كريسماس بمذاق كورونا.. كيف ستحتفل دول أوروبا بعيد الميلاد في ظل إجراءات الإغلاق؟ مخاوف من انتشار العدوى في التجمعات.. وشوارع القارة العجوز تخلو من الناس للمرة الأولى

ميركل تلوم أسواق الكريسماس على ارتفاع معدل الإصابات اليومية بفيروس كورونا

مع اقتراب موسم احتفالات عيد الميلاد المجيد (الكريسماس)، أصبح على حكام ومسئولي دول أوروبا البت في قرارات صعبة بشأن تشديد أو تخفيف إجراءات الإغلاق المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.

واستعرضت شبكة "بي بي سي" البريطانية جملة من قرارات المسئولين الأوروبيين بشأن مدى حرية حركة مواطني بلادهم خلال موسم الكريسماس، مع تزايد المخاوف إزاء تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا يوميًا فيما تبدو موجة ثانية من الوباء المميت.

في هولندا، أعلن رئيس الوزراء مارك روته فرض إجراءات إغلاق مشددة لمدة 5 أسابيع، بدأت في 15 ديسمبر وتنتهي في 19 يناير، وبموجبها أغلقت متاجر السلع غير الضرورية وصالات السينما والألعاب الرياضية والمدارس أبوابها، وناشدت السلطات المواطنين بتجنب السفر غير الضروري حتى منتصف مارس.

ومن المقرر تخفيف هذه الإجراءات المشددة بعض الشيء خلال 3 أيام من احتفالات الكريسماس، حيث سيُسمح للأسر باستقبال 3 ضيوف بدلًا من اثنين، بدون حساب الأطفال تحت سن 13 سنة.

وفي بريطانيا، أعلنت الحكومة تخفيفًا بسيطًا لإجراءات الإغلاق المفروضة بالفعل خلال موسم احتفالات الكريسماس، أطلقت عليه "فقاعات الكريسماس"، وخلال الأيام بين 23 و27 ديسمبر (22 – 28 ديسمبر في أيرلندا الشمالية) ستُرفع القيود المفروضة على السفر، وسيُسمح للأفراد بالاختلاط واستقبال الضيوف داخل المنازل والسهر طوال الليل، ولكن بحد أقصى 3 أسر داخل المنزل الواحد، أو 8 أشخاص في إسكتلندا، وإن دعت السلطات الصحية المواطنين إلى توخي الحذر والتأكد من سلامة المدعوين قبل دعوتهم للزيارة.

واعتبارًا من اليوم 16 ديسمبر، تغلق الحانات والمطاعم في بريطانيا أبوابها أمام الزوار وتستمر في تقديم خدمات المناولة السريعة والتوصيل للمنازل، كما تغلق معظم منشآت الأنشطة الترفيهية مثل الملاعب الرياضية.

وفي إيطاليا، التي تشهد أعلى معدل زيادة يومية للوفيات بفيروس كورونا منذ مارس الماضي، دعا رئيس الوزراء جوزيبي كونتي المواطنين إلى احتفالات متحفظة بالكريسماس والحذر من التجمعات والمعانقات وقبلات التهاني.

ومن المقرر فرض إجراءات إغلاق جزئية في بعض أجزاء البلاد، ومنع السفر بين الأقاليم الإيطالية اعتبارًا من 21 ديسمبر حتى 6 يناير، وخلال احتفالات الكريسماس التي تستمر 3 أيام يُمنع على المواطنين مغادرة مدن سكناهم سوى للعمل أو لأسباب طبية أو في حالات الطوارئ، كما سيتم فرض حظر تجول في جميع أنحاء البلاد من العاشرة ليلًا حتى الخامسة صباحًا.

وفي فرنسا، رفعت السلطات أمس الثلاثاء إجراءات إغلاق كانت قد فرضتها في 28 نوفمبر، مثل تقييد حركة المواطنين إلا للضرورة وبعد الحصول على شهادة صحية تثبت خلو حاملها من الإصابة بفيروس كورونا، وإن استمرت إجراءات مشددة أخرى قائمة.

