الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النزاع المكتوم بين السراج وباشأغا يطفو إلى السطح .. هل هي المواجهة الحاسمة بين الوفاق وميليشيات الإخوان؟.. تفاصيل الصراع على السلطة بين مجموعات طرابلس ومصراتة

فايز السراج وفتحي
فايز السراج وفتحي باشاغا

محللون يصفون الصراع بين السراج وباشأغا بمنافسة بين رجلين على إرضاء تركيا
باشأغا حاول تهميش السراج والسيطرة على الشارع بميليشيات مصراتة
استياء في أوساط ميليشيات طرابلس من تحركات باشأغا وأوامره باستهداف قادتها

طفا إلى السطح في الآونة الأخيرة صراع على السلطة كان مكتومًا من قبل، بين رئيس وزراء حكومة الوفاق الليبية في طرابلس فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشأغا.

وحطت مساء اليوم في مطار معيتيقة بالعاصمة الليبية طرابلس طائرة وصلت من تركيا وعلى متنها وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشأغا، الموقوف عن عمله بقرار رئيس الحكومة فايز السراج، على خلفية احتجاجات ضد الفساد وتردي الأحوال المعيشية عمت شوارع طرابلس الأسبوع الماضي.


وكشفت التطورات الأخيرة تلك عن صراع مكتوم بين أجنحة حكومة الوفاق طفا إلى السطح مؤخرًا بفعل الموقف المتأزم في شوارع طرابلس، وتحاول كل من القوى المنحازة للسراج وتلك الموالية لباشأغا (وهي في معظمها ميليشيات إخوانية ولاءها أقرب لأنقرة) استغلال الحراك السياسي لإزاحة بعضهما من السلطة.

وفي تقرير صدر الشهر الماضي بصحيفة "عرب ويكلي الإماراتية الصادرة بالإنجليزية، نقلت عن مصادر سياسية داخل ليبيا وصفها النزاع بين السراج وباشأغا باعتباره حالة لرجلين "يتنافسان لإرضاء تركيا"، وتوقعت المصادر أن تغير هذه المنافسة خريطة ميزان القوى في غرب ليبيا، لجهة الحد من القوة المتنامية لـ "مجموعة مصراتة" بزعامة باشأغا، والتي تمارس السلطة بشكل ينطوي على قدر من العنجهية ويهدد صلاحيات السراج ونفوذه.

وكان باشأغا، الموصوف بأنه رجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القوي في ليبيا، وجه مذكرة لوزير المواصلات في 8 يوليو يطلب منه الحصول على إذن مسبق من وزارة الداخلية قبل السماح بإقلاع أو هبوط أي طائرة في مطارات ليبيا، معللًا ذلك بأن لديه معلومات استخباراتية تفيد بأن بعض العناصر الإرهابية تنوي مغادرة ليبيا على متن طائرات خاصة.

وأضافت الصحيفة أن تعليمات باشأغا أثارت مخاوف مكتومة بين أعضاء حكومة الوفاق، وكذلك قادة ميليشيات طرابلس الذين يشعرون بالاستياء من هيمنة ميليشيات مصراتة. واعتُبر هذا الإجراء بمثابة سابقة خطيرة تمهد الطريق لواقع جديد يكون باشأغا بمقتضاه الحاكم الفعلي الذي يمنح تصاريح السفر لوزراء ومسئولي حكومة الوفاق، وقادة الميليشيات وحتى القادة العسكريين.

وقال الناشط الليبي كمال المرعاش إن باشأغا اشترى طائرة خاصة لتنقلاته، بينما لا يريد السراج أن يطير وزير داخليته هنا وهناك بعيدًا عن رقابته، خاصة بعدما حقق باشأغا حلمه القديم ببسط سيطرة ميليشيات مصراته على العاصمة طرابلس وتهميش ميليشيات طرابلس، بما يمهد الطريق لإزاحة السراج نفسه والحلول محله في رئاسة الحكومة أو الهيمنة عليها فعليًا وتهميش السراج.

ولم يستبعد المرعاش في هذا السياق أن يكون السراج "قد أدرك هذا السيناريو أخيرًا وبدأ بتقييد سلطات وزير داخليته، بالدفاع عن مليشيات طرابلس وتأكيد شرعيتها لحمايتها من مشروع باشأغا لتفكيك هذه الميليشيات بحجة أن ذلك تم بالتنسيق مع السفارة الأمريكية".

ومن المتوقع بطبيعة الحال أن ينتهز باشأغا، المحسوب على جماعة الإخوان، هذه الفرصة لتشديد قبضته وقبضة ميليشيات مصراتة (مسقط رأسه) على مفاصل حكومة الوفاق، وإزاحة الميليشيات التي تقف حجر عثرة في طريق خططه تلك، وفي مقدمتها ميليشيات طرابلس في المقام الأول ثم ميليشيات الزاوية والزنتان.

وفي 20 مايو أرسل باشأغا مذكرة لمحافظ المصرف المركزي الليبي في طرابلس الصديق الكبير، طلب منه فيها وقف التعامل مع قادة ميليشيات معينة وتجميد أصولها وحساباتها، وأرفق معها قائمة تضم أسماء 34 مسئولًا في ميليشيات مختلفة في مدن طرابلس والزاوية وصبراتة يرغب في التخلص منهم وتحجيم نفوذهم بحرمانهم من الأصول المالية.

وأشعلت هذه التسريبات حالة من الفوران والاستياء في أوساط الميليشيات، وصلت إلى حد تبادل إطلاق النار بين ميليشيات وبعضها، وتجمع عدد من قادة الميليشيات أمام ديوان المصرف المركزي في العاصمة طرابلس احتجاجا على تجميد أصولهم، وسط مخاوف داخل الأجهزة الأمنية لحكومة الوفاق من تصاعد عنف الميليشيات المستبعدة من توزيع المزايا وشروعها في عمليات اغتيال انتقامية.

وأشارت مصادر إلى أن بعض الأشخاص في طرابلس من المقربين من باشأغا يتداولون قائمة بأسماء عشرات من أفراد الميليشيات الذين يقال إنهم مستهدفون بالاغتيال، كما ترددت أقاويل حول اعتقال عشرات من المنتسبين إلى كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري، الذي لا يخفي خلافاته مع ميليشيات مصراتة وغرفة العمليات العسكرية في طرابلس.

وتقول المصادر أيضًا إن من بين المجموعات المسلحة المستهدفة بالتفكيك والتهميش لواء النواصي بقيادة مصطفى قدور، والذي يتهمه فتحي باش أغا باختراق أجهزة مخابرات حكومة الوفاق ومؤسساتها، وكذلك ميليشيا باب تاجوراء بقيادة الأزهري فانان وميليشيا الدعم المركزي بقيادة عبد الغني الككلي.

-