الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.هبة شفيق تكتب: حي الأسمرات.. ونظرة أبعد للمستقبل

صدى البلد

"ساعدوا الناس" عبارة تضمنتها كلمة فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه للمرحلة الثالثة من حي الأسمرات، ربما هى عبارة بسيطة وسط عدد من المعلومات والأرقام والتوجيهات والرؤى، لكنها ذات مغزى عميق، ودلالة كبيرة لا يمكن بأي حال تجاهلها. عبرت تلك الكلمات عن جوهر توجيهات الرئيس للحكومة، والتي انعكست بالفعل على مدى ستة أعوام في خطط استراتيجية، ومشاريع قومية، وغيرها من المبادرات الهادفة لتنمية الإنسان على عدد من المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.


إن عددا كبيرا من المشروعات القومية أقامتها الدولة بهدف خدمة المواطن المصري ودعم وتعزيز النمو الاقتصادي، من مشروعات الاسكان، وتطوير الطرق والموافق، ومشروع الخط الثالث لمترو الانفاق والقطار المكهرب للربط بين محافظة القاهرة والمدن الجديدة من أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العاشر من رمضان، كل تلك المشروعات وغيرها سيكون لها مردود ملموس على الصعيد الاقتصادي، غير أن أحد أضخم المشروعات القومية هي تلك المشروعات التي تتسم بالطابع الإنساني لمبادرات التنمية وفي مقدمتها مشروعات تطوير العشوائيات والمناطق غير الآمنة والخطرة.


إن أهم مساعي الحكومة تتمثل في القضاء على العشوائيات والتجاوزات في البناء والمخالفات، وتوفير مسكن آدمي حضاري لائق للمواطن المصري والحفاظ على حياته وتنميته في جميع النواحي. فمشروعات كحي الأسمرات بالمقطم من خلال مراحله المختلفة، وروضة السيدة زينب، وأهالينا بالقاهرة، وبشاير الخير بالأسكندرية، والرويسات بجنوب سيناء، والقابوطي ببورسعيد، وعشش الصفيح بالسويس، والكندلية بالغربية، اتفقت جميعها على ضرورة إنشاء وحدات سكنية وتطويرها في كافة محافظات وأقاليم الجمهورية، وتحويل العشش غير الإنسانية إلى مبان سكنية حضارية مجهزة بالكامل لقاطني تلك المناطق مع توفير فرص العمل، والمواصلات، والمناطق الترفيهية، وكافة الخدمات اللازمة. 


لا شك أن الإنسان هو ابن المكان والمنطقة التي يقطنها، وإذا كانت ظروف الفقر والعوز قد جعلت البعض يغامرون بأرواحهم في العيش بمساكن غير آدمية،  وعشش غير آمنة، وبمناطق خطرة. إلا أن مبادرة السيد الرئيس تحوي نظرة مستقبلة بعيدة المدى، ولفته إنسانية رائعة، حيث تشمل أبعادًا مختلفة ذات تأثير على المجتمع المصري، لتنعكس البيئة الجديدة على قاطنى تلك الأحياء حيث السكن الدائم الآمن المجهز، وفرص العمل المتوفرة، والبيئة النظيفة الجيدة، ولتخلق إنسانا جديدا يشعر بالامتنان والأمان والإنسانية الكفيلين بتغيير أي إحساس سلبي بالحاجة والقهر، ويرتفع لديه قيمة الانتماء، ويزداد وعيه، وتتغير ثقافته وسلوكياته،  فلكل مواطن مصري الحق في حياة كريمة.