الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول مدربة رقصات هندية.. قصة سيدة جعلت العالم يقع في حب بوليوود.. فيديو وصور

مدربة الرقصات ساروج
مدربة الرقصات ساروج خان

أتقنت تحويل الموسيقى والكلمات إلى لوحة بصرية متحركة، تسمع اللحن أو الكلمات ثم تشاهد أفضل تجسيد لها وكأنه الرقصة التي يود جسدك تأديتها، هذه السيدة يرجع لها الفضل في صناعة الأفلام الهندية (بوليوود) بصورتها الحالية، فهي التي أنشأت مشاهد الرقص الأكثر شهرة في السينما الهندية خلال فترة الثمانينات والتسعينات، وبوفاتها قبل أيام فقدت السينما الهندية واحدة من رموزها.


تعد ساروج خان أول مصممة رقصات في بوليوود، كانت رائدة في هذا المجال، وبسبب رقصاتها ذات الطابع الهندي، غزت الهند القلوب بسبب الأفلام في أكثر من دولة حول العالم خاصة العربية، كانت تقدم في كل فيلم رقصة مختلفة عن الأخرى، وكانت هذه الرقصات سبب لشهرة الهند ثقافيا.

انضمت ساروج إلى مجال الفن وهي طفلة في الثالثة من عمرها، في أوائل الخمسينات، وكانت تحب التمثيل منذ صغرها، ثم ظهرت كراقصة احتياطية في بعض الأفلام، حتى أصبحت مساعد مصمم رقص في سن الثانية عشرة، حتى انطلق مسيرتها كمسئولة عن تصميم الرقصات في الثمانينات، وكانت هي المسئولة عن تصميم رقصات أكثر أغنيات بوليوود شهرة.


على مدار 40 عاما، صممت ساروج ما يزيد على 3000 رقصة، حيث عرفت بتفوقها على بعض أشهر راقصات ومصممي الرقصات في بوليوود، كانت تعلم الفنانات كيف يثبتن أقدامهن، ويدرن كالفراشة مع تحريك أقدامهن باتزان، كانت تجيد استخدام أكثر من عنصر في جسد مقدمة الرقصة.


القدم، اليد، الأساور، الرداء ذو الطابع الهندي، ولغة الجسد، وتعابير الوجه، كلها عناصر وظفتها ساروج في كل رقصة لتخرج مثالية، حتى أدرجت بعض رقصاتها الكلاسيكية والفلكورية الهندية في تصميم الرقصات.


أما عن طفولتها، ولدت ساروج خان نيرمالا ناجبال في 22 نوفمبر 1948 في مومباي، وكان والدها رجل أعمال في كراتشي، المعروفة الآن بـ باكستان، لكنه فقد كل مايملك خلال تقسيم البلدين في عام 1947، وانتقل هو وزوجته إلى مومباي ليبدأ حياته من الصفر مجددا في حي فقير.


ولدت ساروج في هذه الغرفة وكانت هي أكبر إخوتها الستة، وتعلمت في هذه الحجرة الصغيرة الرقص، وأصبح هو مصدر دخل الطفلة الصغيرة لمساعدة أسرتها، حيث تمكن والدها من أن يجعلها تمثل وهي عامها الثالث، وتحدثت ساروج عن هذه الفترة الصعبة في فيلم وثائقي من إنتاج عام 2012، وصفت فيه معاناتها هي ووالدتها وإخوتها وكيف أنهم كانوا يذهبون إلى الفراش للنوم وهم جائعين.


لم تدرس ساروج الرقص، فالدراسة والتخصص لم يكونا ضمن إمكانيات أسرتها في ذلك الوقت، بل تعلمت كل أساسيات الرقص من مدربها الذي كانت تعمل معه، وكان الشيء الأساسي هو (الكاتاك)، وهي رقصة هندية كلاسيكية، وتقول في فيلم وثائقي عنها: "عندما بدأ تعليمي، أدركت أنه لا يمكنني الاحتفاظ بوضعي في الرقص، لم أعرف كيف أفعل ذلك، لهذا دربني لساعات طويلة بجد، وكان عليّ أن أبقى في نفس الوضع لساعات في المرة الواحدة، لكنه حولني إلى راقصة جيدة في النهاية".


وبمرور الأعوام أصبحت رمزا من رموز الهند، وهي محبوبة أيضا في باكستان، وفازت ساروج خان بثلاث جوائز وطنية للأفلام و8 جوائز فيلمفير، وهو أكبر عدد حصل عليه مصمم رقصات، أما عن وفاتها فقد توفيت عن عمر يناهز 71 عاما بعد بقائها في المستشفى لعدة أيام بسبب شعورها بضيق تنفس.