الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العمل أونلاين.. بين الراحة والمرونة والتحول لحياة افتراضية لمواجهة كورونا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بهدف التقليل من فرص العدوى "بكوفيد -١٩" تقرر التواصل ومتابعة العمل عن بعد " أونلاين " ، حيث قلل ذلك من فرص نقل المرض والعدوى بين العاملين ، وحمى أفراد أغلب الأسر من المرض الذى يحتمل أن يكتسبه الشخص من مكتبه وينقله إليهم، حيث كشفت بعض الدراسات العلمية أن العمل في غرف مغلقة يزيد من فرص نقل الأمراض، وأنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعملون في غرفة واحدة زادت الأيام المرضية التي يحتاجونها للتعافي. 

والعمل عن بعد ليس نظاما مستحدثا، إلا أنه بات إجباريا خلال الفترة الأخيرة بسبب فيروس كورونا ، تلك الأزمة الإنسانية العالمية الجامحة مركبة الملامح والنتائج الحالية وربما المستقبلية أيضا، حيث أجبرت تلك الأزمة الدول والمؤسسات على التوجه للعمل عن بعد، وشمولية الأزمة لكل الوظائف جعل من هذا النظام نظاما مطبقا على مستوى معظم دول العالم في الوقت الحالي، كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا.

ويؤكد الواقع مرور العالم بتغيرات سريعة و قاسية، تعاظمت في قسوتها وتداعياتها مع ظهور أزمة فيروس كورونا التي أربكت العالم بأسره بلا استثناء وبدون مقدمات مسبقة أو توقعات أو استعدادات كافية لمواجهتها، فطالت الملايين من البشر وجاء الحصار خلف جدران المنازل كواحد من أهم سبل الحماية من الأصابة بالمرض.

والواقع المُعايش والملاحظات المدققة يؤكدان أنه رغم مرور ٨ شهور منذ ظهور تلك الأزمة الصحية لا يوجد وضوح أو إجابة شافية عملية تمكن العالم من اتخاذ قرارات سريعة أو مواجهة حاسمة تسمح بعودة الحياة إلى منوالها الطبيعى، حيث لم يكن هناك حل سريع لإنقاذ البشر أو التقليل من سرعة انتشار المرض سوى باتخاذ قرارات توقف كافة أشكال الأنشطة المجتمعية اقتصادية واجتماعية أو رياضية وتعليمية، فكان قرار الإغلاق وخفض أعداد العاملين والموظفين في مختلف أجهزة الدولة، وأديرت الكثير من الأعمال من المنازل " أونلاين ". 

واستمرار الأزمة وطول أمدها ولتحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة المواطنين والمحافظة على سير العملية الإنتاجية وقوة اقتصاد الدولة، لجأت معظم الدول إلى التعايش مع الفيروس والعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا مرة أخرى لتنتهى مرحلة العمل المنزلي المؤقت" أونلاين" مما يعنى عودة كافة الأنشطة مع الحرص وتطبيق الإجراءات الاحترازية، لكن عودة العمل من المكتب ومقرات الأعمال الرسمية تعد صعبة بعض الشئ، بعد مرور فترة طويلة مارس خلالها أغلب العاملين بقطاعات الدولة المختلفة العامة والخاصة أعمالهم عن بعد.

ومن الراحة والمرونة في العمل والتمتع بجو هادئ وعدم الحاجة لارتداء ملابس رسمية أو خاصة بالعمل إلى العمل في بيئة مريحة تسمح بالقيام بالواجبات المنزلية والعناية بأفراد الأسرة أثناء العمل مرورا إلى توفير الوقت والجهد والمال جاءت مميزات نظام العمل من المنزل "أونلاين"، ليكسب العودة للعمل بوقت كامل داخل المؤسسات صعوبة بعض الشئ إلى أن يتم التكيف مرة أخرى عليه. 

وتجربة العمل"أونلاين" جديرة بالتحليل حيث يرى مراقبون أن العمل من المنزل نوع من العزل المنزلي دون صخب وعوادم سيارات، دون مناقشات جدلية تضيع الوقت والجهد، وتجربة تمنح الاستيقاظ في مواعيد جديدة أكثر راحة والعمل دون ملل أو مصارعة الوقت كي ينتهي، وأن من أهم إيجابياتها إنهاء البيروقراطية، وإهدار الوقت بالأحاديث الجانبية في مكان العمل، والبعد عن مشاحنات زملاء العمل، وتوفير الوقت المنقضي في المواصلات، وقلة الطلب على الإجازات، وتوفير نفقات على صاحب العمل من حيث شراء حواسب وتجهيز أماكن متسعة وبدل الانتقالات وبدل وجبات، وسعي العاملين للتطوير المستمر لأنهم ينافسون على مستوى أوسع وأكبر، وتمكين صاحب العمل من الاستعانة بكفاءات من خارج الدولة وعلى المستوى العالمي، وتحسين الإنتاجية، وتقليل نسبة مغادرة العاملين للعمل، وحل مشكلات المرور، والحفاظ على البيئة من التلوث.

وفيما يرى البعض أنها تجربة جديدة تحمل إيجابيات ومميزات لممارسيها فإن لها سلبيات كالشعور بالتكاسل بعد فترة زمنية وكذلك الشعور بالعزلة عن العالم الخارجي، فضلا عن صعوبة مراقبة الأداء والتشتيت الدائم و التأخير في العمل و العزلة وافتقاد الأصدقاء، قلة الإنتاج ، والإصابة بالملل نتيجة رتابة العمل اليومي والروتين، ما قَدْ يؤدى إلى الضجر والإهمال، والعمل ببطء ، وكذلك قلة اللياقة البدنية والابتعاد عن المجتمع وتحول الحياة تدريجيا الى حياة افتراضية.