا في رحالكم"، وكذلك رُخص لنا الجمع والقصر في الصلاة أثناء السفر للألم النفسي لغربة الإنسان عن بلده واهله، فالإسلام حريص كل الحرص على حماية النفس والجسد والروح قبل أداء العبادات في المساجد، وحق علينا أن نشكر الله - تعالى-على هذه النعم، ولم تغلق أبواب الله والصلاة له وإن كان ذلك ليس في المسجد، وبيوت المسلمين كلها مساجد، يكون فيها رب الأسرة إمامًا بأهل بيته جميعًا و يحيي فيه شعيرة من شعائر الله ويجعله بيتا من بيوته ونورا من انواره. 

وهل ينقص أجر أداء الصلوات في البيت عن المسجد في ظل أزمة كورونا؟

ولما لا يكون الثواب أكثر، لأننا التزمنا بأوامر الله وذهبا إلي المساجد وعندما مُنعت حفاظًا على النفس نفذنا ذلك، كما أنها فرصة لأهل البيت جميعًا أن يلتزمون بأداء الفرائض على وقتها بدلًا من كون خروج الأب أو الزوج لأداء الفريضة في المسجد ويؤديها أهله بيته على التراخي، فهنا يكون الثواب أكبر؛ لأنهم أدؤها جماعة وحافظوا عليها في وقتها. 


ما ردك على من يقولون لماذا أغلقت المساجد واستكملت الأعمال الدرامية والبرامج تصويرها؟

قياس خطأ، فلو أن المساجد مفتوحة وأصيب شخص ما من جراء ذلك بفيروس كورونا سيكون الهجوم أشد وأعنف، كما أن الدين لا يأمر بهذا، والإسلام يُوجد البدائل دائمًا، فلم تُمنع الصلوات ويمكن أداؤها بالبيت، وأيهما أفضل إغلاق المساجد حفاظًا على أرواح الناس أم تركها وتعريض حياة الناس للخطر!، فليس هذا مبرر لأن تموت نفس بغير حق، فهدم الكعبة أهون عند الله من دم مسلم، وهذا لإنقاذ نفس واحدة، فكيف لا تغلق مساجد مصر كاملة بل العالم أجمع، إضافةً إلى أن الدولة ما فعلت هذا إلا لمنع التجمعات التي تُعرض حياة الناس للخطر، ويعد فتح المساجد في هذا الوقت جريمة كبرى في حق هذا الدين، ومن يقول بهذا بغير ذلك ليس عنده فهم لطبيعة الأمر، ويلعب على عواطف الناس لإحداث بلبلة في المجتمع ليس أكثر. 

ماذا عن الدعوة لتجمعات أو حشود في ظل انتشار الفيروس؟

مثل هذه الدعوات تكون من أصابع خفية لا تريد الإستقرار لهذا البلد، ويلعبون على مشاعر البسطاء من الناس، فتصرفهم مرفوض تمامًا؛ لأنه يساعد على انتشار المرض والوباء، والمحافظة على أرواح الناس يطالبنا بالبعد الاجتماعي الآن.

هل ترى رسائل ربانية في انتشار كورونا بهذا الشكل؟

فيروس كورونا رسالة إصلاح للنفس من الله لتعود إلي فطرتها السلمية وجدةُ الصواب، وتاكيدًا لقوله - تعالى-: « وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ»، وقال أيضًا في سورة الإسراء: « وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا»، فهذا الفيروس رسالة  تحثنا على العلم الراشد والنافع، إضافة إلى تقوى الله – سبحانه وتعالى-، قال - تعالى-: « وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ». 

ماذا عن عاداتك في شهر رمضان؟

يومي في رمضان عادي جداَ، أصلي الفجر وأذهب لضرورات العمل فقط، وأصلي في البيت جماعة بأهلي، فأصبح المسجد في البيت، إضافة إلى قراءة القرآن، وصلاة التراويح بأولادي وإعطاء دروس لهم كما عهدت في استراحة التراويح ثم ندعوا الله في ركعة الوتر، ونشعر في هذا بمتعة  لا تفرق عن الأيام العادية.  

وهل تتابع أي أعمال درامية هذا العام؟

أتابع مسلسل البرنس وهو يبرز الصراع بين الخير والشر، وهذا الصراع سنظل فيه إلى يوم القيامة، قال - تعالي- : « وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا..»، فهذا الصراع موجود منذ قابيل وهابيل مرورًا بسيدنا يوسف واخوته إلي يومنا هذا، وأرى أن المذنب في هذه القصة الأب، حيث فضل أبنائه وخلف هذا حقد وحسد بين الإخوة علي بعضهم البعض، فالعدل قيمة إنسانية أكد عليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتي في القُبلة لـ الأبناء والأحفاد.

وأتابع أيضًا مسلسل الإختيار الذي يبرز البطولات المشرفة لأبناء قواتنا المسلحة، وفي ذات الوقت يبرز خطورة العقلية المتشددة، كما أنه رسالة تحزيرية للفكر المتطرف؛ و هذا كله من الفن الهادف صاحب الرسالة السامية.

كما أشاهد مسلسل الفتوة وهو يسرد هذا الحقبة التاريخية في عهد مصر، من فتوات تنتصر للخير وآخروان ينتصرون للشر، وهو رسالة اجتماعية إصلاحية إذا انتصر الخير، والمشكلة تكمن إن انتصر الشر فلن يكون هناك عبرة. 

ما رأيك في برنامج رامز والإنتقاضات التي توجه له؟

برنامج رامز هذا العام لا اري فيه خير، لأنه لا يتفق و مبادئ مجتماعتنا، كما يوجد به قسوة وشدة، وهذا يحدث في كل عام صراحةً من برنامجه، وسمعت منه حلقتين فقط مع أولادي ولم اسمعه مرة اخرى. 

وكيف ترى تزاحم الأعمال الدرامية في شهر رمضان؟

في العموم لا مانع من وجود دراما في شهر رمضان ولكن ليس بهذا الشكل المكثف، فلا تجعل الناس تستوعب كم الرسائل التي تكون هادفة، فالناس تنتقل من قناة لقناة سريعاَ، فيضيع في هذه الزحمة كل عمل جيد يثبت نفعه، ولا يتم استيعاب الفكرة كاملة، كما أن الناس تحتاج إلي العبادة ايضًا، فلله علينا حق.

رسالة أخيرة منك لنيل نفحات رمضان هذا العام؟

يجب علينا أن نتبع كل الإجراءات الوقائية، فالدولة تجاهد وعلينا كمواطنين أن نساهم في ذلك، وينتابني الحزن عندما أرى الناس " واخدة الأمر بالبركة، وهناك من يتصرف وكأنه لم يسمع عن كورونا"، والرسول - صلى الله عليه وسلم- قال للأعرابي: " اعقلها وتوكل"، فبدون الإجراءات الإحترازية يعرض الإنسان نفسه والمجتمع بأكمله للخطر، وأخيرًا لا نملك إلا الدعاء والاهتمام بالبحث العلمي النافع.


-