الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيهاب كاسب يكتب: كنت مستشارا لروتاري مصر

صدى البلد

خلال قرابة 5 أعوام عملت فيها مُحررًا صحافيًا مُتخصص في شؤون المجتمع المدني، صادفتني الكثير من الأخبار حول منظمة الروتاري في مصر، منها شائعات سلبية وعشرات الأخبار التي لا يمكن وصفها بالإيجابية بقدر وصفها بالإنسانية، لم ألتقي أي من العاملين في المنظمة خلال كُل هذه السنوات وحتى يوليو من العام الماضي، حين علمت بترشيحي للعمل مُستشارًا إعلاميًا لمحافظ المنطقة الروتارية الجديد، وهو الدكتور شريف والي، واحد من أهم القامات  في مصر، على الفور قَبلت وشَرُفت بالعمل إلى جوار هذا الرجل الوطني الذي أجله واحترامه كثيرًا. 

وحتى قبول هذا العرض، لم أكن أعرف جيدًا بتفاصيل الأنشطة والخدمات التي تقدمها المنطقة الروتارية، هُنا بدأت في رحلة البحث عن المنظمة، وتاريخها وشكلها وهيكلتها وتفاصيل أخرى متعلقة بمبادئها وآلية الإنضمام إليها ومصادر التمويل وغيرها، وبدأت رحلة الاستكشاف والعمل معًا، والتي تزامنت وتاريخًا مُميزًا وفارقًا في عُمر المُنظمة حيث تزامن عملي مُستشارًا إعلاميًا لها بمرور 90 عامًا على تواجدها في مصر. 

في الحقيقة فوجئت بحجم العمل الخيري والإنساني الذي نفذتها المنطقة الروتارية 2451 تحت قيادة ورعاية وفي عهد محافظها الدكتور شريف والي خلال العام الروتاري 2019/2020، وهي جُملة لا يُمكن حصرها من الخدمات التي قُدمت للمواطنين لاسيما الأشد احتياجًا وفي المناطق الأكثر فقرًا في كافة المحافظات المصرية عبر 110 من الأندية الروتارية إلى جانب اللجان النوعية المختلفة.

فلم يكن تضامن المنطقة الروتارية ولجانها النوعية وأنديتها على مستوى الجمهورية مع المواطنين في مختلف الأزمات التي حلت عليهم بداية من السيول والأمطار التي عصفت بالعديد من المنازل والأراضي فألحقت الخسائر المادية والبشرية وصولًا لأزمة فيروس كورونا التي هددت الجميع وخلفت ضررًا بالغًا بأصحاب المشروعات كما تسببت في تعطل مصدر رزق الآلاف من العماله غير المنتظمة، فالتضامن لم يكن بالشجب والبيانات الصحفية، بل بالدعم العيني والمادي والغذائي، لم يكن للمواطنين فحسب، بل وصل إلى الدولة من خلال دعم جهود وزارة الصحة، حيث أطلقت المنطقة أكبر مبادرة من روتاري مصر لدعم المستشفيات المركزية والأطباء في مواجهة فيروس كورونا من خلال توفير عدد كبير من الأجهزة مثل التنفس الصناعي وكميات كبيرة من مواد التعقيم والتطهير فضلًا عن القفازات وبدل الوقاية الطبية وعربات الرش التي قدمتها المنطقة لعدد من المحافظات للمساهمة في تطهير الأحياء والشوارع والمناطق والمؤسسات الحكومية. 

سلسلة من القوافل الطبية جابت المحافظات،  بدأت من أسوان  إلى محافظة الجيزة ، آلاف العمليات الجراحية التي أجريت لمرضى من أصحاب الدخول المحدودة وآلاف الأدوية التي وزعت عليهم وكشوفات وفحوصات طبية بالمجان، إضافة إلى انشاء أول مدرسة للروتاري بمحافظة الفيوم، والمساهمة في تطوير البنية التحتية في عدد من القرى الأكثر فقرًا والتي تضمنت تطويرًا للمدارس والوحدات الصحية وتوصيل المياه للمنازل فضلًا عن تعريشها وتركيب أسقف آدمية وعمل الدهانات والألوان اللازمة لإدخال البهجة على أصحابها، وإطلاق عشرات المبادرات لدعم المرأة المعيلة من خلال مساعدتهم في إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تستطيع أن تؤمن لهم حياة كريمة، وهي من المبادرات التي جائت في سياق سعي المنطقة لدعم جهود الدولة في تحقيق استراتيجية التنمية مصر 2030 وتنفيذًا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "حياة كريمة".

في النهاية، لا يسعني إلا توجيه الشكر لكُل أعضاء وقيادات المنطقة الروتارية، عام مضى معكم في دعم جهود الدولة نحو تحقيق التنمية، نحو مساعدة المحتاجين في تحسين حياتهم والمساهمة في تأمين حياة كريمة لهم، تسعون عامًا مرت على المنطقة الروتارية في خدمة المجتمع، والقادم سيكون أكثر بكثير مما مضى، كُل الشكر للجميع، لكُل الداعمين والممولين والمتطوعين والمساهمين في تنفيذ الأنشطة والفعاليات الخيرية، كُل الشكر لثلاثة أشخاص عملت معهم عن قرب خلال العام الروتاري 2019/2020، في مقدمتهم الدكتور شريف والي محافظ المنطقة، الأستاذة هالة فتحي مساعد المحافظ، والدكتورة نور الزيني رئيس نادي روتاري كايرو رويال، وفريق العمل هدير حامد ومنى شعلان، والصحفيين في مختلف المواقع الإخبارية الذين يؤمنون بدور الروتاري في خدمة المجتمع المصري، مع كُل التمنيات لقادة المنطقة الروتارية خلال عامهم الجديد بالتوفيق في جهودهم نحو مساعدة وخدمة المواطنين ومساندة الدولة في تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة.

-