الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إشارات متناقضة| ما موقف بايدن من القضية الفلسطينية؟ الرئيس الأمريكي المنتخب يؤكد التزامه بأمن إسرائيل.. ووعود بالتخلي عن سياسات ترامب المتحيزة

جو بايدن وبنيامين
جو بايدن وبنيامين نتنياهو

بومبيو أول مسئول أمريكي يقوم بزيارة رسمية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان
 تفاؤل فلسطيني بموقف أمريكي أكثر توازنًا تجاه القضية في عهد إدارة بايدن
بايدن يتعهد بإعادة المساعدات الممنوحة للفلسطينيين التي قطعها ترامب
بايدن يعيد الاعتبار لحل الدولتين بديلًا عن صفقة القرن


مع فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن، بدا الحدث بارقة أمل للفلسطينيين بعد سنوات من الانحياز الأمريكي السافر غير الموارب لإسرائيل، وتأمل القيادة الفلسطينية أن تنأى إدارة بايدن القادمة بنفسها عن مواقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وبالرغم من أن فترة تقل عن شهرين تبقت لترامب في البيت الأبيض، أرسل الأخير وزير خارجيته مايك بومبيو، ليقوم بأول زيارة رسمية أمريكية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، في انحياز جديد غير مسبوق من إدارة أمريكية لإسرائيل كما تعود ترامب خلال فترة رئاسته الوحيدة.

ونقلت المجلة عن بيان لدائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أن "فلسطين تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس".

ويأمل الفلسطينيون، قبل كل شيء، أن تعود الولايات المتحدة إلى الالتزام بالإجماع الدولي حول مسائل معينة، مثل ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ووقف بناء المستوطنات، والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية ذات سيادة.

وأضاف بيان منظمة التحرير "تماشيًا مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، نحرص أيضًا على إشراك الولايات المتحدة في الجهود متعددة الأطراف لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، مع اختصاصات واضحة وجدول زمني، نحو تحقيق حل الدولتين المعتمد دوليًا على حدود عام 1967، مع الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين".

وقبل مرور عام واحد على دخوله إلى البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة، أصدر ترامب اعترافًا أمريكيًا رسميًا من طرف واحد بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل، وبعدها بوقت قصير أمر بنقل مقر السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وطرح ترامب رؤيته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فيما أسماها "صفقة القرن"، المدعوة رسميًا "خطة السلام من اجل الرخاء"، وتقوم باختصار على ضخ استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة، يأتي معظمها من دول الخليج الغنية، ولكن مقابل بسط سيادة إسرائيل على المزيد من الأراضي الفلسطينية.

ولكن يظل السؤال هنا: ما هو موقف بايدن من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ في أكثر من مناسبة علنية، أعرب بايدن عن "التزامه الحديدي" بأمن إسرائيل، وفي موقعه الإلكتروني صفحة مخصصة تحديدًا لاستعراض سجله في دعم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وتتضمن إشارات عدة إلى دعم إسرائيل.

 وفي إشارة لا تخطئها أذن يهودية، قال أنتوني بلينكن مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية إنه تربى على يد زوج والدته الناجي من الهولوكوست (المحرقة) النازية، للدلالة على تاريخ مشترك لعائلته مع محنة اليهود التاريخية إبان الحرب العالمية الثانية.

ولكن بخلاف ترامب، يبدي بايدن وهاريس استعدادًا أكبر للانخراط في حوار مع الفلسطينيين، وورد في إحدى منشورات حملته الانتخابية نقلًا عنه وعن هاريس "نؤمن بقيمة كل فلسطيني وكل إسرائيلي، وسنعمل على ضمان تتمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بنصيب متساو من الحرية والأمن والرخاء والديمقراطية".

ويبدو هذا الموقف المعلن لإدارة بايدن على تناقض صريح مع سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة التي حظيت بدعم غير مشروط من ترامب، ومن المتوقع أن يقرر بايدن إلغاء قرارات لسلفه بقطع مساعدات أمريكية كانت تُمنح للقيادة الفلسطينية ومنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا).

وعلى الموقع الإلكتروني الرسمي لحملة بايدن وهاريس نقرأ العبارات "إننا ملتزمون بحل الدولتين وسنعارض أي خطوات أحادية تقوض هذا الهدف، وسنعارض أيضًا ضم المستوطنات لإسرائيل أو توسيعها، وسنتخذ خطوات فورية لإعادة المساعدات الاقتصادية والإنسانية للشعب الفلسطيني، ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، والعمل على إعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن".

وفي اتصال أجراه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع بايدن الاثنين الماضي، أعرب الأخير عن تطلعه إلى العمل مع ملك الأردن "لدعم حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، وأكد نيته التراجع عن "القطع المدمر للعلاقات الدبلوماسية في عهد إدارة ترامب مع السلطة الفلسطينية، وإلغائها برامج المساعدات لدعم التعاون الأمني الفلسطيني الإسرائيلي والتنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وخلصت المجلة إلى أن جوهر التحالف الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي سيظل سليمًا بلا مساس، لكن التطابق التام في الرؤى بين إدارة ترامب وإدارة نتنياهو اليميني المتطرفة والانحياز الأمريكي غير المشروط لكل خطوة ومطلب إسرائيلي هو ما يمكن أن يتبدل في عهد إدارة بايدن.