تلقى الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا على صفحة دار الإفتاء الرسمية عبر موقع "يوتيوب"، بشأن هل ارتكاب معصية يبطل أثر باقي العبادات.
وأوضح قائلًا: "إن الثواب مسألة بيد الله، ولكن المسلم المطيع يكون عمله أقرب للقبول من المسلم العاصي".
وأضاف أن العبد إذا فعل معاصي وطاعات، وأتى بحسنات وسيئات، وزنت أعماله يوم القيامة، فإن رجحت حسناته فهو سعيد، وإن رجحت سيئاته فهو تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، واعلم كذلك أن الحسنات يذهبن السيئات، وكذلك السيئات لها أثر في إحباط الحسنات وإذهاب ثوابها.
وتابع: "إن من أدى الصلاة على وجهها أو أدى الصيام كما أمر أو تصدق بصدقة على الوجه المشروع قبلت منه، وكانت عبادته مسقطة للفرض فلا يطالب بقضائها لو كانت واجبة، ولكنه إن جاء بسيئات توازنها فقد تحبط تلك السيئات ثواب طاعته وتذهب أجرها".
تعرف على منافع ترك المعصية من أجل الله
إذا ترك الإنسان فعل المعصية فلا يخلو تركه لها إلا من ثلاثة أحوال، أولًا أن يترك المعصية خوفا من الله، فهذا مأجور على تركه لتلك المعصية، ثانيًا وأن يتركها مراءاةً للناس وطلبًا لمدحهم فهذا غير مأجور على تركه بل قد يأثم على ذلك لأن ترك المعصية عبادة والعبادة لا تكون إلا لله، ثالثًا أن يترك المعصية حياء من الناس فهذا لا إثم عليه لكنه قد يثاب على الترك إذا صاحب ذلك مقصد شرعي مما يحبه الله تعالى كأن يترك المعصية خشية أن يُقدح في الدعاة وأهل الدين.
وهناك منافع لمن ترك معصية من أجل الله، فسيكافئه الله ويأتيه من فضله ويعينه لقول الله عز وجل { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} ويبدل حاله أفضل مما تركه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير له).
كذلك من ترك معصية من أجل الله ينال ثواب الهجرة حيث وضح العلماء أن هجرة هذا الزمان هى هجرة العبد من المعصية إلى طاعة الله عز وجل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما حرم الله) و أن يجعل الله له مخرج من كل شر لقوله تعالى {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.
هل تكرار المعصية يمنع من قبول التوبة