الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق رحلة صالح مرسي مع أدب الجاسوسية.. وكواليس كتابته رأفت الهجان من 3 صفحات حصل عليها من المخابرات وعناده مع والده لمنعه من القراءة

صالح مرسى
صالح مرسى

فى محافظة الجيزة  وتحديدًا فى 21 عمر طوسون متفرع من شارع أحمد عرابي – المهندسين – الجيزة ، عاش رائد أدب الجاسوسة الكاتب الكبير صالح مرسى ، الذي وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله من خلال وضع لافتة على باب العقار توضح تاريخ الميلاد: 17/2/1929، وتاريخ الوفاة: 17/8/1996 .


ويأتى ذلك في إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

ويعتبر صالح مرسي من  أشهر كتاب أدب الجاسوسية العربية، كما انه يعتبر  رائد أدب الجاسوسية، من خلال اعماله الخالدة التى استطاعت بجدارة نقلت بطولات وملاحم القوات المسلحة المصرية ورجال المخابرات إلى المواطن العادى.

ولد  صالح مرسى في محافظة الغربية وتحديدا فى مدينة كفر الزيات عام 1929، وحينما وصل للمرحلة الإعدادية كان دائم الصدام مع والده بس تمرده وتركيزه على قراءة المجلات والكتب التى كانت تعيقه عن الاهتمام بدراسته وهو ما دفع والده إلى أن يلقى بكل المجلات والكتب بحجرة صالح على الارض حتى لا تشغله عن دروسه، وهو الامر الذى قابله صالح مرسى بالعناد مع والده حتى انه طلب ان يدخل مدرسة الصنايع وهو المكان الذى شعر فيه بفارق كبير فى الثقافة وفقا لتصريحاته لبرنامج "كاتب وقصة" .

 بعد الانتهاء من دبلوم الصنايع، التحق صالح مرسى  وعمل 7 سنوات في البحرية كمساعد مهندس، وحرس لسفريات الملك فاروق، ثم أنهى جولاته في البحر وسافر إلى القاهرة، والتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة ثم بالعمل الصحفي، وشجعه الأديب يوسف السباعي، ثم يوسف إدريس على نشر محاولاته الأولى في مجموعة قصصية، والتحق بمجلة صباح الخير، ونشر فيها مجموعته الأولى "الخوف"، التى تم  ترشيحها  لجائزة الدولة، إلا أن عباس العقاد رفض، لمجرد أن حوارها مكتوب بالعامية.

 بعد المجموعة القصصية الأولى، اتجه صالح مرسى للكتابة عن البحر، من خلال الاستماع إلى حكايات الميناء وأساطيرها، وكتب رواية "زقاق السيد البلطى"، التى نالت إعجاب نجيب محفوظ، كما نشر رواية بعنوان "البحار مندى"، لكنه لم يستمر بالكتابة فى هذا العالم، لينتقل إلى عالم القاهرة المزدحم، ليعمل كجرسون فى مقهى بحى السيدة زينب، لكتابة رواية "الكذاب".

ترك صالح مرسى أجواء القاهرة الصاخبة ، ليقتحم عالم الجاسوسية فى أواخر السبعينيات، خلال فترة الانفتاح والدعاية للسلام والتطبيع، وبدأ بكتابة مسلسل للإذاعة عن جاسوس مصرى كان يعمل لصالح إسرائيل بسكرتارية المؤتمر الأفروآسيوى من واقع ملفات المخابرات، وتلته مجموعة قصصية بعنوان "الصعود إلى الهاوية"، وروايات "الحفار، دموع فى عيون وقحة، سامية فهمى ورأفت الهجان"، وكلها كانت ملاحم وطنية.

وسيظل مسلسل رأفت الهجان الذى كتبه صالح مرسى أحد أبرز الملاحم الوطنية التى كتبها صالح مرسى فى أدب الجاسوسية من بطولة محمود عبد العزيز، ويسرا، ويوسف شعبان، وإخراج يحيى العلمي، وقدم الجزء الاول  منه عام 1988، وقدم الجزء الثانى عام1990 والثالث عام 1992، وهو المسلسل الذى قال عنه لمؤلف نبيل فاروق أن صالح مرسي كتب 3 أجزاء عن قصة "رأفت الهجان" من 3 صفحات فقط أخذها من المخابرات، تضم المحاور الأساسية للقصة، وبنى عليها من خياله بقية الرواية.

بعد وفاة صالح مرسى نجح المؤلف بشير الديك فى تحويل  قصته "الحفار" إلى مسلسل لحسين فهمي، ولبلبة، فيما حول محمد الباسوسي عام 2002 قصته "البحار مندي" إلى مسلسل لأحمد عبدالعزيز، ونرمين الفقي، وإخراج هاني لاشين، وحول مجدي صابر عام 2009 كتابه عن ليلى مراد إلى مسلسل "أنا قلبي دليلي" لصفاء سلطان، وعزت أبو عوف، وفي العام نفسه حول بشير الديك روايته "حرب الجواسيس" إلى مسلسل لهشام سليم، ومنة شلبي، وأخرجه نادر جلال.

توفى صالح مرسى في أغسطس 1996 وهو يقضى إجازة في الساحل الشمالي،  متأثرا بأزمة قلبية مباغتة، وخلف ورائه تراثا يستحق المزيد من الدراسة والاهتمام، في الأدب والتليفزيون والسينما.

يذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.