الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعوة للتفاؤل في زمن الكورونا .. سوسن مراد عز العرب تكتب : النوم في العسل

سوسن مراد عز العرب/
سوسن مراد عز العرب/ رئيس تحرير مجلة البيت

كتبت سوسن مراد عز العرب، رئيس تحرير مجلة البيت مقالا هاما في افتتاحية العدد الجديد للمجلة لشهر يونيو تحت عنوان  ، النوم في العسل .


وتساءلت عز العرب خلال مقالها عن ما قبل الجائحة، هل كان العالم نائما في العسل، مضيفة : إن كنت من جمهور النجم عادل إمام، ككل المصربين، فقد تظن أن الغرض من السؤال هو التلميح إلى إصابة النظام العالمي الحديث بالعجز وهذا الأمر لا يحتمل  تلميحا أو تجميلا، فقد ظهر عجزه عيانا بيانا أمام الملايين فلا نفعته الأدوية ولا التكنولوجيا، ولم يستر عيبه مال ولا بترول ولا حتى عمليات التجميل الإعلامية التي حاولت مداراة خيبته في بداية ظهور أعراضها" . 


وتابعت :" إذن السؤال، ماذا بعد أن تأكدنا من إصابة عالمنا المعاصر بعجز لا يمكن مداواته كيف سيعود إلى عنفوانه؟ اكتشفنا تفشي عيوب العولمة والرأسمالية، والاغتراب العائلي، وعدم تحقق عد الة الفرص، ومدی خطورة تحولات البيئة والمناخ إذن ماذا ننتظر التغيير أسلوب الحياة المعيوب الذي صنعناه بأيدينا ".


وتساءلت عز العرب ، :" هل سيفيق العالم من العسل الزائف الذي كان منغمسا فيه هل سنواجهه بعجزه كيف نتغلب على مشاعر الحنين نحو عالم سيحمل إلينا نفس الأخطاء والمشكلات والأزمات التي كنا نشكو منها من قبل؟ أم آن الأن أوان الصحوة من النوم في العسل" .


وتابعت :" بعض الأحیان لابد من معايشة المرض قبل أن تبدأ في الشعور بالتحسن، يبدو هذا التشخيص صادما، لكنه واقعي، وإن لم يصدر من احد الخبراء الاقتصاديين أو أحد كبار العلماء ولا حتى الأطباء، بل هو وصف المؤلف الإنجليزی توموس روبرتس، اختتم به فيلمه القصير الإدراك العظيم، الذی شاهده عشرات الملايين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أواخر ابريل الماضي، حيث يحکی بطل الفيلم حدوتة قبل النوم لأخيه وأخته
حياة ما قبل الوباء، يغمرها الازدحام والضياع والانشغال والسرعة والإسراف ملامحها تبدو جذابة وكأن الإنسان قد أمسك زمام الكون إلا أن كل ذلك ينهار عندما يظهر الفيروس، ففجأة يتوقف كل شيء ويعيش الجميع إغلاقا کاملا".


وتابعت :"  ترى شوارع المدن خاوية عن بكرة أبیها، وهنا تعود الإنسانية من جديد، ويصبح الناس أكثر لطفا وعقلا، تغيرت عاداتهم وأصبحوا يتوقون لاحترام الطبيعة، والخروج في الهواء الطلق، وقضاء أوقات أطول مع أحبائهم بدلا من إهدارها على الشاشات. القصة تروى الواقع نعیشه اليوم وكانه إحدى الحكايات الخيالية. وتعيد تقييم النظام العالمي قبل الجائحةوتلقي اللوم على أسلوب حياتنا الذي تسبب في عجز العالم. عن التعامل مع الأزمة وما سببه ذلك من خسائر كبيرة ، إلا أن أحداثها في النهاية تمنحنا بصيص الأمل لما يمثل قيمة حقيقية في الحياة ليكون الأساس لإعادة تشكيل أسلوب حياتنا الجديد ".


وأضافت : " أحداث القصة في النهاية تمنحنا بصيص أمل فهي تدور في زمن غير محدد، وتخيل إدراكا عظيما وصل إليه كل منا لما له قيمة حقيقية في الحياة".


وتابعت :" هذا هو العلاج الذي سيحقق  للعالم الإفاقة من نومه في العسل فبدلا من الاستسلام وندب الحظ. علينا استعادة الوعي المسلوب بفعل شركات ومنظمات وهيئات تستتر بعباءات الدين والمال  ونحتاج صحوة كبرى من سيطرة أية أفكار أو معتقدات أو ممارسات لا تتفق مع قيم الإنسانية فهی میزان حق لا يخطئ أبدا ".


وختمت عز العرب مقالها قائلة :" بلا نوم بلا عسل، ولتكن البداية بالعودة إلى بیوتنا لنعمرها بالجمال والخير من جديد"  .


جدير بالذكر أن العدد الجديد من مجلة البيت استعرض عددا من الموضوعات الهامة يمكنك الإطلاع على بعضها من هنا