الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الذكرى الثالثة لحادث الواحات.. حكاية الثأر للأبطال وتحرير النقيب محمد الحايس

صدى البلد

مرت ثلاث سنوات على حادث الواحات الإرهابي، والذي أسفر عن استشهاد ١٦ ضابطا وفرد شرطة وإصابة ١٣ آخرين ومقتل ١٥ إرهابيا، وفي الذكرى الثالثة ينشر صدى البلد التفاصيل الكاملة لعملية تحرير النقيب محمد الحايس الذي أسرته الجماعة الإرهابية مصابا عقب الاشتباكات.
 
منذ اختفاء النقيب محمد الحايس في تلك العملية بدأ تنفيذ الخطة الأمنية التي وضعتها قيادات وزارة الداخلية تحت إشراف ومتابعة القيادة السياسية للبلاد في سبيل الكشف عن مصير الضابط وإعادته سواء حيا أو شهيدا حتي توصلت أجهزة البحث وأجهزة فنية عالية المستوى إلي بداية الخيط للكشف عن مصير الحايس، حيث تم تتبع هاتفين محمولين كانا بحوزة النقيب محمد الحايس ونجحت الأجهزة المختصة في تحديد النطاق الجغرافي لهما تبين أن أحدهما بالواحات والآخر بنطاق محافظة الفيوم وتم تحديد مكانهما علي بعد حوالي 30 كيلو من موقع الاشتباكات وبدأت منطقة البحث في نطاق تلك المنطقة ومحيطها. 

بعد حوالي 24 ساعة تم إغلاق الهاتفين تماما فتم التخطيط والاستعانة بعدد من البدو لإجراء عمليات التمشيط وتتبع خط سير الجماعة الإرهابية ونفذت قوات الداخلية بكافة قطاعاتها من الأمن الوطني والأمن العام والعمليات الخاصة ومباحث الجيزة والفيوم والمنيا والوادي الجديد عمليات تمشيط مستمرة لنقاط المنطقة الصحراوية.

المعلومات التي جمعتها ورصدتها وزارة الداخلية مستعينة بالأقمار الصناعية ومن خلال تتبع خطوط سير الجماعات الإرهابية توصلت إلي مكان اختفاء الجماعات وبرفقتهم الضابط، تعاملت الأجهزة الأمنية مع المعلومة بسرية تامة لقيمتها وحرصا علي حياة الضابط حيث تبين ان مجموعة الإرهابيين الهاربين من عملية الواحات اختبأوا وسط الدروب والكهوف الجبلية المرتفعة عن الأرض وكانوا ينقلون الحايس برفقتهم للوصول إلى الأراضي الليبية لتسليمه لمعسكرات الإرهابي هشام عشماوي.

نظرا لكثرة عمليات التمشيط من قبل قوات الجيش والشرطة والمستمرة علي مدار الساعة كان يتنقل الإرهابيون ليلا علي مجموعات متفرقة في سبيل الوصول من منطقة الكيلو 135 التي شهدت الاشتباكات إلي الحدود الليبية والتسلل إليها للتوجه إلي مدينة درنة وأنهم كانوا يتعمدون التنقل في الليل تجنبا لعمليات التمشيط التي قد تعثر عليهم والتزموا بالتنقل داخل الدروب الجبلية دون الخروج إلى أرض الصحراء خشية رصدهم واستهدافهم بالطائرات، واستطرد المصدر أن المكان الذي تم تحرير الضابط الحايس منه يقع علي بعد 100 كيلو متر من منطقة الاشتباكات التي أخذها الإرهابيون منها عندما وجدوه حيا بعد استشهاد المقدم محمد حبشي ضابط الأمن الوطني بجواره.

تلك المسافة قطعها الإرهابيون علي مدار أيام متقطعة حيث كانوا يسيرون لفترة ثم يستقرون في منطقة بعيدة عن مرمي عمليات الأمن وأنهم كانوا سيصلون إلي الحدود الليبية في فترة أقل من 11 يوما لولا عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش والشرطة ويضيقون الخناق علي تحركاتهم فيتمركزون بالكهوف الجبلية لعدة أيام مستعينين بأدوات الإعاشة والأطعمة التي بحوزتهم حتي التحرك التالي.

فور الوصول إلي المعلومة بمكان وجود الحايس والجماعة الإرهابية تم تسليم تلك المعلومات إلي قوات إنفاذ القانون بصحراء الواحات ووضعت قوات الجيش الخطة الأمنية بالاشتراك مع رجال العمليات الخاصة واعتمدت الخطة علي تنفيذ عنصر المفاجأة للإرهابيين والإرباك لعدم التمكن من الرد كما تضمنت الخطة الهجوم الجوي والبري في ذات التوقيت فوصلت طائرات الأباتشي في الوقت المحدد للعملية الساعة الثالثة عصرا وتزامنت مع وصولها قوات الصاعقة و777 من ناحية البر وتم شن الهجوم في ذات اللحظة بإنزال قوات من الطائرات والتي فاجأت 8 عناصر إرهابية يتولون حراسة الكهف المخفي به النقيب الحايس، وتم تصفيتهم جميعا ودخل عدد من أفراد القوة الي الكهف وعثر علي الحايس مقيدا فيما تولي باقي أفراد القوة عمليات التعامل مع العناصر الأخرى المسلحة التي هربت داخل الصحراء وطاردتها الطائرات ومدرعات الشرطة والجيش.

وخلال 7 دقائق كان الحايس بين أيدي القوات وجرت عملية تأمينه بشكل كامل ومع حالة الإعياء التي كان عليها الحايس تم الاستعانة بسيارة إسعاف من إحدي شركات البترول القريبة من موقع العثور عليه لنقله بها ولعدم استطاعته علي تحمل النقل بالطائرة والضغط الجوي فتم إيصاله إلى القاعدة الجوية بالواحات بواسطة سيارة الإسعاف وتم تقديم الإسعافات الأولية له ليتمكن من تحمل الرحلة إلي القاهرة ثم تم نقله إلي طائرة حملته إلي مطار ألماظة ومنه مباشرة إلي مستشفي الجلاء العسكري.