الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باستخدام مادة واحدة موجودة الآن.. حضارة قديمة ابتكرت تنقية المياه بشكل مدهش

حضارة المايا
حضارة المايا

المياه مهمة لبقاء الإنسان حيا، ولكنها حال تلويثها تكون خطيرة أيضا، لقدرتها على نشر الأمراض الفتاكة مما قد يقضي على حضارة كاملة، والعديد من الحضارات القديمة، كالإغريقية والمصرية القديمة والرومانية، باتباع طريقة مثالية لتنقية المياه.

وفقا لمجلة ساينس أليرت العلمية تشير الكتابات السنسكريتية التي يعود تاريخها إلى 2000 قبل الميلاد أيضًا إلى طرق معالجة المياه، حيث اكتشف علماء الآثار أن حضارة المايا في أمريكا الجنوبية فعلوا ذلك أيضًا، وكان نظام تنقية المياه لديهم فعالًا بشكل لا يصدق.

وفي إحدى الخزانات السابقة في مدينة تيكال الرئيسية للمايا، التي انهارت أطلالها في غابة مطيرة في جواتيمالا حاليًا، وجد علماء الآثار الزيوليت والكوارتز - وهما معادن ليست محلية في المنطقة، واتضح أن وجودهما يرجع إلى قدرة كليهما الفعال في إزالة الملوثات مثل الميكروبات والمعادن الثقيلة ومركبات النيتروجين من الماء.

وكلاهما يستخدم في أنظمة تنقية المياه اليوم، وقال عالم الأنثروبولوجيا كينيث بارنيت تانكرسلي من جامعة سينسيناتي: "المثير للاهتمام هو أن هذا النظام يظل فعالًا اليوم، وقد اكتشفه شعب المايا منذ أكثر من 2000 عام".

ويعد الزيوليت بالتحديد، مثير للاهتمام نظرا لأنه إنه مركب بلوري طبيعي من السيليكون والألومنيوم، مرتبط عبر ذرات أكسجين مشتركة لتشكيل شبكة بلورية مفتوحة، تتميز بخصائص امتصاص وتبادل أيوني ممتازة، مما يجعلها فعالة جدًا في ترشيح المياه.

وعلى الرغم من ذلك فكان أول استخدام له عبر الإغريق والرومان ضمن مكونات الأسمنت، في الهياكل المائية مثل الجسور والقنوات، واعتقد علماء الآثار أن الزيوليت لم يستخدم لترشيح المياه حتى بداية القرن العشرين تقريبًا.

كتب المؤلفون: "إن نظام الترشيح بواسطة الزيوليت الظاهر في خزان (تيكال كورينتال) هو أقدم مثال معروف لتنقية المياه في نصف الكرة الغربي، وأقدم استخدام معروف للزيوليت لتطهير مياه الشرب في العالم.

وكانت القدرة على الحصول على مياه نظيفة ذات أهمية عميقة للمايا، ومصدر قلق كبير، وخاصة بالنسبة لتيكال، حيث كان مصدر المياه الوحيد في المدينة 10 خزانات، بالنظر إلى عدد السكان الكبير، والمناخ المتغير للغاية الذي مر بفترات الجفاف الموسمي، كانت مياه الشرب الخاصة بهم عرضة للتلوث من كل من الميكروبات.