الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثم عظيم وجناية كبرى.. الأزهر يحذر من يمارس حياته بشكل طبيعي مع علمه بحمله للوباء

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

أكدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف أن الإسلام حث المسلم على التحلي بالمسؤولية، ورعاية حُرمة من حوله، ودفع الضرر عنهم، مسشتهدة بما روى عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». 

وأوضحت « لجنة الفتوى» في إجابتها عن سؤال: « رجل مصاب بوباء كورونا، ومع ذلك يمارس حياته بشكل طبيعي ولا يعزل نفسه فهل هو آثم شرعا؟»، أنه في هذا الحديث يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن آثار الإسلام تظهر في حماية الإنسان لغيره، فلا ينالهم منه أذى أو ضرر، بل بين النبي- صلى الله عليه وسلم- صريحًا أن إيذاء الغير يتنافى مع حقيقة الإيمان فقال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمن جاره بوائقه». 

وأضافت فتوى البحوث بالأزهر، عبر صفحته الرسمية بموقع « فيسبوك» أن وباء كوفيد19 ابتلاء من الله -تعالى- ، ومن ابتلي بهذا الوباء فعليه أن يصبر، وأن يتوكل على ربه- تبارك وتعالى- ، وأن يأخذ بالأسباب، وأن يعزل نفسه حتى لا يُلحق الضرر بغيره، مشيرةً: "مع الأسف الشديد بعض الناس لا يبالي بخطورة الوباء ويمارس حياته بشكل طبيعي مع علمه بحمله للوباء، وإن أول من يتأذى من المصاب هم أسرته والمقربون منه، وهذا إثم عظيم وجناية كبرى.


واستشهدت بقوله - تعالى-: « قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ»، [الأنعام: 140]، حيث وصف الله- تعالى- المستهتر بحرمة النفس البشرية بالخسران والضلال المبين، وففي هذا أعظم رادع من التهاون والتفريط في كل ما يؤدي لهذه النتيجة.

واستدلت بما روى عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  يقول : « الطاعون رِجسٌ أُرسل على طائفةٍ من بني إسرائيل ، أو على من كان قَبلكم ، فإذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه ».

وتابعت أنه ورد عن أبي هريرة- رضى الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -« لا يوردنَّ مُمرض على مصح».

وواصلت: عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم «إنا قد بايعناك فارجع». ففي هذا الحديث يعلم النبي- صلى الله عليه وسلم- أن السلوك الرشيد في عدم مخالطة المصاب.


وأردفت:  عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - مَرَّ بِامْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا: يَا أَمَةَ اللهِ، لاَ تُؤْذِي النَّاسَ، لَوْ جَلَسْتِ فِي بَيْتِكِ، فَجَلَسَتْ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ الَّذِي كَانَ نَهَاكِ قَدْ مَاتَ، فَاخْرُجِي، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُطِيعَهُ حَيًّا وَأَعْصِيَهُ مَيِّتًا. 

وأشارت فتوى البحوث بالأزهر إلى أن المنظمات الطبية أكدت أن أفضل وسائل لمجابهة هذا الوباء منع المخالطة؛ تفاديا لا نتشار الوباء، وهذه من دلائل نبوة النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي بين السلوك الرشيد في التعامل مع هذا الداء ونهى عن اختلاط المصاب بغيره، ومن المتيقن أن مخالطة المصاب لغيره تؤدي لنقل المرض إلى غيره.

واختتمت: وعليه فيجب على من ابتلي بهذا الوباء أن يصبر على قدر الله -تعالى-، وأن يأخذ بالأسباب، وأن يعزل نفسه إما بالمستشفى إن تيسر له، وإما في بيته مع الالتزام بإراشادات وزارة الصحة بهذا الشأن، وفي الوقت الذي نأمر فيه المصاب بعزل نفسه فإنا نؤكد على حرمة كافة أشكال التنمر وإظهار العداوة للمصاب أو لأي من أفراد أسرته، وندعوا الجميع للتعاون والتكاتف في هذه المحنة، ونسأل الله تعالى أن يرفع الوباء عن البلاد والعباد.