الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«صدى البلد» في مسرح واقعة انتحار حارس عقار المطرية.. الأهالي: عم شعبان شنق نفسه في جنش المروحة.. كان طيب وبيصلي وطلب من زوجته العودة للفيوم ورفضت.. ودخل في حالة اكتئاب بعد وفاة الحاج زغلول وأبوه وأمه

مسرح واقعة الانتحار
مسرح واقعة الانتحار

"صدى البلد" في مسرح واقعة انتحار حارس عقار في المطرية

الأهالي: 

سمعنا صوت صراخ زوجة عم شعبان 

كان طيب والناس كلها بتحبه والأطفال في المنطقة بتبكي عليه

لديه 5 أبناء وراجل على باب الله وبيحب الناس

 

أطلقت الزوجة صرخات هزت أرجاء المكان "الحقونى شعبان انتحر".. فهرع الأهالي إلى غرفة حارس العقار بمنطقة المطرية ليجدوا الجثة معلقة فى سقف الغرفة، حاول الأهالى تلقين عم شعبان الشهادة لكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.

 

تفاصيل مؤلمة رواها أهالى منطقة مسطرد القديم بحي المطرية حول انتحار عم شعبان حارس العقار بسبب خلافاته مع زوجته لعدم موافقتها على العودة مرة أخرى إلى الفيوم وترك القاهرة.

 

حضر عم شعبان منذ 12 عاما إلى القاهرة للبحث عن لقمة العيش بصحبة زوجته، مع مرور الأيام والسنوات دخل حارس العقار في حالة اكتئاب حتى قام بشنق نفسه.


عن يوم الواقعة قال الأهالي "كانت عقارب الساعة تشير إلي الثامنة من مساء يوم الأربعاء الماضي، سمع الأهالى خلالها صوت صراخ يخرج من غرفة عم شعبان حارس العقار رقم 1 على الفور هرولوا الى مكان الصوت ليتفاجأوا بحارس العقار معلقا في سقف الصالة".

 

حاول الأهالى إنقاذه، وتم فك قيده من الحبال وأثناء ذلك قاموا بحمله على السرير ومكثوا يلقنونه الشهادة قائلين: «اتشاهد يا عم شعبان قول لا اله الا الله، هو انت عملت في نفسك ليه كده ده انت راجل طيب وبتصلي ليه تعمل في نفسك كده، اتشاهد وربنا هيسامحك اتشاهد قول لا إله إلا الله، لا اله الا الله وظل الاهالى يرددون حول حارس العقار كلمات الشهادة عدة مرات»، ولكن كان حارس العقار فى النزع الأخير.

وحملق حارس العقار بعينيه في سقف غرفته ونظر إلى زوجته وطفلته فرحة البالغة من العمر 6 سنوات وبعدها مات، على الفور قام الأهالي بالاتصال بقسم شرطة المطرية، التي حضرت وتم التحفظ على الجثة وأمرت النيابة العامة بالتصريح بالدفن بعد تشريح الجثمان.

 

ودخلت زوجته وطفلته "فرحة"، فى نوبة من البكاء والنحيب، ومكثت الزوجة تردد كلمات: «سبتنى لمين بس يا شعبان، مين هيراعي الـ 5 عيال اللي سيبهملي دول، سبتني ومشيت ربنا يسامحك يارب ويغفر لك اللي عملته في نفسك وفينا كلنا ربنا يرحمك يارب».

 

قال أحد سكان المنطقة لـ «صدى البلد» "عم شعبان كان رجل طيب وبيحب الناس كلها، وأصل بلدته من الفيوم بصحبة زوجته وابنه محمد، ومحمود، و يوسف، مكثا في المنطقة يعمل حارس عقار مع الحاج زغلول مقاول وصاحب عقارات بمنطقة المطرية، حتى أكرمه الله بطفلهما أحمد ومن بعده فرحة صاحبة الـ 6 أعوام، عمل معه لعدة سنوات كان الحاج زغلول يساعد عم شعبان على مصاريف الحياة وكان دائمًا يعطيه الأموال فضلًا عن مساعدة الاطفال وتلبية حوائجهم".

 

اشتهر عم شعبان في منطقة المطرية، وعُرف باسم شعبان ابن الحاج زغلول، ومكث حارس العقار في كنف الحاج زغلول لعدة سنوات وظل مرافقة حتى أصبح الذراع الأيمن للحاج زغلول وأصبح يقوم بحراسة 4 عقارات بحي مسطرد القديم بمنطقة المطرية، ومنذ فتره توفى الحاج زغلول ومنذ تلك اللحظة بدأ حارس العقار يدخل في حالات اكتئاب مستمرة ومنذ ما يقرب من 8 شهور توفى والد حارس العقار.

 

وبعدها بـ 3 شهور توفيت والدته ومن هنا دخل حارس العقار في نوبة اكتئاب متكررة، مكث عم شعبان ما يقرب من 4 شهور لا يتكلم مع أحد ولا يخرج من المنزل إلا للضرورة، ودائمًا يجلس في غرفته وحيدًا وظل على هذا الحال، حتى قام بشنق نفسه وترك خلفه 5 أبناء محمد 20 عامًا ، ومحمود 17 عامًا، ويوسف، وأحمد، وفرحة.

 

وتابع أحد الأهالى "حاول حارس العقار الابتعاد عن القاهرة  وصخبها والعودة من جديد الي الفيوم ولكن زوجته كان لها رأي أخر رفضت اقتراح زوجها"، وقالت له "هنرجع الفيوم نعمل أيه وهتشتغل ايه هناك عيالك في المدارس هنا وابنك الكبير شغال وبيساعد معانا في المصاريف وانا كمان بساعدك وبنتك الصغيره وابنك التاني بيجيبوا الطلبات للأهالي وربنا بـ يكرمنا بحسنه من هنا وهنا وربك بيعديها طلع فكرة انك ترجع البلد دي من دماغك لو عايز ترجع ارجع انت ، انا قاعده هنا مع عيالي".

 

لم يتحمل حارس العقار الصدمات المتكررة له، وفاة الحاج زغلول أحد الأشخاص المقربين له بمثابة الأب الروحي له، وبعده والده ومن ثم والدته، حتى لجأ حارس العقار في الفترة الاخيرة من حياته للذهاب الي طبيب نفسي و قامت زوجته بالذهاب به الى ما يقرب من 5 أطباء نفسيين ولكن حالته كانت دائمًا في تدهور.

 

وتابع أحد اهالى منطقة المطرية :،« عم شعبان كان طيب وكان دايمًا بـيصلي و بيحب الاطفال جدًا، ولما كان يلاقي اطفال بيتخانقوا يجري عليهم يحجزهم و يقعدهم مع بعض ويقلهم كدا عيب العبوا مع بعض انتو اصحاب، كان محبوبا بين الناس الكل في المنطقة هنا يحترمه ويقدره عشان هو طيب وكبير في السن ودايمًا كان يقعد في الشارع يخلي باله من الأطفال»

 

وقال أحد أصدقاء حارس العقار، إنه في يوم الواقعة وتحديدًا في تمام الساعة الثامنة مساءً  قبل الانتحار بساعة، طلب عم شعبان من زوجته أن تقوم بتجهيز وجبة عشاء" محشي كرنب" وأثناء ذهاب الزوجة بصحبة طفلتها فرحة  الى السوق لشراء مستلزمات وجبة العشاء، وعندما عادت الزوجة الي المنزل وجدت زوجها معلقا في سقف الصالة.