الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهاتير محمد ونهضة ماليزيا.. ابن الأسرة المتواضعة نجح فيما فشل فيه أبناء الأغنياء

مهاتير محمد رئيس
مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق

يرتبط اسم مهاتير محمد دوما بالنهضة الاقتصادية الماليزية، حيث أحدث رئيس وزراء ماليزيا السابع، طفرة صناعية هائلة لدولته، ونجح ابن الأسرة المتواضعة (اجتماعيا) فيما فشل فيه السابقون من أبناء الأغنياء، لذلك استمر في منصبه 22 عاما وهي سابقة لم تحدث من قبل في التاريخ الماليزي.

وفي مثل هذا اليوم عام 1925، ولد مهاتير بن محمد- الذي نشأ في ضاحية فقيرة في مدينة ألور ستار، عاصمة ولاية قدح بماليزيا- ووالده محمد بن اسكندر، كان ناظرًا لمدرسة، وكان مستواه الاجتماعي والمادي متواضعًا، كما كانت والدته ذات نسب بعيد للعائلة الملكية في قدح.

وعلى الرغم من هذه النشأة المتواضعة؛ إلا أن محمد كان متفوقًا في دراسته، حيث حصل على منحة للالتحاق بمدرسة ثانوية إنجليزية، وأكمل دراسته الثانوية؛ فور انتهاء الحرب العالمية الثانية، ثم التحق بكلية الطب، في كلية الملك إدوارد السابع الطبية في سنغافورة، وعمل خلال فترة الحرب أولا، في بيع القهوة، وبعد ذلك الموز المقلي والوجبات الخفيفة الأخرى.

تفوَّق شغف السياسة على الطب لدى مهاتير، حيث كان ناشطا سياسيا منذ دراسته بالجامعة، ونجح بعد ذلك في الفوز بانتخابات البرلمان، ثم تدرج في العديد من المناصب السياسية، حتى وصل إلى رئاسة وزراء ماليزيا، ليقطع هيمنة أبناء الملوك على هذا المنصب، وتتوالى بعدها الإنجازات الاقتصادية التي شهدتها دولة ماليزيا في عهده، حيث امتد نشاطه السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضوا في البرلمان الاتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003.

نجح رئيس الوزراء الماليزي في تحويل ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية، إلى دولة صناعية متقدمة، يساهم قطاع الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، كما بلغت نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات، حيث كان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيرًا في آسيا.

ومن أبرز إنجازات حكمه كرئيس للوزراء؛ كانت استراتيجية الانتعاش الاقتصادي التي اتبعها عقب الأزمة الاقتصادية الآسيوية في عام 1998، فقد خالف آراء مستشاريه، وربط سعر صرف العملة بالدولار الأمريكي، وكانت هذه الخطوة الجريئة سببًا في تعافي اقتصاد ماليزيا، أسرع من الدول الأخرى.

وفي عام 2007، تم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام؛ لدوره في إعادة إعمار البوسنة والهرسك، عقب الحرب الطائفية التي شهدتها.