وفرضت الحكومة الفرنسية حظر تجول في جميع أنحاء البلاد بين الساعة الثانية صباحًا والسادسة صباحًا، ولكن من المقرر رفعه خلال ليلة الكريسماس، مع الإبقاء على إغلاق المسارح ودور السينما والمطاعم والحانات، وكذلك منتجعات التزلج التي أثار إغلاقها موجة من التذمر.

وفي ألمانيا، تعتزم السلطات فرض إجراءات إغلاق صارمة خلال موسم احتفالات الكريسماس، مع تصاعد أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ألقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باللوم على أسواق بيع مستلزمات الكريسماس التي تشهد ازدحامًا واختلاطًا كثيفًا خلال موسم أعياد الميلاد.

وخلال الفترة بين 16 ديسمبر و10 يناير، ستفرض السلطات الألمانية إجراءات مشددة، تُغلق بموجبها متاجر السلع غير الضرورية والمدارس، ويُمنع اجتماع أكثر من 5 أفراد من أسرتين بحد أقصى داخل المنزل الواحد، لكن من المقرر تخفيف هذه القيود بعض الشيء خلال الأيام من 24 إلى 26 ديسمبر، حيث سيُسمح للأسر باستقبال 4 ضيوف بدون حساب الأطفال تحت سن 14 سنة، وسيُسمح استمرار فتح متاجر السلع الأساسية والبنوك ومحال بيع أشجار الكريسماس، وإن ألغيت أسواق الكريسماس الكبرى وعروض الألعاب النارية.

وفي إسبانيا، تعتزم السلطات فرض إجراءات إغلاق على مستوى البلاد في الفترة بين 23 ديسمبر و6 يناير، ولدى الحكومات المحلية سلطة تشديد هذه الإجراءات في نطاقات إدارتها إن دعت الضرورة.

وخلال الفترة المذكورة، سيظل مسموحًا بالسفر بين الأقاليم الإسبانية لزيارة الأهل والأصدقاء، وإن كان سيتم تحديد الحد الأقصى للتجمعات خلال 3 أيام من احتفالات الكريسماس بـ 10 أشخاص داخل المنزل الواحد بمن فيهم الأطفال، وسيظل حظر التجول ساريًا من الواحدة والنصف صباحًا حتى الخامسة صباحًا خلال ليلة الكريسماس.

في النمسا، رفعت السلطات في 7 ديسمبر إجراءات إغلاق كانت قد فرضتها في جميع أنحاء البلاد في وقت سابق، وتم تقليص ساعات حظر التجول لتصبح بين الثانية صباحًا والسادسة صباحًا، كما سُمح بإعادة فتح متاجر السلع غير الضرورية.

ومع ذلك فمن المقرر استمرار إغلاق المطاعم والحانات خلال موسم احتفالات الكريسماس باستثناء خدمات المناولة السريعة، ولن يُسمح كذلك بإقامة أسواق الكريسماس التقليدية، وستقتصر الإقامة في الفنادق على المسافرين لأغراض العمل فقط وسيكون على الزوار القادمين من دول يزداد فيها معدل الإصابة عن 100 حالة لكل 100 ألف مواطن، مثل إيطاليا وألمانيا، الخضوع لحجر صحي لمدة 10 أيام قبل السماح لهم بالتحرك داخل النمسا.

وفي روسيا، فرضت السلطات إجراءات إغلاق تستمر حتى 15 يناير، وبموجبها تغلق المطاعم والمقاهي في وقت مبكر عن موعدها المعتاد، وتستقبل دور السينما والمسارح روادها بحد أقصى 25% من طاقتها الاستيعابية، ودعت السلطات المواطنين فوق سن 65 عامًا أو ذوي الظروف الصحية الخاصة للالتزام بالبقاء في المنزل حتى رفع الإجراءات.