سنوات طويلة وأياما اعتبر خلالها المعامل الطبية، ملجأه ومسكنه وحياته، يجلس داخلها منكبًا على أبحاثه؛ حتى ترسو سفينة أفكاره العلمية،نحو بر نجاة لمرضى سرطان الكبد،من الرجال؛ ليعتق رقابهم من الموت به، فتلك هي الدائرة التي يسير بداخلها الطبيب المصري "ماركو ويليام".
بذرة طبية غرست في كلية الطب جامعة المنيا ونمت في جامعة "نيو
كاسل" ببريطانيا، حيث حصل "ماركو" على درجة الدكتوراه، خلال منحة
دراسية من برنامج "نيوتن مشرفة" الذي يديره المجلس الثقافي البريطاني
بالتعاون مع الإدارة المركزية للبعثات.
استطاع "ماركو" أن يثبت كفاءته داخل جامعة نيوكاسل التى تشتهر بمعالجة أمراض الكبد المزمنة، ليبعد خطوة واحدة عن جائزة "نيوتن" والتيتقدر قيمتها بـ 200 ألف جنيه إسترليني، فقد وقع عليه الاختيار ليكون المصري المرشح للحصول على تلك الجائزة.
اقرأ أيضًا:
أسرار الأميرة.. ديانا كانت تحب رجل آخر وخططت للهجرة معه
الفراغ الكبير.. غموض بالهرم الأكبر يتطلب هدمه
أحلام وأماني رسمها الطبيب المصري في حال حصوله على تلك الجائزة، فيقول:" فى حالة الفوز سأستخدم نصف الأموال لتأسيس مؤسسة بحثية فى صعيد مصر "نايل كان" أو "النيل يستطيع" لدعم العلماء الشباب بالمعدات اللازمة لتحفيز الابتكار والبحث العلمي ومخرجاته".
وفي سرد الاحلام أكمل "ماركو" :"سوف تنشئ "نايل
كان" بنك حيوي لعينات من مرضى السرطان المزمن؛ لإجراء مزيد من الأبحاث على الأمراض
المزمنة حول العالم"، أما عن النصف الآخر من الجائزة :" سيمول النصف الآخر من الجائزه تعاونًا بين جامعة المنيا وجامعتى برمنجهام
وكامبريدج بالمملكه المتحدة، وذلك لمواصلة العمل المختبرى للوقايه من سرطان
الكبد".
نجاحات "ماركو" في المجال البحثي كانت قد بدأت منذ دراسته، حيث نجح خلال فترة دراسته
فى المملكة المتحدة في الدفع بمشروع تعاوني بين جامعتي المنيا ونيوكاسل حول توصيف
تنبؤات جديدة لمناعة الدم التى تتطور لسرطان الكبد لدى مرضى الكبد الدهني، وسيتم
نشر البحث المشترك قريبًا.
جهد شاق يبذله "ماركو" من أجل أبناء عمومته في المقام الأول قبل
العالم، فقد يعد سرطان الكبد من أكثر المشاكل الصحية صعوبة في
مصر.
فيما قالت "إليزابيث وايت"
مديرة المجلس الثقافي البريطانى فى مصر "لقد ساهمت شراكة نيوتن مشرفة خلال
السنوات الخمس الماضية بشكل كبير في قاعدة العلوم في مصر والمملكة المتحدة، والتي
بدورها لها تأثير على الاقتصاد والرفاهية في كلا البلدين".
وتعتبر مصر واحدة من الدول العربية التى رفعت مستوى إنفاقها المحلي على البحث والتطوير في السنوات الأخيرة، حيث استثمرت 0.71٪ من الناتج المحلي الإجمالي في البحث والتطوير في عام 2016 ، وهو ما يقرب من ضعف أرقام عام 2010 ، ويأتى هذا وفقًا لتقرير اليونسكو للعلوم لعام 2016