الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجيب محفوظ وكرة القدم.. لولا عشقه للأدب لأصبح لاعبا في أكبر الأندية

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ


إن لم يتحدث نجيب محفوظ الأديب المصري صاحبة جائزة نوبل في الأدب عن عشقه لكرة القدم لم يكن ليصدق أحد أن الطفل نجيب كان مولعا بكرة القدم، بل كان ينظر إليه أن له مستقبل باهر في عالم الساحرة المستديرة إلا ان الأدب هو من خطفه من عالمه الخاص وزج به إلى عالم الأدب والروايات
خلال السطور التالية نستعرض حكاية نجيب محفوظ مع كرة القدم وكيف رأي فيها واقعا غير ذلك الذي يعيشه، البداية عندما شاهد فريقا مصري يهزم فريقا إنجليزي، حينها ادرك أن في الرياضة من الممكن أن ينكسر ناب الوحش الإنجليزي.

يقول نجيب محفوظ خلال إحدى القاءات عن فترة تعلقه بكرة القدم: «أصطحبني أخي وصديقا له لمشاهدة مباراة تجمع بين فريق مصري وآخر إنجليزي، كانت دهشتي كبيرة عندما فاز الفريق المصري، فقط كنت أعتقد حتى هذا الوقت أن الإنجليز لا ينهزمون حتى في الرياضة، رجعت يومئذ إلى البيت وذهني كله معلق بكرة القدم وبأسماء الفريق المصري الذي هزم الإنجليز، وخاصة قائد الفريق حسين حجازي نجم مصر ذائع الصيت في ذلك الوقت».

يقولون لكل منا نصيبا من اسمه، ولما كان صاحب جائزة نوبل اسمه نجيب فكان نجيبا إذ تعلم كرة القدم وأتقنه بسرعة تجعله في مصاف الموهوبين، يقول محفوظ: «تعلمت المبادئ الأساسية، بعدها انضممت إلى فريق (التيمبل) في المدرسة الابتدائية، وهو فريق الصغار وكان يوجد فريقا آخر للكبار، كانت الدراسة الابتدائية في ذلك الوقت لا تلتزم بسن محددة للالتحاق بها، فكنت تجد أطفال في عمر الثمان والتسع سنوات وشبابا تجاوز العشرين ولهم شوارب كبيرة».

بدأ مسيرته الكروية بخطة ثابتة وتشجيع ممن حوله، والتحق على الفور بعدد من الفرق لتثبيت مستواه والتعلم أكثر عن عالم كرة القدم للمحترفين قائلا: «في فريق التيمبل لعبت في مركز الهجوم وتحديدا في الجناح الأيسر، ورغم أنني لا أجيد اللعب بقدمي اليسرى، وكان ذلك المركز يحد كثيرا من حركتي إلا أنني كنت هدافا للفريق، ولما انتقلت إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية تغيير مركزي وأصبحت ألعب كقلب دفاع»، البعض توقع له أن يصل إلى درجة عالية من الاحتراف، بالتأكيد هذا الشاب سينضم إلى أحد الاندية الكبيرة.

تنبأ كل من رأى الطفل نجيب محفوظ وهو يلعب كرة القدم أنه سينضم إلى أحدى الفرق الكبرى وسيكون له شأنا في عالم الساحرة المستديرة، وقال نجيب عن تلك الفترة: «قد لا يصدق أحد أنني كنت في يوم من الأيام كابتن في كرة القدم، واستمر عشقي لها حوالي 10 سنوات متصلة، في أثناء دراستي بالمرحلتين الابتدائية والثانوية، ولم يأخذني منها سوى الأدب، ولو كنت داومت على ممارستها لربما أصبحت نجما من نجومها البارزين».

انتهت المرحلة الثانوية وفجأة خطف الطفل نجيب إلى عالم الأدب والقصص والروايات فلم يعد راغبا في لعب الكرة وانصرف اهتمامها عنها قائلا: «من هنا كانت دهشة زملائي عندما انتقلنا إلى الدراسة الجامعية ورفضت الانضمام إلى فريق الكرة بالجامعة، ومنذ ذلك الحين انقطعت صلتي بكرة القدم من ناحية الممارسة ثم انقطعت صلتي من ناحية المشاهدة بعد اعتزال حسين حجازي».