الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حولت هوايتها إلى مشروع فني.. صفية الغنام تجمع بين دراسة الطب والإبداع في فن الريزن.. وهذه قصتها

صفية الغنام تجمع
صفية الغنام تجمع بين دراسة الطب والإبداع في فن الريزن

على الرغم من دراستها للطب، إلا أن صفية الغنام ذات الـ21 عامًا قررت عدم التخلي عن شغفها بالرسم والفنون الجميلة، والذي تملك منها منذ طفولتها، وقد استغلت فترة الحظر كي تعمل على صقل موهبتها وتنميتها من خلال التعرف أكثر على مواد وخامات جديدة يمكنها استخدامها في مجالات مختلفة مثل تصميم الإكسسوارات أو إضفاء لمسات جمالية على اللوحات الفنية والتابلوهات.

وأطلقت صفية ابنة محافظة القاهرة في شهر مارس الماضي مشروعًا فنيًا خاصًا بها، حيث تروج لتشكيلة أعمالها الفنية المتنوعة الـ"هاند ميد‏" أو المصنوعة يدويًا، والتي تشمل لوحات أكريليك وإكسسوارات وساعات وتابلوهات وأدوات منزلية كالصواني، عبر صفحة أنشأتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتلاقي أعمالها بالفعل إعجابًا وإشادة من قبل متابعيها.

وتقول صفية الغنام لـ صدى البلد إنها تعشق الرسم منذ طفولتها، حتى أنها كانت في حيرة من أمرها أثناء تسجيل رغباتها في تنسيق القبول بالجامعات ما بين كليتي الطب والفنون الجميلة، لكنها خلصت إلى دراسة الطب وأن تكون الفنون هواية لها تصقلها من خلال الدورات التدريبية.

وكان من الصعب عليها بعد التحاقها بكلية الطب جامعة عين شمس مواصلة هواية الرسم إلى جانب دراستها، لكن أزمة كورونا وإجراءات الحظر التي فُرضت للسيطرة عليها أتاحت لها الفرصة للعودة إلى هوايتها وتطويرها، حيث أشارت إلى أنها التحقت بدورة تدريبية في مارس الماضي خاصة بـ فن "الريزن"، مضيفة أنها كانت تشاهد مقاطع فيديو حول هذا الموضوع منذ حوالي عامين، لكن لم يكن لديها وقت كاف للتعمق فيه فضلًا عن أنه لم يكن لديها فكرة كيف يمكنها البدء في التدرب عليه أو أين يمكنها إيجاد الخامات المستخدمة، وكانت الدورة التدريبية بمثابة فرصة للتعرف أكثر على هذا الفن.

ورغم أن مدة الدورة كانت 3 ساعات فقط إلا أن الفكرة حظيت باهتمامها لدرجة أنها قامت بالفعل بشراء خامات وعقدت النية على أن تبدأ في إعداد لوحات باستخدام مادة الريزن بعد أن بدأت فترة الحظر؛ وأكدت صفية أن "حظر كورونا أداني الفرصة أني أبدأ المشروع".


فن الريزن.. ما المقصود به؟

مادة الريزن هي عبارة عن مادة كيميائية سائلة شفافة، تأتي مصنعة كيميائيًا أو من الأشجار، وبعد ذلك يضاف إليها "Hardener" أو "مصلب" بحيث تتصلب وتأخذ شكل الإطار الموضوعة به سواء كان كوبًا أو لوحة أو قطعة إكسسوار مثلًا.

يمكن استخدام مادة الريزن لعمل رسومات وصور فنية إلى جانب العديد من الخامات الأخرى مثل ألوان الأكليرك والحبر والألوان المائية وغيرها، حيث أنه من خلال إضافة الألوان إلى هذه المادة يمكن خلق تأثيرات ولمسات فنية تضفي طابعًا جماليًا على العمل الفني باختلاف شكله أو طبيعته.

تنمية هواية الرسم وتحويلها إلى مشروع فني:

أكدت صفية خلال حديثها لـ صدى البلد أن تدربها على استخدام مادة الريزن لم يستغرق وقتًا طويلًا بعد انتهائها من الدورة التدريبية، خاصة وأنها رسامة في الأساس ولديها فكرة وخلفية عامة عن الموضوع، فكان الأمر بالنسبة إليها أشبه برسم لوحة كما اعتادت، لكن مع إضافة مادة الريزن، وفي حال كانت النتيجة مرضية بالنسبة إليها فإنها تشارك اللوحة عبر صفحتها على "فيسبوك".

وأضافت أنه كانت هناك في البداية تجارب عديدة في استخدام الريزن فشل بعضها وأُهدرت خامات قبل أن تتمكن من إتقان استخدام المادة.

وأشارت كذلك إلى أنها تعمل في تصميم وتصنيع الإكسسوارات منذ فترة بالفعل، كما ترسم بالرصاص والأكريليك وخامات أخرى مختلفة، وهو ما ساعدها على التنويع في أعمالها؛ وكانت في البداية تعرض أعمالها على صفحتها الشخصية قبل أن تقوم بإنشاء صفحة خاصة لأعمالها الفنية، والتي أطلقت عليها اسم "Alchemy Arts".

وأوضحت طالبة كلية الطب أن هناك عددًا من الأسباب التي دفعتها للتفكير في هذا المشروع، من بينها رغبتها في ممارسة هواية تحبها إلى جانب دراستها، بحيث لا يكون اهتمامها منصبًا بالكامل على الدراسة، كما أنها تسعى إلى نشر البهجة من خلال رسوماتها ولوحاتها ذات الألوان المبهجة التي يغلب عليها طابع المناظر الطبيعية بشكل عام والتي تدمج فيها ما بين الأكريليك والريزن، ويمكن لمن تعجبه أي من اللوحات أو الأعمال التي تبتكرها أن يشتريها ويقدمها كهدية لصديق أو لنفسه.

تحويل الرصاص إلى ذهب:

اسم "Alchemy- الخيمياء" يُقصد به أحد العلوم القديمة، وقد حاول الخيميائيون قديمًا تنقية مواد معينة والوصول بها إلى الكمال، وكان من ضمن أهدافهم المشتركة تحويل المعادن الرخيصة مثل الرصاص إلى ذهب.

وقالت صفية إن سبب اختيارها بهذا الاسم لصفحتها على "فيسبوك" هو إعجابها بفكرة "Alchemy"، موضحة أنه على الرغم من كون فكرة تحويل الرصاص إلى ذهب تعد علميًا مستحيلة، لكن في رأيها فإن هذا هو ما يفعله الفن، حيث يمكن استخدام قلم رصاص في رسم لوحة قد تكون قيمتها أغلى من الذهب في نظر الشخص المهداة إليه، وكذلك يمكن تحويل مادة شفافة سائلة تُخرج غازات سامة إلى لوحة مبهجة وآمنة أو قطعة إكسسوار أو طاولة أنيقة عن طريق الفن.

صعوبة استخدام مادة الريزن:

يتطلب استخدام مادة الريزن سواء في الإكسسوارات أو اللوحات وغيرها مجهودًا ذهنيًا ووقتًا حيث يمكن أن يستغرق إعداد قطعة واحدة فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين، كما هو الحال في الصواني على سبيل المثال؛ وذكرت صفية أن إعداد لوحات المناظر الطبيعية يمكن أن يستغرق منها ما بين 3 إلى 5 ايام، أما بالنسبة إلى الإكسسوارات فإنها عادة ما تستغرق وقتًا أقل، لكنها تتطلب مجهودًا ذهنيًا أكبر لأن العمل عليها يتطلب دقة، حتى أنها تستخدم "خلة الأسنان".


تطوير فكرة المشروع الفني:

أوضحت صفية أنها تفكر في إمكانية تطوير فكرة مشروعها الفني من خلال البدء في تصميم أشكال جديدة كالطاولات الصغيرة، ذلك إلى جانب أنها تعمل فعليًا على تقديم دورات تدريبية حول فن الريزن وأساسيات استخدام هذه المادة والخامات المختلفة التي يمكن استخدامها مع المادة الكيميائية.

وقد قدمت بالفعل مؤخرًا دورة تدريبية حرصت على تقسيمها إلى جزئين (نظري وعملي)، بحيث توضح احتياطات الأمان أثناء العمل بمادة الريزن والخامات المستخدمة وأماكن شرائها قبل بدء التطبيق العملي على كيفية استخدام الخامات وإخراج تصميم بشكل احترافي، وهي تخطط لمواصلة تقديم دورات تدريبية في هذا المجال في الوقت الراهن.

وبالنسبة لإمكانية استمرار المشروع بعد عودتها للدراسة، أشارت صفية إلى أن هذه النقطة تشغل بالها بالفعل، حيث أنها تخشى أن تواجه صعوبة في المواصلة حال توقفت مؤقتًا خلال فترة الدراسة، وتخشى أيضًا أن تفقد التفاعل الذي تحظى بها صفحتها على "فيسبوك"، لذلك فهي تنوي التفكير في قطع فنية تستغرق وقتًا أقل، بحيث تمارس هوايتها ولو ليوم واحد في الأسبوع بجانب دراستها.