الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشياطين دمروا لبنان


لم تتعرض لبنان لفاجعة مثل التي حدثت يوم 4 أغسطس الجاري في مرفأ بيروت من قبل. حتى في عز الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990 ورغم ضراوة ووحشية هذه الحرب على لبنان الجميلة وتداعياتها، إلا إنها لم تفعل في بيروت ما فعله الانفجار الهائل في الميناء. والذي سمعت أصداؤه في قبرص وسجل مرصد الزلازل الأردني 4.5 درجة على مقياس ريختر وقت وقوعه.

 انفجار "مرفأ بيروت" والذي وصف بقنبلة نووية صغيرة، هو الأبشع للشعب اللبناني الشقيق طيلة العام البائس الأخير الذي قضاه مع الاحتجاجات والتردي والانهيار والإفلاس الاقتصادي.

خلف الانفجار الرهيب، نحو أكثر من 149 قتيل و5000 جريح وشرد ما لايقل عن 250-300 ألف لبناني بعدما دمرت شققهم وبناياتهم. وقال محافظ بيروت، مروان عبود، إن التقديرات المبدئية لانفجار بيروت تصل إلى نحو 15 مليار دولار.
 تكلفة فادحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وقد أدى الانفجار إلى تدمير نصف العاصمة بيروت، وإلى جرح هائل في نفوس اللبنانيين الذين انفجروا بمجرد رؤية الرئيس الفرنسي ماكرون يتجول بين أطلال الانفجار، يطلبون من باريس تخليصهم من الحكم الفاسد في بيروت ووقعوا بعشرات الآلاف على عريضة تطالب بعودة الانتداب الفرنسي على بيروت مرة ثانية. أملا في حياة مختلفة عن الذل الذي يعيشه اللبنانيين.
ما يحدث في لبنان شىء بشع مذ سنوات طويلة. لكننا سنقف أمام الانفجار الرهيب، وما تخلف عنه من أسئلة وما ظهرت عنه من معلومات وتفاصيل.
 بحسب اعتراف الحكومة اللبنانية، فإن الانفجار ناتج عن شحنة هائلة قاتلة تقدر بنحو 2750 من نترات الأمونيوم وصلت ميناء بيروت قبل 6 سنوات وبقيت في مكانها، حتى جاءت لحظة الانفجار. وتقول التحقيقات المبدئية إن الإهمال سبب الواقعة. لكن الرئيس ترامب، قال إن هناك احتمالية لوجود هجوم على الشحنة أدى لانفجارها واحتراقها بهذا الشكل. لبنانيون وقوى سياسية تؤكد أن "طرفا ما شرير" هو الذي أبقى على شحنة المتفجرات هذه طيلة السنوات الماضية في الميناء، ولم يريد أن يخرج بها الى مكان أكثر آمانا أو يتصرف فيها.
لكن ما صلة ميليشيا حزب الله وهذا هو ما يشغل العالم أجمع ويشغلنا؟
الصلة أن الشاحنة هذه وفق أغلب المعلومات الحقيقية، وهناك تخوفات من تزييفها تخص ميليشيا حزب الله، وأن ميليشيا حزب الله وطوال سنوات، لها نشاطات مريبة في ميناء بيروت وسبق ان استقبلت فيه شحنات أسلحة إيرانية أكثر من مرة. كما أن هناك لحزب الله محطة خاصة في المرفأ لا يقترب منها أحد.
حزب الله الذي رفع زورا شعار المقاومة لإسرائيل حتى يسيطر على كل لبنان وجرى ما جرى، رغم أنه ميليشيا ايرانية أسسها الحرس الثوري الإيراني في بداية الثمانينيات من القرن الماضي. له أكثر من 28 منصة إصلاق صواريخ داخل او بالأحرى في قلب العاصمة بيروت وشبكة أنفاق وسراديب هائلة في العاصمة بيروت يكدس فيها السلاح. وذلك وفق معلومات استخباراتية نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست وشبكة فوكس نيوز. وهو ما يعني سيطرة ميليشياوية بالعتاد والسلاح والذخائر على بيروت وميناءها من جانب ميليشيا حزب الله. والذي التزم وحكومته الصمت - حكومة حسان دياب-  ولم يخرج حتى بيان تعزية من جانب الضاحية الجنوبية يُعزي لبنان وأهلها في مصابهم الأليم.
صحيح أن التحقيقات لا تزال جارية فيما حدث في المرفأ، وأن الرئيس اللبناني ميشال عون طلب صورا جوية من الرئيس الفرنسي ماكرون والتي تلتقطها الأقمار الصناعية الفرنسية لما حدث وكيف حدث في ميناء بيروت.
 لكن كل الشواهد، تشير إلى يد ميليشيا حزب الله، وإلى حسن نصر الله هذا الرجل الإيراني الذي أعاد لبنان للعصور الوسطى تحت ظلال خطاب ديماجوجي طائفي لا أصل لهم ولا فصل، فحواه قضية إيران وثورة ايران ونشر مبادي الثورة الخمينية أما بيروت فبعيدة تماما عن اهتماماته.
والكلام أو تكرار أن حسن نصر الله موالي لإيران ليس جديدا على الاطلاق، ولكن التاكيد أن استمرار تبعية لبنان لهذه الميليشيا سيكون وبالا على البلد أكثر فأكثر. وحسنا قال ماكرون إن بيروت في حاجة إلى نظام سياسي جديد. يقصد حكومة لا تشارك فيها ميليشيا حزب الله ولا تدين بالولاء لإيران وتكون قادرة على التفاعل مع العالم.
هل يعقل أن لبنان وبعدما أعلن إفلاسه وعدم قدرته على سداد الديون، لا يزال حتى اللحظة رغم مرور قرابة عام، غير قادر على إبرام صفقة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي تنتشله من أزمته. والسبب أنه لا أحد عالميا يثق في حكومة دياب وهى الحكومة التي لا تزال في مكانها ولم تقدم استقالتها رغم المذبحة التي وقعت في ميناء بيروت.
ما يهمها البقاء والاستمرار في السلطة.. اما بيروت فإلى أي جهة تذهب أو تنهار لايهم!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط