الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة جمع القرآن وكيفية كتابته عند نزوله

جمع القرآن الكريم
جمع القرآن الكريم

قال الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أول من جَمع القرآن الكريم، وليس أبوبكر الصديق.

وأضاف «أبوبكر» في تصريح له، أن القرآن الكريم جُمع في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحفظه في صدور الصحابة رضي الله عنهم، كما أنه كُتب على الصحف المُتفرقة بأمرٍ من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان يُكتب على جريد النخل، والحجارة الرقيقة، والأوراق وقطع الأديم من الجلد وعظام الأكتاف والأضلاع، ثم كان يُوضع الذي تمّ كتابته في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما توفي ترك القرآن مجموعًا عند أُمنا حفصة -رضي الله عنها-.

جمع القرآن في عهد أبي بكر:
وتابع: إنه بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- استمرت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وبضعة أشهر، وحدثت أثناء خلافته العديد من الأحداث المصيرية، ومنها ما كان من أهل الردة، وما ترتب على ذلك من المعارك والحروب، ومن المعارك التي جرت في عهده معركة اليمامة التي استشهد فيها عددٌ كبيرٌ من الصحابة رضي الله عنهم، وكان من بينهم سبعون قارئًا للقرآن الكريم، ممّا كان له أثرٌ كبيرٌ في نفوس الصحابة، وجعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقترح على أبي بكر الصديق جمع القرآن خوفًا من ضياعه بموت الحفّاظ والقرّاء، فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أوّل من جمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحد.

واستدل بما روى الإمام البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في حادثة جمع القرآن، فقال: «أَرسَل إليَّ أبو بكرٍ مقتَلَ أهلِ اليمامةِ، وعِندَه عُمَرُ، فقال أبو بكرٍ: إنَّ عُمَرَ أتاني فقال: إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليمامةِ بالناسِ، وإني أخشى أن يَستَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ في المواطنِ، فيذهَبُ كثيرٌ منَ القرآنِ، إلّا أن تَجمَعوه، وإني لأرى أن تَجمَعَ القرآنَ، قال أبو بكرٍ: قلتُ لعُمَرَ: كيف أفعَلُ شيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم» وكان زيد بن ثابت المكلّف بجمع القرآن بأمر من أبي بكر.

جمع القرآن في عهد عثمان:

وواصل: أنه اتسعت الفتوحات الإسلامية بعد تولي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أمر خلافة المسلمين، مما أدى إلى انتشار رسالة الإسلام في العديد من الأقطار والبلاد، وكانوا المسلمون في كلّ منطقة يتعلّمون قراءة القرآن من الصحابيّ المشهور بينهم، مما أدى إلى الاختلاف في وجوه القراءة بين أهل المناطق فيما بينهم، ووصل الأمر في ذلك إلى الشقاق والنزاع بين المسلمين في مختلف الأقطار، وكان ذلك بسبب الجهل بأنّ القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف، وكان ذلك من أهمّ العوامل التي جعلت عثمان بن عفان رضي الله عنه يجمع القرآن على مصحفٍ واحدٍ يجمع بين كلّ القرّاء.

وأردف: وروى ذلك الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «أنَّ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ قدِم على عُثمانَ، وكان يُغازي أهلَ الشامِ في فتحِ أرمينِيَّةَ وأذرَبيجانَ معَ أهلِ العراقِ، فأفزَع حُذَيفَةَ اختلافُهم في القراءةِ، فقال حُذَيفَةُ لعُثمانَ: يا أميرَ المؤمنينَ، أدرِكْ هذه الأُمَّةَ قبلَ أن يَختَلِفوا في الكتابِ، اختِلافَ اليهودِ والنصارى. فأرسَل عُثمانُ إلى حفصةَ: أن أرسِلي إلينا بالصحُفِ ننسَخُها في المصاحفِ ثم نَرُدُّها إليكِ، فأرسَلَتْ بها حفصةُ إلى عُثمانَ، فأمَر زيدَ بنَ ثابتٍ، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ، وسعيدَ بنَ العاصِ، وعبدَ الرحمنِ بنَ الحارثِ بنِ هشامٍ، فنسَخوها في المصاحفِ»، مضيفًا: فنسخ عثمان رضي الله عنه المصاحف وأرسلها إلى البلدان، وأمر بالالتزام بها.

