الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفات النبي في القرآن.. علي جمعة يكشف عن 4 أمور يجهلها الكثيرون

صفات النبي في القرآن
صفات النبي في القرآن

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم- مقام عند ربه عظيم، وقدر جليل، فاق كل الخلائق أجمعين، فهو سيد ولد آدم، بل هو سيد الأكوان وصفوتها، وهو خير من الملائكة، وخير من العرش، ولا يعرف حقيقته وعظيم قدره إلا خالقه -سبحانه وتعالى-.

وأضاف « جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن الله - سبحانه- خصه بمزايا عديدة، ونوع أشكال المدح له، وذكره في قرآنه بـ أجل الصفات، فوصفه ربنا بالرحمة فقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، وقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ). 

وتابع عضوهيئة كبار العلماء: ووصفه ربنا- سبحانه- بأنه النور الهادي للحق فقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)، وقال -سبحانه- : ( يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ). 


وواصل المفتي السابق أن الله أثني على أخلاقه فقال -تعالى- : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، وكما أخبر هو بنفسه  -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، [أحمد والبيهقي والحاكم في المستدرك ومالك في الموطأ].

وأوضح أن الله فضله على الأنبياء قبله في النداء، فالناظر في القرآن الكريم يرى أن الله قد نادى الأنبياء -عليهم السلام- قبله بأسمائهم المجردة، فقال- تعالى -: (يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) وقال: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) ، وقال -سبحانه- : (يَا مُوسَى  إِنِّي أَنَا رَبُّكَ)، وقال-تعالى -: (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ)، وقال أيضًا: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ).

ونبه: أما نبينا - عليه الصلاة والسلام- فما ناداه الله- تعالى- في كتابه العزيز باسمه مجردا قط، بل كان دائما يناديه بقوله : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ)، أو (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)، أو (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ)، أو (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ). 

وأكمل: النبي - صلى الله عليه وسلم- يستحق تلك المكانة التي جعلها الله له، ويستحق أن نحبه بكل قلوبنا، فهو الذي كان يتحمل الأذى من أجلنا، ولا يخفى ما يؤثر من حلمه واحتماله الأذى، وإن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو - عليه الصلاة والسلام- لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما. 


وأشار الدكتور على جمعة، في وقت سابق، إلى أن الله -سبحانه وتعالى- بين أن الفتن والابتلاءات لا تكون إلا لتمحيص الناس ومعرفة الصادقين والكاذبين فقد قال -جل وعلا-: « وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:3]، وقال سبحانه: (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا»، [الأحزاب:8].

وأفاد « جمعة» عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أنه في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى الصدق وتأمر به، فعن عبادة بن الصامت - رضى الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتلا يكتب عند الله كذابًا وعليكم بالصدق فإن الصدق بر والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا»، (متفق عليه).

وأبان عضو هيئة كبار العلماء أن  رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: «اضمنوا لي ستًا أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم»، (صحيح ابن حيان).

وواصل المفتي السابق: وعنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يطوي المؤمن على الخلال كلها غير الخيانة والكذب»، (مصنف ابن أبي شيبة)، وعن أبي ذر  - رضى الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق»، (المصنف لابن أبي شيبة).


وأردف: وعن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة»، (المستدرك على الصحيحين).

وأكد الدكتور على جمعة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الصدق نجاة وقوة؛ لأن الصادق لا يخشى من الإفصاح عما حدث بالفعل، لأنه متوكل على الله، والكذاب يخشى الناس ويخشى نقص شأنه أمام الناس، لأنه بعيد عن الله.

ونوه: إنما يكذب الكذاب لاجتلاب النفع واستدفاع الضر؛ فيرى أن الكذب أسلم وأغنم فيرخص لنفسه فيه اغترارًا بالخدع واستشفافًا للطمع، وربما كان الكذب أبعد لما يؤمل وأقرب لما يخاف؛ لأن القبيح لا يكون حسنًا والشر لا يصير خيرًا، وليس يجني من الشوك العنب ولا من الكرم الحنظل.

واختتم: نحن نعيش في زمان عجيب كثرت فيه الإغراءات، وإن تخلينا عن أخلاقنا الحميدة وعن الصدق، فسوف نذوب في هذا العالم المتلاطم؛لذلك ينبغي للمسلم أن يتذكر دائمًا ما طلبه الله منه في كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم -من التزام الصدق والنزاهة حتى يفوز بسعادة الدارين، داعيًا: « جعلنا الله من الصادقين في نياتهم وأقوالهم وأفعالهم».