الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مراد ومزيكا وطربقها


إن كان السؤال ماذا فعلت مجلة عالم الكتاب بنشر صورة الكاتب الشاب أحمد مراد على غلافها؟! فالإجابة أنها فعلت الكثير أقلها تذكير القارئ بأنه هناك مجلة اسمها "عالم الكتاب" أساسًا فكثيرون لا يعرفون أن هناك مجلة تحمل هذا العنوان تصدر عن جهة ثقافية حكومية يا الله... وكمان مازال هناك جهات ثقافية وحكومية كمان؟! يا راجل ده احنا نسينا كلمة ثقافة حتى الأفلام الثقافية موضتها بطلت فأين كانت مجلة عالم الكتاب قبل هذا الغلاف؟!

أين كانت من مشاكل الكتب والكتاب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية؟! لا اذكر متى بالضبط آخر مرة وقعت عيني على عنوان المحلة عند باعة الصحف فضلا عن وقوعها تحت يدي ليست هى وحدها بل كل الإصدارات الثقافية الرسمية والسلاسل سواء في دراسات أو قصص أو شعر  أو مجلات فالصحافة الثقافية المتخصصة اختفت من السوق منذ فترة طويلة ولا حجة لتراجع الصحافة الورقية أمام سيول الإلكترونية، فحتى الإلكترونية في هذا المجال لا وجود لها لا رسميا ولا عرفيا فليس ثمة ما يهتم بالثقافة ولا بالمثقفبن لا كتابا ولا قراء، لكن مازالت هناك وزارة ثقافة بهيئاتها التقليدية باقية في مبانيها كنوع من "برو العتب" فطبعا سيعيب الدولة عدم وجود مثل هذه الكيانات التى تعبر عن الثقافة ولذلك ستبقى هناك وزارة وهيئات وسلاسل إصدارات كتب ومجلات ولذلك كان العجب عندما ظهرت صورة الكاتب أحمد مراد على الغلاف فتساءل الناس وما عالم الكتاب؟! وما الكتاب نفسه وما الكتاب أنفسهم؟!

فقد يعود القارئ لمجلة مهجورة  بسبب هذه الصورة وقد يمد المواطن يده ليلتقط المجلة من على فرش الجرائد تمامًا كما يلتقط كتب أحمد مراد من ستاندات الكتب، فمراد صاحب أعلى الأرقام توزيعا في رواياته التى تغرق السوق وله زبونه المضمون الذي يبحث عن مؤلفاته في كل مكتبة وعلى كل فرش فلعل المجلة تنتقل إليها العدوى وتنقلها بدورها إلى بقية المهجور من السلاسل الثقافية ويتحقق المراد من رب العباد ببركة صورة أحمد مراد.

لكن السؤال التالى ماذا عن العدد القادم وماذا عن بقية الكتاب والمبدعين الذين لووا رؤوسهم ما بين غيران وجيران وقرفان؟! فمن هو أحمد مراد وماذا قدم الوسط الثقافي ولعالم الكتاب الحقيقي؟!

سؤال حقيقي واقعي مباشر.. سيقولون لك إنه يكفى أنه جعل الشباب يقرأون في كتب ومرتبطين بالكتاب الورقي.. وهذا حق وايم الله.

فقد تدخل غرفة شاب فلا تجد فيها غير كتب أحمد مراد وأحمد خالد توفيق ونبيل فاروق والثلاثة رغم وجود تباين بينهم إلا أن هناك خيطا رفيعا يربط بينهم يراه البعض متمثلا في بساطة بعيدة عن تعقيدات بعض الكتابات الثقافية وتقعيرات المؤلفين والنقاد والقراء المثقفين، ويراه البعض صانعا لتفاهة متعمدة وقاصدا تسطيحا ممنهجا، ويراه البعض موضة و"تيب" خاص بتيار موجود ومرحب به في وسط القراء وليس لأحد أن يفرض ذوقه على أحد وبينهم وبيننا السوق.

وبالطبع فآليات السوق الثقافية تخضع لقواعد السوق التجارية والتجارة شطارة والشطارة أن تأتى بالزبون إلى باب متجرك أو مكتبتك ليشترى بضاعتك التى يجظفي البحث عنها وقد يتحايل عليك لتخرجها من الأدراج السفلية لتبيعها له، فالعملية عملية جذب والثقافة داي نشاط تجاري تخضع لفن سياسة العرض والإعلان.

أو حسب تفسير المعلم "طربقها" الجزار في مسرحية "المتزوجون" للسياسة في درسه لصبيه الولا مزيكا بإنك "لما تلاقى الزبون كابس عليك تعممه  وتعكمه اللحمة الجملي على أنها بتلو"، وهكذا انتصرت رؤية المعلم طربقها ونجح مزيكا في تعميم الزبون وتعكيمه باللحمة الجملي وتشترى أو لا تشترى تلك هي المسألة يا عم الحاج هاملت.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط