قال الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أول من جَمع القرآن الكريم، وليس أبوبكر الصديق.
وأضاف «أبوبكر» في تصريح له، أن القرآن الكريم جُمع في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحفظه في صدور الصحابة رضي الله عنهم، كما أنه كُتب على الصحف المُتفرقة بأمرٍ من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان يُكتب على جريد النخل، والحجارة الرقيقة، والأوراق وقطع الأديم من الجلد وعظام الأكتاف والأضلاع، ثم كان يُوضع الذي تمّ كتابته في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما توفي ترك القرآن مجموعًا عند أُمنا حفصة -رضي الله عنها-.
جمع القرآن في عهد أبي بكر:
وتابع: إنه بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- استمرت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وبضعة أشهر، وحدثت أثناء خلافته العديد من الأحداث المصيرية، ومنها ما كان من أهل الردة، وما ترتب على ذلك من المعارك والحروب، ومن المعارك التي جرت في عهده معركة اليمامة التي استشهد فيها عددٌ كبيرٌ من الصحابة رضي الله عنهم، وكان من بينهم سبعون قارئًا للقرآن الكريم، ممّا كان له أثرٌ كبيرٌ في نفوس الصحابة، وجعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقترح على أبي بكر الصديق جمع القرآن خوفًا من ضياعه بموت الحفّاظ والقرّاء، فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أوّل من جمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحد.
واستدل بما روى الإمام البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في حادثة جمع القرآن، فقال: «أَرسَل إليَّ أبو بكرٍ مقتَلَ أهلِ اليمامةِ، وعِندَه عُمَرُ، فقال أبو بكرٍ: إنَّ عُمَرَ أتاني فقال: إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليمامةِ بالناسِ، وإني أخشى أن يَستَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ في المواطنِ، فيذهَبُ كثيرٌ منَ القرآنِ، إلّا أن تَجمَعوه، وإني لأرى أن تَجمَعَ القرآنَ، قال أبو بكرٍ: قلتُ لعُمَرَ: كيف أفعَلُ شيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم» وكان زيد بن ثابت المكلّف بجمع القرآن بأمر من أبي بكر.
جمع القرآن في عهد عثمان:
وواصل: أنه اتسعت الفتوحات الإسلامية بعد تولي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أمر خلافة المسلمين، مما أدى إلى انتشار رسالة الإسلام في العديد من الأقطار والبلاد، وكانوا المسلمون في كلّ منطقة يتعلّمون قراءة القرآن من الصحابيّ المشهور بينهم، مما أدى إلى الاختلاف في وجوه القراءة بين أهل المناطق فيما بينهم، ووصل الأمر في ذلك إلى الشقاق والنزاع بين المسلمين في مختلف الأقطار، وكان ذلك بسبب الجهل بأنّ القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف، وكان ذلك من أهمّ العوامل التي جعلت عثمان بن عفان رضي الله عنه يجمع القرآن على مصحفٍ واحدٍ يجمع بين كلّ القرّاء.
وأردف: وروى ذلك الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «أنَّ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ قدِم على عُثمانَ، وكان يُغازي أهلَ الشامِ في فتحِ أرمينِيَّةَ وأذرَبيجانَ معَ أهلِ العراقِ، فأفزَع حُذَيفَةَ اختلافُهم في القراءةِ، فقال حُذَيفَةُ لعُثمانَ: يا أميرَ المؤمنينَ، أدرِكْ هذه الأُمَّةَ قبلَ أن يَختَلِفوا في الكتابِ، اختِلافَ اليهودِ والنصارى. فأرسَل عُثمانُ إلى حفصةَ: أن أرسِلي إلينا بالصحُفِ ننسَخُها في المصاحفِ ثم نَرُدُّها إليكِ، فأرسَلَتْ بها حفصةُ إلى عُثمانَ، فأمَر زيدَ بنَ ثابتٍ، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ، وسعيدَ بنَ العاصِ، وعبدَ الرحمنِ بنَ الحارثِ بنِ هشامٍ، فنسَخوها في المصاحفِ»، مضيفًا: فنسخ عثمان رضي الله عنه المصاحف وأرسلها إلى البلدان، وأمر بالالتزام بها.
اقرأ أيضًا:
آداب تلاوة القرآن الكريم