اقرأ أيضًا:

آداب تلاوة القرآن الكريم
هناك أمور مستحبة عند تلاوة القرآن الكريم، ومنها أولًا أنه يستحب البكاء عند قراءة‏ القرآن الكريم،‏ مستدلًا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، وَتَغَنَّوْا بِهِ، فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا».

ومن آداب تلاوة القرآن الكريم البكاء أثناء قراءة القرآن يأتي عند إحضار التأمل والجدية والتدبر في كلام رب العالمين من عهود ومواثيق ووعد ووعيد ومبادئ فإن هذا يؤدي إلى الخشوع والاهتمام بالأمر‏.‏

آداب تلاوة القرآن الكريم
ثانيًا أن من آداب قراءة القرآن أن يراعي حق الآيات‏،‏ فإذا مر بآية سجدة سجد‏،‏ وإذا مر بآية عذاب استعاذ‏،‏ وإذا مر بآية رحمة دعا الله سبحانه وتعالى أن يكون في رحمته‏.

آداب تلاوة القرآن الكريم
ثالثًا أن من آداب تلاوة القرآن أن يبدأ تلاوته بقوله‏:‏ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم‏، لقوله تعالى‏: «فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» [النحل:98]، رابعًا وليقل عند فراغه من القراءة‏:‏ صدق الله العظيم كما نص عليه الإمام الغزالي في كتاب‏ «آداب تلاوة القرآن»‏ وذلك امتثالًا لقوله تعالى‏: «قُلْ صَدَقَ اللهُ» [آل عمران:95].‏

خامسًا أن من آداب تلاوة القرآن الجهر بالقراءة والإسرار بها‏، ولكل موطنه وفضله شأن ذلك شأن الصدقة كما ورد في مسند أحمد وأبي داود والترمذي والنسائي حديث «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة‏،‏ والمسر به كالمسر بالصدقة»، وذلك من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه‏.

آداب قراءة القرآن الكريم
سادسًا أن من آداب تلاوة القرآن تحسين القراءة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ «زينوا القرآن بأصواتكم» أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه‏.

ثواب قراءة القرآن الكريم.
 قراءة القرآن الكريم وتلاوته لها ثواب كبير فقد قال جل وعلا: «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ» حيث فيها أجر مضاعف والشفاعة في الآخرة.

قارئ القرآن من أعلى الناس درجة، فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها.
قارئ القرآن تحت ظل رحمة الله وسكينته فقلبه نور يُضيء له يوم القيامة.
القرآن شفيعه في الآخرة فلا يخشى الفزع الأكبر.
قارئ القرآن في أعالي الجنة وهو من أسباب رحمة الوالدين.
دعوة الملائكة لقارئ القرآن بالرحمة والمغفرة.
النجاة في الشدائد فقارئ القرآن مستمسك بالعروة الوثقى، ويتمنّى الصالحون درجته فهو من خاصة الله.
شهادة رسول الله لقارئ القرآن يوم القيامة فهو من القانتين الذاكرين عند الله.
ابتعاد الشيطان عن قارئ القرآن فهو يُنير عقله وقلبه بالحكمة.
لقارئ القرآن قبس من النبوة بدون الوحي، كما أن من يُجيد تلاوته هو مع السفرة الكرام يوم القيامة.
في قراءة القرآن الخير والبركة وخشوع النفس وصفائها.
استجابة الله لدعاء قارئ القرآن منّة وكرمًا.

فضل قراءة القرآن
لقراءة القران فضلٌ عظيم؛ فهو نورٌ يضيء دروبنا بالإيمان، ونرفع به درجاتنا، فإنّ لقارئ القرآن الأجر العظيم من عند الرحمن، كما ورد في حديث روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ». أخرجه البخارى.