الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

امرأة نوح.. كيف خانت نبي الله؟

 امرأة نوح.. كيف
امرأة نوح.. كيف خانت نبي الله؟

قصة امرأة نوح من القصص التي ذكرت في القرآن، لأخذ العبرة والاتعاظ من أحوال أقوام سبقونا، وورد في هذه القصص ذكر العديد من الشخصيات، بعضهم وردت أسماؤهم صراحة وبعضهم جاء ذكرهم إشارة ورمزًا، ومن هؤلاء الشخصيات امرأة نوح.

يرصد « صدى البلد» جانبًا من سيرتها وفق ما ذكرته دار الإفتاء المصرية، عبر بوابتها الإلكترونية الرسمية.

امرأة نوح:
كانت امرأة سيدنا نوحٍ -عليه الصلاة والسلام- مثالًا على انحراف الإنسان الذي يرى الخير والحق، ثم يأبى أن يؤمن ويستجيب، فهذا الإنسان يكفر بما أنعم الله عليه من عوامل الهداية، وبواعث الاستقامة، فإذا هو سادر في غيه، مخذول في سعيه، كما أنها كانت مثالًا تطبيقيًّا على أن معيَّة الصالحين لا تُغني عن العمل الشخصي والسعي الذاتي لفعل الخيرات ونيل رضا الله -سبحانه وتعالى-.

قصة امرأة نوح:
كانت امرأة نوح خائنةً له في دينه ودعوته لربه -جل وعلا-، ولم تكن خائنة له في زواجها منه، ترتكب الفاحشة -معاذ الله-، فهذا لا يكون من زوجات الأنبياء، ولكنها كانت غير مؤمنة برسالة زوجها سيدنا نوح -عليه السلام-، الذي ظل يدعو قومه بصبر عجيب نحو 950 عامًا، وسخروا منه ولاقى منهم عنتًا وتكبُّرًا، فصبر وتحمل، حتى أتاه الفرج من الله -سبحانه وتعالى-.


ما قصة امرأة نوح:
ذكر الله -سبحانه وتعالى- خيانتها لسيدنا نوح -عليه السلام-، في إطار ضرب مثال على الكافرين الذين ينبغي أن نجتنب مسلكهم، والمؤمنين الذين ينبغي أن نقتفي أثرهم، فقرنها بامرأة سيدنا لوط -عليه السلام-، والتي كانت تخونه في دينه ودعوته أيضًا؛ قال -تعالى-: ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10].

فكانت زوجة سيدنا نوح كافرة، وقيل إنها كانت تقول عنه للناس إنه مجنون، فبين الله -سبحانه وتعالى- أنها ستدخل النار جزاءً وفاقًا على جُرْمِهَا وكُفْرها بالله، كما بين أن زوجها النبي الصالح لن ينفعها بشيء، ولن يُغني عنها من الله شيئًا، فكل إنسان مسؤول عن فعله، وعاقبة أمره رهن بما قدَّم من عمل صالح أو طالح.

آية امرأة نوح:
يقال إن كفار مكة استهزءوا وقالوا: إن محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- يشفع لنا، فبين الله تعالى أن شفاعته لا تنفع كفار مكة وإن كانوا أقرباء، كما لا تنفع شفاعة نوح لامرأته وشفاعة لوط لامرأته، مع قربهما لهما لكفرهما، ولقد قال الله -تعالى-: ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ۞ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: 13-14]، وقال -سبحانه- أيضًا: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور: 21].