الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عمران يكتب: القدس عربية الهوية والثقافة

صدى البلد

القدس عربية الهوية والثقافة وتقع تحت السيادة الفلسطينية وإن الشعب الفلسطينى هو من يقرر مصيره. ويوضح أن استرداد المقدسات وتحرير المغتصبات والذود عن الأعراض مسئولية جماعية للمسلمين والمسيحيين جميعا كل حسب اختصاصه.

و هناك أدورا عدة فى الحفاظ على المقدسات فى فلسطين والهوية والثقافة العربية للقدس الشريف منها دور العلماء والدعاة بالقلم واللسان للتنبيه على ضرورة استرداد الأراضى الفلسطينية المغتصبة والتذكرة بالحقوق المشروعة للمسلمين والمسيحيين فيها؛ لأن المقدسات الدينية على ارض فلسطين تسكن فى قلب كل مسيحى ومسلم وأن الجميع يفدون مقدساتهم بأرواحهم فى سبيل الحفاظ عليها، وكذلك دور أصحاب الأموال فى تخصيص سهم من أموالهم للشعب الفلسطينى لإعانتهم والوقوف بجوارهم وذلك للحفاظ على الممتلكات ضد الأطماع الصهيونية حتى لا يقدم فلسطينى على بيع شبر من أرضه للاحتلال الإسرائيلي.

يجب  تقوية الاقتصاد الفلسطينى من خلال فتح مجال الاستثمار فى فلسطين لكل العرب والمسلمين وضخ استثمارات فى الأراضى الفلسطينية لتأكيد الحفاظ على الهوية والثقافة العربية للمدينة من خلال الاستقرار المالى والاقتصادى ووجود فرص عمل تكون حافزا للشعب الفلسطينى بالتعاون مع السلطة الفلسطينية مما يساعد على وقف الهجرة فى ظل المغريات التى تقدم لهم لترك وطنهم، وهذا دور مهم لأن التخلى عنهم يتركهم فريسة للاحتلال الصهيونى يفعل بهم ما يشاء من تشريد وقتل ودمار وهذا تخاذل يسهم فى تنفيذ الأطماع الصهيونية فى اغتصاب فلسطين وطمس الهوية والثقافة العربية للمدينة.

يحتم على الدول العربية والإسلامية سرعة التحرك ضد الاحتلال الصهيونى بالأفعال وليس بعبارات الشجب والتنديد والإدانة بل باتخاذ موقف حاسم وقوى للحفاظ علي هوية القدس .

والمجتمع الدولى رافض أى قرارات من شأنها تغيير وضعية مدينة القدس والتأثير السلبى على مستقبل عملية السلام والتسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية، لأن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهى ثابتة تاريخيا منذ فجر التاريخ، وستبقى عربية حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. فالقدس ليست مجرد مدينة على الخريطة بل هى تسكن قلب كل مسلم وكل عربي، فعلى أرضها عاش الأنبياء والرسل ومروا بها وأُسرى بالنبى الخاتم صلى الله عليه وسلم، ومنها عرج به إلى السماء فى معجزة إلهية خص الله بها خاتم الأنبياء والمرسلين.

وتطالب بالتصدى للقرار الأمريكى من خلال القنوات المختلفة، سواء الدبلوماسية أو الشعبية للحفاظ على الوضع القانونى والتاريخى للقدس فى ظل
قرارات الشرعية الدولية.

امتلاك المعرفة الحقيقية بهذه القضية وبأبعادها المختلفة والمعقدة، وزيادة وعى الشباب حول أهمية مدينة القدس وتأكيد عروبتها هو أحد أهم عناصر مقاومة المد الصهيونى فى الأراضى المحتلة ولذا ينبغى توضيح أن «العهد القديم» نفسه قد أكد عروبة القدس وأن العرب «اليبوسيين» هم من بنى هذه المدينة وقد ظل الوجود العربى فى هذه المدينة متصلا عبر التاريخ ومنذ ما يزيد على ستة آلاف عام، بل وقد أكدت التوراة غربة اليهود عن القدس.

أهمية زيادة الوعى العام بمحاولات الطمس والتزييف التى يمارسها المحتل الصهيونى للمصادر الدينية ومحاولات إضفاء شرعية دينية على إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة، وإلقاء مزيد من الضوء على استغلال زعماء الصهيونية لفكرة دينية لها مكانتها فى الديانة اليهودية، وهى فكرة الخلاص ومحاولاتهم تنفيذ هذه الفكرة من خلال استغلال الظروف السياسية وتطبيق سياسة الاستيطان وإقناع الجماعات اليهودية بأنها أمة لها حق تقرير المصير، ومن ثم تغيير المعنى الدينى لفكرة الخلاص والمخلص حتى يتسنى لهم تصوير الحركة الصهيونية على أنها امتداد طبيعى للفكر الديني، كما أشار إلى ذلك آرثر هيرتزبرج فى كتابه «الفكرة الصهيونية : تحليل تاريخي» وهنا لابد من معرفة ما وعد به «الكتاب المقدس» على وجه التحديد ومن هم هؤلاء الموعودون لأن ذلك عنصر أساسى من عناصر الخلط فى هذه القضية لدى الشعب اليهودى الذى تاجرت به الحركة الصهيونية لتحقيق أهدافها وإذكاء نار الصراع بين العرب واليهود.

يجب جميع الحقائق التاريخية والدينية والسياسية وقرارات المنظمات الأممية التى تتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة حل الدولتين على الحدود التى تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 وإنهاء الاحتلال ورفض الاستيطان ورفض ضم الأراضى الفلسطينية. قائلًا إنه لابد عند الحديث عن أى تسوية بين الفلسطينيين والمحتل أن تنطلق هذه المفاوضات من ثوابت مهمة وأولها تأكيد مبدأ عودة الحق لأصحابه، والعمل على وضع مقاربة سياسية تسهم فى حل القضية الفلسطينية دون المساس بحقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم وضمان سيادتهم على حدودها.